هل يمكن للكون أن يخلق نفسه؟ علماء الطبيعة يجيبون!

  • أحمد نصار
  • السبت 02 ديسمبر 2023, 12:41 مساءً
  • 541
الكون

الكون

قال عالم الطبيعة الأمريكي جورج إيرل ديفيس، "إنه لو كان يمكن للكون أن يخلق نفسه، فإن معنى ذلك أنه يتمتع بأوصاف الخالق، وفي هذه الحال ستضطر أن نؤمن بأن الكون هو الإله! وهكذا ننتهي إلى التسليم بوجود الإله، لكنه سوف يكون عجيبًا: إلها غيبيًا وماديًا في آن واحد! إنني أفضل أومن بذلك الإله الذي خلق العالم المادي، وهو ليس جزءًا من هذا الكون، بل هو حاكمه ومديره ومدبره، بدلًا من أن أتبنى مثل هذه الخزعبلات". 

وأردف قائلا: فمن تلك الجزئيات البسيطة لم تنشأ النجوم والكواكب فحسب بل نشأت كذلك أنواع منظورة من الأحياء و كائنات تستطيع أن تفكر و تخلق أشياء جميلة. و من هذه الدلائل و الإشارات يتضح بأن العمليات و الظواهر التي تهتم العلوم بدراستها ما هي إلا مظاهر و آيات بَيّنات على وحدة الخالق سبحانه المُبدع لهذا الكون.

وليس التطور إلا مرحلة من مراحل عملية الخلق و رغم إن صيحات وضجّات الماديين الطبيعيين قد حَجَبت كثيراً من الباحثين الأمناء عن الحقيقة, فإن فِكرة التطور الخلقي لا يمكن أن تكون مُنافية للعقيدة الدينية بل على النقيض من ذلك نجد من الحماقة و التناقض في الرأي أن يُسِلّم الإنسان بفكرة التطور و يرفض أن يُسَلّم بحقيقة وجود الخالق الذي أوجد هذا التطور، و من هذا الدليل قول ( ابرفتج وليام نوبلونشي ) أستاذ العلوم الطبيعية في الولايات المتحدة حيث قال : إن العلوم أشد عجزاً عن أن تثبت عدم وجود الله تعالى.

وبينما يؤكد البروفيسير جورج إيرل دافير،  الأستاذ بجامعة منيوسوتا،ورئيس قسم البحوث الذرية بالبحرية الأمريكية بيروكلين, أخصائي في الإشعاع الشمسي و البصريات الهندسية، في بحث له تحت عنوان  الكشوف العلمية تثبت وجود الله، أنه كلما تقدم رَكب العلم وتضاءلت الخرافات القديمة ازداد تقدير الإنسان لمزايا الدين و الدراسات الدينية.

وأضاف: إننا لا نُنكر وجود الإلحاد و المُلحدين بين المشتغلين بدراسة العلم إلا أن الاعتقاد الشائع بأن الإلحاد منتشر بين رجال العلوم أكثر من انتشاره بين غيرهم و مع تقدم الكشف العلمي ظهرت أسئلة لا مفر منها. ومن هذه الأسئلة ذات القيمة الكبيرة بالنسبة لمسؤولياتنا و مصيرها النهائي ذلك السؤال القديم ( هل يوجد إله عُلوي هو خالق هذا الكون ؟ ).

وأوضح أن هنالك سؤال آخر أكثر صعوبة من سابقه وهو السؤال الذي يُرَدّده كثيرٌ من الأطفال في مَوجة من مَوجات الألمَعية الخاطفة التي تطوف أحياناً بمخيلاتهم وهو ( إذا كان لهذا الكون خالق فمن ذا الذي خلقه ؟ )، منوها إلى أننا لا  يُمكننا أن نُثبت وجود الله من طريق الالتجاء إلى الطريق المادية و لكننا نستطيع أن نتحقق من وجود الله باستخدام العقل و الاستنباط مما نتعلمه و نراه، كون المنطق الذي نستطيع أن نأخذ به و الذي لا يمكن أن يتطرق إليه الشك, هو أنه ليس هنالك شيءٌ ماديٌّ يستطيع أن يخلق نفسه وإذا سَلّمنا بقدرة الكون على خلق نفسه فإننا بذلك نَصِفُ الكون بالألوهية و هذا مَحالٌ فإنه لا يجوز وجود إلهين إثنين مادي وروحي في نفس الوقت، ومن ثم أقول و أنا أفضّل أن أؤمن بإله غير مادي خالق لهذا الكون تظهر فيه آياته و تتجلى فيه أياديه – هذه أدلة كافية..

وأردف قائلا: ولكن هنالك ما هو أشد إعجازاً و أكثر دلالة على وجود الله عز وجل و هي الدلالة التي تبحث عن أسرار هذا الكون وأسرار الحياة و الوجود إلى أن يظهر لها إن كل ذرة من ذرات هذا الكون تشهد بوجود الله وإنها تدل عليه حتى دون حاجة إلى الاستدلال المادي لأن الأشياء المادية تعجز عن الدلالة على نفسها و على غيرها، منوها بقوله: واعلم أن جميع ما في الكون من ملاحظة آثار أيادي فاعل خالق و ذلك هو الله عز وجل الذي لا نستطيع أن نصل إلى إدراكه بالوسائل العلمية المادية وحدها و لكننا نرى آياته في أنفسنا و في كل ذرة من ذرات هذا الوجود – و ليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته و إذا فكرت تفكيراً عميقاً فإن العلوم سوف تضطرك إلى الاعتقاد في وجود الله.

وتابع: واعلم إن المادة ليست أبدية و ليست أزلية إذ أن لها بداية و تدل الشواهد من الكيمياء و غيرها من العلوم على أن بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية بل وُجِدت بصورة فجائية و تستطيع العلوم أن تُحدّد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد و على ذلك فإن هذا العالم الذي لا بد أن يكون مخلوقاً و هو منذ خُلق يخضع لقوانين و سُنن كونية محدودة ليس لعنصر المصادفة بينها مكان، و هكذا توصّلت العلوم دون قصد إلى أنّ لهذا الكون بداية وهي بذلك تُثبت وجود الله عز وجل لأن ما له بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ نفسه و لا بد له من مُبدئ و من مُحركٍ أول أو من خالقٍ وهو ( الله ) تعالى.

 

تعليقات