الرد على شبهة وجود خطأ علمي في الآية الكريمة "فكسونا العظام لحماً"

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 14 ديسمبر 2023, 02:52 صباحا
  • 326

رد الباحث في ملف الإلحاد، وطبيب الأسنان "عبد الله محمد" على شبهة وجود خطأ علمي في الآية الكريمة "فكسونا العظام لحماً"

وبين أن الشبهة تقول "لقد أخطأ قرآنكم في ذكر تخلق العضلات بعد العظام لأن كليهما ينشأن من طبقة الميزوديرم (mesoderm) وبالتالي يتكونا في نفس الوقت، فلا تسبق العظام تكون العضلات (اللحم) ".


وفي رده، ذكر عبدالله محمد، إلى أن اللحم هو العضلات وليس الجلد فحين تشتري لحما من الجزار يعطيك من العضلات وليس من الجلد 

وتحدث عن تكوين الجنين، حيث تشارك ثلاث طبقات في تكوينه وهي: الاكتوديرم (ectoderm)والميزوديرم (mesoderm) والاندوديرم (endoderm)، وما يهمنا في هذا الموضوع هي طبقة الميزوديرم التي تتكون منها العظام والعضلات.

وأشار إلى أن الملاحدة ادعو أن العظام والعضلات يتكونان في نفس الوقت بحجة أنهما يتكونان من نفس الطبقة، ولكنه لم يدرك أننا لو تتبعنا نمو أنسجة الجسم سنجد: القلب والغدد التناسلية والغضاريف والعظام والعضلات وغيرها وغيرها من الأعضاء وكل ذلك لا يتكون في نفس الوقت.

وتسائل: ما رأيك الآن؟! هل القلب يتكون مع الأعضاء التناسلية؟ هل الغدد تتكون مع العظام؟! هل الغضاريف تتكون مع العظام؟! كل هذه الأنسجة تتكون من نفس طبقة الميزوديرم (mesoderm)، ولا تتكون في نفس الوقت فهذه حجة سخيفة تدل سطحية تفكيرك ومعلوماتك، فأنت تضع استنتاجا زائفا وأنت لست أهلا للاستنتاج أصلا.

وتابع: على سبيل المثال، الغضاريف تتكون في منتصف الأسبوع الخامس بينما العظام يبدأ تكوينها عند السادس، والعضلات ما بين منتصف السادس حتى الثامن، وهذا يعني أن الغضاريف تتكون من نفس الطبقة ولكن لا تتكون في نفس الوقت.

وواصل: إذا ما طلبت منهم مرجعا علميا لإثبات كلامهم هذا لا تجد إلا قولهم "يخرجان من نفس الطبقة، إذاً يخرجان في نفس الوقت، ثم لو سلمنا لكلامهم فهذا لا صلة له بمعنى الآية، فالآية تقول: فكسونا العظام لحما، "فكسونا" وبالتالي فالآية تتكلم عن مرحلة الكسو، أي مرحلة ارتباط العضلات بالعظام، وليس مرحلة تكون العضلات نفسها، لأن العضلات تتكون منفصلة وكذلك العظام منفصلة ثم بعد تكونهمها تقوم الأربطة بربط العضلات بالعظام فالآية تتحدث عن عميلة الربط هذه وليس عن تكون العضلات نفسها، ولاحظ أن الله عز وجل (لم) يقل: ثم كسونا العظام لحماً، بل قال: فكسونا، والفاء في اللغة تدل على السرعة في الفعل الذي يليها.

ولفت إلى أن مواقع بحثية عدة متخصصة في علم الأجنة، ذكرت أن بداية تكون العظام يحدث عند بداية الأسبوع السادس فيقول حرفيا "at sixth week: mesenchymal condensation for appendicular skeletal bone" فنلاحظ هنا أنه يتحدث عن عظم حقيقي "bone" بينما في الأسبوع السادس يحدث فقط بداية تكون الخلايا التي تشكل العضلات وليس العضلات نفسها فيقول حرفيا "segmental elaboration of somite myotome occurs at sixth week" بينما تشكل العضلات يظهر عند الأسبوع الثامن فيقول حرفيا "at eighth week: individual muscles develop" فهنا يتحدث عن عضلات حقيقية "muscles". في الأسبوع الثامن

ووجه كلامه للملاحدة: "اذهبوا وحاكموا العالم صاحب هذا المرجع الطبي أو لا تصدعوا رؤوسنا، وعلى الرغم أن هذا ليس معنى الآية، ولكن لو اعتبرنا أنه معناها فنحن أيضا نمتلك الأدلة على أن خلايا العظام أسبق من حيث التمييز، وإذا ما عدنا للمعنى الصحيح للآية نجدها تتكلم عن مرحلة الكسو أو مرحلة ارتباط العضلات بالعظام".


وأكمل: في موقع EHD أحد المواقع المتخصصة في علم الأجنة، نجده يقول أن تكون العظام يحدث ما بين الأسبوع السادس والأسبوع السابع فيقول حرفيا "Bone formation begins between 6 and 7 weeks, starting with the clavicle..."(4)، يعني قبل السادس لا يحدث تكامل للعظام، وهناك حديث موافق لهذه المعلومة الطبية، يقول رسول الله ﷺ: "إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا، فصورها وخلق سمعها بصرها وجلدها ولحمها وعظمها"، وهذه الأعضاء كلها لا يكتمل نموها إلا بعد الأسبوع السادس، أي بعد الاثنتين وأربعين ليلة، وقبل ذلك لا يكتمل نموها، لدرجة أن الجلد يستمر في النمو إلى ما بعد الأسبوع الحادي عشر ولا يكتمل تكوينه قبل الأسبوع السادس أبداً.

 أما بخصوص ارتباط العضلات بالعظام، نفس موقع يقول أنه بحلول منتصف الأسبوع السابع تقوم الأربطة بربط العضلات بالعظام فيقول حرفيا "From 7 to 7½ weeks, tendons attach leg muscles to bones."(6).

وأكد الباحث في ملف الإلحاد، أن بهذا يتبين لنا أن اللفظ القرآني دقيق جدا حين قال فكسونا، ولم يقل ثم كسونا "فكسونا" تدل على السرعة، وبالفعل كل الفرق بينهما أقل من نصف أسبوع، وهذا كله مثبت بأدلة علمية من مواقع طبية متخصصة في علم الأجنة (كما وضحنا).

من ناحية أخرى، نجد أن العضلة لها مبدأ ومنتهى، مبدأ العضلة يُسمى المبدأ العظمي (origin)، أي الطرف المتصل بالعظام، فكيف يكون للعضلة مبدأ ومنتهى (أطراف) (insertion) قبل تكون العظمة التي من المفترض أنها ركيزة صلبة تتصل بها العضلة لكي تؤدي وظيفتها؟

وشدد في ختام حديثه على أن هذا إثبات بديهي سهل من ناحية أخرى، فلا يمكن أن تتصل العضلة بالعظم إن كانت العظام لم تتكون بعد، وبذلك يتبين جهل وتدليس من يزعم بوجود خطأ علمي في هذه الآية ويتبين الإعجاز والسبق العلمي في القرآن الكريم وهو ما يؤكد وحيه من خالق هذا الإنسان.

تعليقات