"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
تعبيرية
قال أستاذ
الفيزياء، حسـن يوسـف شهـاب الديـن، ليس هناك حروب حدثت مثل الحروب الإعلامية التي
تُشنُّ لتشويه الإسلامِ ورموزهِ الحية، من بعض كبار المشاهير في أميركا والعالم
الغربي، الذين رأوا في مَنهجِ وتشريع هذا الدين القويم خطراً كبيراً عليهم، فما
كان منهم إلا أن يرفعوا رايات التشويه والإساءة حفاظاً على علاقة العداء وتمكيناً
للحقد المتملك من قلوبهم وأفئدتهم، ليواصلوا ما بدأه أسلافهم منذ بدء الرسالة التي
حملها نبي الرحمة والعدالة محمد صلى الله عليه وسلم، النبي الذي جاء مصدقاً لما
معهم من الكتاب، فكان الخطر الذي يحوم حول مصالحهم، ويكبح طموحهم.
وتابع: قال الله
سبحانه وتعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32}
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33}﴾. [ التوبة].، وقال الله عزَّ
وجل: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ
نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ {9}﴾ [الصف].
ونوه إلى أن
هناك لمســات فـي الإعجـاز البيـانـي، حيث استخدام الفعل (يطفئ) دون الفعل (يخمد) قال
الله تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾، مشيرا
إلى أن الإطفاء هو الإخماد، وكلاهما يستعملان في النار، وفيما يجري مجراها من
الضياء والظهور، ولكن العرب تفرق بين الإطفاء والإخماد بأن، الإطفاء يستعمل في القليل والكثير، والإخماد
إنما يستعمل في الكثير دون القليل..
وأردف قائلا:
ومنه فإنَّ الكفار يريدون إبطال ما استطاعوا من الحق الذي جاء به نبي الرحمة
قليلاً كان أم كثير، بغض النظر عن كمية الحقائق التي يحاولون طمسها، وهذا يدل على
رضاهم بالقليل لما تحمل قلوبهم من غيظٍ وحقدٍ وغلّ. ونوه إلى أن الفرق بين ”أن
يطفئوا” و” ليطفئوا “، وقال الله سبحانه وتعالى:
﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ ﴾، يقصد الكفار إطفاء نور الله تعالى مباشرة،
وإرادتهم متوجهة إلى الغاية (الهدف) بشكل مباشر، بعد إعداد الوسائل واتباع الطرق
التي من خلالها يمكن الوصول إلى غايتهم بحسب تصورهم، فطلبهم هنا الغاية.
وتابع: أما في
قول الله عزَّ وجل: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا ﴾، يقصدون أمراً يتوصلون به إلى
إطفاء نور الله، فهم يريدون إعداد الوسائل التمهيدية والطرق المناسبة التي تضمن
الوصول لغايتهم، والمعنى هنا طلب الوسيلة.
وأضاف: أن
استخدام كلمة الكافرون دون المشركون، فقد قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ ) مشيرا إلى أن أصل الكفر في كلام العرب: الستر والتغطية، ومنه قول
الله تعالى: ﴿ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ﴾ [الحديد {20}].
{الكافر: الزارع الذي يغطي الحب بالتراب ليستره}، فالكفار يخفون الشيء بعد معرفتهم
به، وهذا مَثَلُ (أهل الكتاب) الذين أخفوا الكتاب وكتموا الحق بعد إذ جاءهم فهم
يعرفون رسول الله كما يعرفون أبنائهم.
وأكمل : أما
الشرك فهو من المشاركة: وقيل هو أن يوجد شيء لاثنين أو أكثر، وشرك الإنسان في
الدين: إثباته شريك لله تعالى. وفرق الفقهاء بين الشرك والكفر، فالشرك يكون من
الناس الذين جعلوا لله أنداداً، دون أن يكون لهم كتاب، أما الكفر فيكون من أهل
الكتاب، معتمدين بذلك على قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {105}﴾ [البقرة]. حيث نجد في الآية الكريمة
السابقة إفراد المشركين عن أهل الكتاب، فالمشركون (الوثنيون) لم يكونوا يعلموا
بظهور نبي الإسلام، وكانوا يحاربوه لأنه صغرَّ آلهتهم وجاء بأمرٍ معارضٍ لمصالحهم،
فكانوا السند والعون لأهل الكتاب في حربهم على الإسلام لأن غايتهم واحدة، بالرغم
من اختلاف سبب الحقد والعداء.
أما عن
الإعجــاز الغيبـــي، من خلال استخدام صيغة المضارع، يقول أستاذ الفيزياء إنه ورد
في الآية الكريمة أربعة أفعال كلها بصيغة المضارع، وهي على الترتيب: (يريدون)،
(يطفئوا)، (يأبى)، (يتم).
والفعل بصيغة
المضارع يدل على الحال والاستقبال (الاستمرار) وأن استخدام الحرف ” أن” بعد الفعل
” يريد “ بعض الأفعال في اللغة العربية لا يجوز أن تقع في زمن الماضي، لأنها تفيد
الاستقبال، مثل فعلي ” أمرت ” و” أردت “. فلا يجوز أن تقول: أمرتك أن قمت، ولا
أردت أن قمت.
وختم كلامه: اعتمد
العلماء على هذا القول من استخدام الحرف “أن” التي يمكن أن تكون مع الماضي في غير
“أردت” و “أمرت”، وذكروا لها معنى الاستقبال بما لا يكون معه ماض من الأفعال بحال،
ومنه عندما يأتي الحرف “أن” بعد الفعل” مضيفا أن يريد ” فإن الاستقبال يكون من
وجهتين، هما الأولى: من الفعل نفسه لأنه بزمن المضارعK الثاني: في دخول الحرف “أن” الذي يفيد
مع الفعل “يريد” زمن المستقبل.
وأوضح “ويأبى الله إلا أن يتم نوره”، بأن الإباء: شدة الامتناع، فكل إباء امتناع وليس كل امتناع إباء، ولكن كيف دخلت “إلا” والكلام ليس فيه حرف نفي؟ مع العلم أن العرب لا تقول “ضربت إلا زيداً “. والجواب أن العرب تحذف حرف النفي مع الفعل ” أبى “. والتقدير: ويأبى الله كل شيء إلا أن يتم نوره، وقد تمَّ وانتشر وظهر في كل أصقاع المعمورة ولله الحمد، وهذا مصداق قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33}﴾.[التوبة].