أفلا تبصرون.. ريش طائر العقاب ومواجهة بلل الأمطار!

  • أحمد نصار
  • الأحد 03 ديسمبر 2023, 03:36 صباحا
  • 478
طائر العقاب

طائر العقاب

يعد طائر العقاب، الجارح المهيب، يقدم لنا مثالاً حيّاً مدهشا على عظمة خلق الله وإبداعه في تمكين الحياة من الازدهار حتى في أقسى الظروف. سنغوص في أعماق استراتيجيات التكيف التي يتبعها العقاب للحفاظ على ريشه جافاً ومتيناً وذلك بفضل ما وهبه الله من قدرة على استخدام الزيوت الطبيعية.

وفي بحث مهم يقول الباحث فراس وليد الباحث في ملف الإعجار العلمي، إن طائر العقاب وغيره من الطيور الجارحة، تواجه  تحديات عدة بسبب العوامل البيئية مثل الأمطار والذي يمكن أن يشكل تحدياً للطيور لأنه يزيد وزن الريش ويقلل من قدرته على العزل الحراري ويعيق الطيران الفعال، لافتا إلى أنه بفضل التكيفات الرائعة التي خُلقت لديه، يستطيع أن يحل هذه المشكلات بكفاءة عالية. الغدة الزيتية، التي يُشار إليها باللغة الإنكليزية باسم “Uropygial gland”، هي هبة من الله تعمل كمحطة إنتاج لمادة دهنية تُستخدم في عملية التزييت التي تضفي على الريش ميزة التحمل ضد الماء.

وتابع: أن العملية بسيطة ولكنها عبقرية في التفاصيل؛ يستخدم العقاب منقاره القوي للضغط على هذه الغدة مُفرزًا الزيوت اللازمة، ثم ينشرها بعناية على كل ريشة، مما يحول الريش إلى درع مضاد للماء يحافظ على جفاف الطائر وحرارته. هذه الآلية تمنع الماء من التغلغل وتقلل من مخاطر انخفاض درجة حرارة جسم الطائر، وهو أمر حيوي لبقائه على قيد الحياة، منوها إلى أن الأمر ليس هذا فحسب، بل إن الريش المعالج بالزيوت يصبح أكثر مرونة وقوة، ما يحمي العقاب من الأضرار التي قد تلحق بريشه نتيجة العوامل الخارجية، ويساعد أيضًا في الوقاية من الطفيليات والأمراض. هذه الأمور تُظهر بجلاء كيف تُعدُّ هذه التكيفات بمثابة شهادة على العناية الإلهية التي تكمن في كل تفصيل من تفاصيل الحياة.

تعليقات