مساهمات العلماء المسلمين للبشرية.. ابن زهر الإشبيلي

  • أحمد نصار
  • الأحد 10 ديسمبر 2023, 08:05 صباحا
  • 219
ابن زهر

ابن زهر

يعد عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن مروان، (1072 ـ 1162م)، يكنى "أبو مروان " ويعرف بابن زهر الإشبيلي، من أبرز الأطباء المسلمين الذبن اسهموا بشكل كبير جدا في نهضة الحضارة الإسلامية في الأندلس،وهو من أهل إشبيلية.

 كما يعرف عند الأوربيين باسم Avenzoar وينحدر من عائلة عريقة في الطب، فقد كان والده "أبو العلاء" طبيباً ماهراً في التشخيص والعلاج، وكان جده طبيباً أيضا. حفظ العالم المسلم ابن زهر القرآن، وسمع الحديث واشتغل بعلم الأدب والعربية ولم يكن في زمانه أعلم منه باللغة. لـه موشحات يغنى بها وهي من أجود ما قيل في معناها.

يمثل ابن زهر حالة استثنائية في زمانه، إذ بالرغم من سعة معارفه وتنوعها فقد تخصص في الطب ومارسه طول حياته، فأضاف أشياء جديدة، منها وصفه لمختلف الأمراض الباطنية والجلدية، إضافةً إلى الجراحة. كما بحث في قروح الرأس وأمراضه، وأمراض الأذنين، والأنف، والفم، والشفاه، والأسنان، والعيون، وأمراض الرقبة، والرئة، والقلب، وأنوع الحمى، والأمراض الوبائية، ووصف التهاب غشاء القلب ومَيَّزَ بينه وبين التهاب الرئة، وذلك وفقا لما نشرته صفحة العلم يؤكد الدين.

ولفتت الصفحة إلى أن ابن زهر، قد اعتمد بصورة كبيرة جدا على التجربة والتدقيق العلمي، وتوصل بذلك إلى الكشف عن أمراض لم تدرس من قبل، فقد درس أمراض الرئة، وأجرى عملية القصبة المؤدية إلى الرئة، كما كان أول من استعمل الحقن للتغذية الصناعية. وابن زهر هو من أوائل الأطباء الذين اهتموا بدراسة الأمراض الموجودة في بيئة معينة، فقد تكلم عن الأمراض التي يكثر التعرض لها في مراكش. كما أنه من أوائل الأطباء الذين بينوا قيمة العسل في الدواء والغذاء.

ويصنف ابن زهر، بكونه أحد أعظم أطباء الأندلس، فقد نال إعجاب كثير من معاصريه وعلى رأسهم صديقه ابن رشد الذي وصف ابن زهر في كتابه "الكليات" بأنه أعظم الأطباء بعد جالينوس. وقد استمر تأثير ابن زهر في الطب الأوروبي حتى القرن السابع عشر الميلادي، وذلك بفضل ترجمة كتبه إلى اللاتينية والعبرية.

تعليقات