هل افتراض الأزلية للخالق أم المادة؟

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 30 أكتوبر 2023, 6:01 مساءً
  • 184
تعبيرية

تعبيرية

كتب: أحمد إبراهيم

نفترض جدلا، أنه لا مناص من افتراض أزلية هذا الخالق، فلماذا لا نؤمن بأزلية هذا الكون؟ وهذا سؤال منطقي يطرح نفسه، وهذا الكلام لا معنى له، لأننا لم نعثر على صفات للكون، أية كانت، تثبت أنه خالق نفسه، ولقد كان لهذا الاستدلال حسنه ورواؤه حتى القرن التاسع عشر، ولكنا اليوم، وبعد كشف القانون الثاني للحرارة الديناميكية Second Law of Thermo Dynamics  نجد أن هذا الاستدلال فقد كل أساس كان يقوم عليه وهذا القانون الذي نسميه قانون الطاقة المتاحة أو ضابط التغير Law of Entropy يثبت أنه لا يمكن أن يكون وجود الكون أزليا.

فهو يصف لنا أن الحرارة تنتقل دائما من وجود حراري إلى عدم حراري، والعكس غير ممكن، وهو أن تنتقل هذه الحرارة من "وجود حراري قليل أو "وجود حراري عدم" إلى وجود حراري أكثر.

فإن ضابط التغير هو التناسب بين الطاقة المتاحة والطاقة غير المتاحة، وبناء على هذا الكشف العلمي الهام فان عدم كفاءة عمل الكون يزداد يوما بعد يوم، ولا بد من وقت تتساوى فيه حرارة جميع الموجودات، وحينذاك لا تبقى اية طاقة مفيدة (للحياة والعمل)، وسيترتب على ذلك أن تنتهي العمليات الكيماوية والطبيعية، وتنتهي تلقائيا - مع هذه النتيجة الحياة، وهذا ما أكده المفكر الإسلامي الهندي وحيد الدين خان، والذي نوه إلى أنه من هذه الحقيقة القائلة بان العمليات الكيماوية والطبيعية جارية، وان الحياة قائمة، يثبت لدينا قطعا أن الكون ليس بأزلي، إذ لو كان الكون أزليا لكان من اللازم أن يفقد طاقته منذ زمن بعيد، بناء على هذا القانون، ولما بقي في الكون بصيص من الحياة.

 ونوه "خان" أن البحوث العلمية دون قصد، أثبتت أن لهذا الكون بداية فأثبتت تلقائيا وجود الإله، كون كل شيء ذي بداية لا يمكن ان يبتدئ بذاته، ولا بد أن يحتاج إلى المحرك الأول الخالق الإله .

وقد قال نفس الكلام السير جيمس: تؤمن العلوم الحديثة بان (عملية تغير الحرارة) Entropy سوف تستمر حتى تنتهي طاقاتها كلية، ولم تصل هذه العملية حتى الآن إلى آخر درجاتها، لأنه لو حدث شيء مثل هذا لما كنا الآن موجودين على ظهر الأرض، حتى نفكر فيها.

إن هذه العملية تتقدم بسرعة مع الزمن، ومن ثم لابد لها من بداية، ولا بد أنه قد حدثت عملية في الكون، يمكن أن نسميها خلقا في وقت ما حيث لا يمكن أن يكون هذا الكون أزليا.

تعليقات