باحث يكشف كيف سرق الأوروبيون إنجازات العرب

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 06 نوفمبر 2023, 03:38 صباحا
  • 275

أكد الباحث والمؤرخ العراقي تامر الزغاري، أن العرب العباسيين جمعوا النجوم في كرة بينما أوروبا المتخلفة تؤمن أن الشمس تدور حول الأرض ثم سرق الأوروبيون إنجازات العرب.

وتابع: يدعي الأوروبيون أن كوبرنيكوس، وهو العالم الذي اكتشف مركزية الشمس وأن الأرض والكواكب تدور حولها وسجلوا هذا الاكتشاف في القرن السادس عشر ميلادي، وهم بذلك ينكرون أن هذا الاكتشاف قد سُرق من كتب العرب والمسلمين في زمن الدولة العباسية، والذين كان بالنسبة لهم مركزية الشمس أمر بديهي، وعندما أوروبا وصلت لاختراع مجسم الكرة الأرضية كان العباسيون أصحاب العصر الذهبي قد وصلوا قبلهم بقرون إلى ما هو أعظم بمراحل، حيث وصلوا إلى اختراع الكرة السماوية وبداخلها الكرة الأرضية والتي من أسمائها أيضا "كرة بغداد".

وأردف"الزغاري" أن الكرة السماوية هي كرة يتم تجسيد فيها ترتيب النجوم وحركتها، وتكون مماثلة لما يراه الإنسان من الأرض عندما ينظر للسماء، وفيها أيضاً نجوماً لا يراها بالعين المجردة، ويتم وضع هذه النجوم في الكرة بدقة شديدة، مع حذف للشمس القمر والكواكب لتكون الحسابات دقيقة من الناحية الأرضية مع ذكر الكواكب في حال دخولهم دائرة الخسوف، وقد وصل العلماء العباسيين لنوعين من هذه الكرة، الأولى وتسمى الكرة الذهبية، وهي كرة ذهبية موضوع عليها النجوم وحول الكرة حلقات مرقمة ومخصصة ليقيس بها الإنسان مكانه في الكرة الأرضية بناءاً على شكل النجم الذي يراه، مع مراعاة الحركة المستمرة، أما الثانية فهي الكرة الكريستالية، وهي أكثر تطوراً من النوع الأول فهي عبارة عن كرة تمثل الكرة الأرضية وحولها كرة كريستالية أكبر تمثل السماء، ويتم تحديد فيهما مواقع البلاد والبحار في الكرة المعدنية التي تمثل الأرض، ومواقع النجوم مرسومة على الكرة الكريستالية، والكريستال يتيح الرؤية للأرض، ورؤية حركة الكرتين معاً وتغير المواقع.

وأَضاف: أن الصورة المرفقة مع المقال هي من النوع الأول، وتعود للعصر العباسي، وهي موجودة اليوم في متحف العلوم في جامعة وأكسفورد، وكان يتم استعمالها بكثرة في حركة الملاحة البحرية، وكذلك في تعليم علم الفلك، لافتا إلى أن المخترع الحقيقي لهذا الإنجاز العظيم فهو العالم العباسي عبد الرحمن بن عمر الصوفي وذلك النجوم ومواقعها وأشكالها بشكل مفصل في كتابه "صور الكواكب الثمانية والأربعين" وهو كتاب مكتوب باللغة العربية وظهر في بغداد عام 964م، وكان كتابه بمثابة المصدر الأهم لإحداثيات النجوم لصانعي الإسطرلابات والكرات الأرضية في جميع أنحاء الدولة العباسية، وقام الغرب بترجمة كتاب الصوفي وغيروا اسمه إلى "كتاب الأبراج"، وأصبحوا لاحقاً ينكرون فضل العرب عليهم، ويسجلون اكتشافات العرب بأسماء علماء أوروبيين وهم لا يعلمون بأن العرب قد سبقوهم وقاموا بتسمية النجوم بأسماء عربية.

وختم : ويعتبر تقدم العرب والمسلمين في علم الفلك من أعظم إنجازات الدولة العباسية، والتي بذلك الأموال والطاقات لذلك، وبدأ هذا الأمر من زمن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الذي اشتغل بنفسه في هذا العلم، وجلب من الهند كتاب "السدهانت" وهو كتاب فلكي كان باللغة السنسكريتية وأمر أبو جعفر المنصور العالم والمترجم إبراهيم الفزاري بترجمته فأصبح اسمه "السند هند"، وكان هذا الكتاب هو البداية، ودليل واضح على أن العرب لا يسرقون ولا يطمسون جهود من سبقهم، ونجح العرب لاحقا في اجتياز مسافات علمية كونية عن هذا الكتاب وتصحيحه وإثبات العلم بشكل مادي عملي وليس نظري فقط.


تعليقات