تأمّلات في أوائل سورة القصص

  • أحمد نصار
  • الأحد 31 ديسمبر 2023, 07:12 صباحا
  • 583
الدكتور صديق فارسي

الدكتور صديق فارسي

 أكد الدكتور صديق بن صالح فارسي، أن القرآن مليء بالأسرار والإعجاز الفريد لافتا إلى أن قوله تعالى في سورة القصص" طسٓمٓ (1) تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ (2) نَتۡلُواْ عَلَيۡكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرۡعَوۡنَ بِٱلۡحَقِّ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ (3) إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ)، يوجدبها لمحات اجتماعية فريدة.

وتابع: أن طسٓمٓ: من الحروف المقطعة لبدايات بعض سور القرآن، ولا ريب، بأن لها حكمة بالغة، اختص الله - بها نفسه، ويعلمها سبحانه- إذا شاء، من يشاء من عباده، وأعقبها عز وجل- بتقرير حقيقة كون أن ( تِلۡك )، أي القصص والأخبار، وما (نَتۡلُواْ عَلَيۡكَ)، يامن تقرأ القرآن وتؤمن بآياته ، من أنباء رسول الله- موسى عليه السلام، وعدو الله- فرعون عليه لعنة الله- كونها من، (ءَايَٰت ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ): أي: الكتاب الواضح الظاهر للعيان،صاحب الحجة والبرهان، (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ).

  وأضاف أن فرعون: هو حاكم مصر في فترة من الفترات،آتاه الله تعالى - من الملك، ومكنه في الأرض، وبدل أن يتقي الله - ويقيم شرعه، ويؤدي حقه، (عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ)، أي تكبر وطغى، ووصل به الطغيان إلى ادعاء الربوبية، (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ)، ووصل به الظلم إلى أن جعل أهل مصر ،(شِيَعاً)، أي فرقاً مختلفين، فجعل طائفة الأقباط، سادة ومالكين، وطائفة بني إسرائيل خُداماً لهم، وهم الطائفة الذين استضعفهم، وأمر بقتل أبنائهم، (يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ)، تحسباً من أنيأتي منهم من يكشف كذبه، ويفضح بطلان ادعائه، ويزيل ملكه، (وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ)، كي يخدمنه وقومه، فأفسد في الأرض، والله سبحانه - لا يحب الفساد، ولا يصلح عمل المفسدين، بل يُبطله ولو بعد حين!

 

تعليقات