تساؤلات حول نوم أصحاب الكهف.. ماذا يقول العلم الحديث؟

  • أحمد نصار
  • الأحد 31 ديسمبر 2023, 2:52 مساءً
  • 736
مكان أهل الكهف

مكان أهل الكهف

قال الكاتب هشام طلبة، إن قصة أصحاب الكهف من أعجب قصص القرآن الكريم، وأكثرها تشويقا، مشيرا إلى أنها وبقية قصص تلك السورة بها الكثير من أنواع الإعجاز التاريخي والعلمي والبياني فكما أن قصة يوسف هي أحسن القصص؛ فإن قصص سورة الكهف هي أعجبها، مصداقا لقوله تعالى" (أَمْ حَسِبْتَ أَنّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً…. وَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً).

وتابع: ومن عجائبها أننا لو تدبرنا مطلعها لوجدناه يتسق تماما مع أواخر السورة السابقة لها. وهى سورة الإسراء وهذا من إعجاز المناسبة في القرآن الكريم حيث يبدو وكأنه سلسلة من حلق متداخلة حيث نقرأ في آخر آيات سورة الإسراء:- (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي لَمْ يَتّخِذْ وَلَداً……). ثم نقرأ في أول لاحقتها سورة الكهف (الْحَمْدُ لِلّهِ) وكأنه استجابة للأمر الإلهي السابق. ثم يقول في الآية الرابعة (وَيُنْذِرَ الّذِينَ قَالُواْ اتّخَذَ اللّهُ وَلَداً) ليتسق مع قوله قبلها في الإسراء بعد الحمد.. (الّذِي لَمْ يَتّخِذْ وَلَداً).

وأردف قائلا: السورة بها العديد من أمثال تلك الصور المعجزة، ولكن تجدر الإشارة إلى الإعجاز في مسألة هيئة أصحاب الكهف وتقلبهم أثناء نومهم حيث يقول تعالى (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ لَوِ اطّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوْلّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)- 18.

 ونوه إلى أن السورة تشمل أربعة أقسام أو مراحل يترتب بعضها على بعض بشكل معجز، تتمثل في: وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ "وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشّمَالِ "وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ "لَوِ اطّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوْلّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً

 

وأشار إلى أن قولهم في مسألة أن يحسبهم المطلع عليهم مستيقظين بينما هم نيام، فقد ذكر فريق من المفسرين أن سبب ذلك هو بقاء عيونهم مفتحة وأن تعرضها للهواء هكذا أبقى لها !! ذهب إلى ذلك ابن كثير وتفسير الجلالين وصاحب التحرير والتنوير وغيرهم، غير أن  فريق آخر من المفسرين، يرى أن سبب ذلك هو انفتاح العيون أثناء النوم إضافة إلى كثرة تقلبهم أثناء نومهم أو أحد هذين العاملين. ذهب إلى ذلك البقاعى والزمخشرى والبيضاوي والشوكانى.

وأردف قائلا: قولهم في مسألة تقلب أصحاب الكهف وسبب ذلك، فأن أغلب المفسرين قالوا إن سبب ذلك هو ألا تأكل الأرض أجسامهم أو ما يسمى اليوم قرحة الفراش. ذكروا ذلك نقلا عن ابن عباس. ومنهم من زاد أنهم كانوا يتقلبون مرة واحدة في العام يوم عاشوراء أو مرتين، ومنهم من قال أن تقلبهم كان كثيرا مثل تفسير البقاعى وبعض ما طرحه الألوسي.


ويضيف: أن قولهم في مسألة الكلب وحاله، فقد أسهب الكثير من قدامى المفسرين في وصف الكلب لونه واسمه وأنه أنطقه الله بعد أن طردوه أول مرة !! وأنه كان أسداَ وسمى الأسد كلبا كما روى البيضاوي والقرطبي وابن كثير وهي روايات لم يذكروا لها أية أحاديث نبوية وبالطبع لم يذكره النص القرآني، أما تفسير التحرير والتنوير فقد قال في ذلك كلاما يعتد به….. ” لم يذكر التقلب لكلبهم بل استمر في مكانه باسط ذراعيه… وعدم تقليب الكلب عن يمينه وشماله يدل على أن تقليبهم ليس من أسباب سلامتهم من البلى وإلا لكان كلبهم مثلهم فيه.. وقد يقال: إنهم لم يفنوا وأما كلبهم ففني وصار رمة مبسوطة عظام ذراعيه “(الحق أنه لو كان قد بلى للاحظوا ذلك عند استيقاظهم.

وأكمل : قولهم في مسألة ” لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا”، قدى رأى أغلب التفاسير ذكرت أن سبب ذلك هو المهابة التي ألبسها الله إياهم  منها تفسير ابن كثير والجلالين والبقاعى والكشاف للزمخشرى، أما البيضاوي فقد أضاف إلى الهيبة انفتاح عيونهم ووحشة المكان. ومن المفسرين ما أعزى ذلك إلى طول شعورهم وأظفارهم وهو ما حكاه القرطبي عن الزجاج والنحاس والقشيرى.

 

 

 

 وأضاف"طلبة" أنه بالنسبة لما ذهب إليه بعض المفسرين في تفسيرهم لقوله تعالى: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) بأن ذلك حدث لبقاء عيونهم مفتحة وأن ذلك ابقي للعين لا يؤيده العلم الحديث أبدا كما أن النص لم يذكره  فالعين على العكس من الأنف والأذن تغلق عندما ننام، مشيرا إلى هناك الطبيب طارق عبده مصطفى أستاذ طب العيون – أكد أن ذلك يجدد خلايا العين. وأن بقاء العين مفتوحة فترات طويلة يعرضها للجفاف ولذلك ترمش عيوننا  ناهيك عن تقرح القرنية. وكلنا يعلم أن الفراعنة في تحنيطهم لمومياواتهم كانوا ينتزعون العين لأنها أول الأعضاء المعرضة للتلف، وأصحاب الكهف كانوا في موقع جبلي تكثر فيه الأتربة. فإذا كان الله قد ضرب على آذانهم المفتحة أصلا  فمن باب أولى أن تغلق عيونهم على الأقل لأغلب الفترات.

 

وتابع: بالنسبة لمسألة تقلب أصحاب الكهف، فقد ذكر بعض المفسرين – بغير سند من نص قرآني أو حديث شريف – أن أصحاب الكهف كانوا يتقلبون في العام مرة أو مرتين.

 

وأشار إلى أن العلم الحديث يقول العكس تماما. إذ يقول أستاذ علم النفس السويسري، “ألكسندر بوربلى” Alexander A. Borbély MD. في كتابهSecrets Of Sleep ” أسرار النوم “ (1) وتحديدا في الصفحة رقم 251:”.. والنوم يكون عميقا في البداية  ولكنه يصبح سطحيا بدرجة أكبر كلما انقضت الساعات. وهذه الظاهرة نفسها تنعكس في حقيقة نشاهدها وهى أن النائم يغير أوضاعه بمعدل تكرار أكبر كلما زادت الفترة التي قضاها في النوم طولا.!!

وختم متسائلا: ما بالنا إذا بمن ناموا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ؟ كيف يكون معدل تغيير أوضاعهم أثناء نومهم ؟ أي كيف يكون معدل تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ؟ لا بد أنه كان معدلاً مرتفعًا جداً.


تعليقات