أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدوان على فلسطين
رد الباحث في ملف الإلحاد، الدكتور محمد سيد صالح، على سؤال يشغل بال
الكثيرين في الوقت الحالي، يقول: أين رحمة الله من قتل النساء والأطفال في غزة
وغيرها؟
وقال في كتابه "مائة شبهة حول الإسلام": ينكر البعض وجود الله سبحانه وتعالى
بسبب وجود الشر في الكون مُحتجين بالادعاء الذي أدّعاه الفيلسوف اليوناني ـ
إيبقورـ وهو «إنه اذا افترضنا بأن الله كُلّي الرحمة وكُلّي القدرة والإرادة كما
يقول المؤمنون فإن الأمر لا يخلو من أن الله يريد أن يمنع الشر ولا يستطيع، أو أنه
يستطيع ولكنّه لا يريد، وإما أنه لا يستطيع ولا يريد، أو أنه يستطيع و يريد فإن
كان يريد أن يمنع الشر ولا يستطيع فهو عاجز وليس كلي القدرة، وبالتالي لن يكون
إلهاً، وإن كان يستطيع ولكنه لا يريد فهو ليس كلي الرحمة، وبالتالي لن يكون إلهاً،
وإن كان لا يريد ولا يستطيع فهو أشدُّ عجزاً ونقصاً، وإن كان يستطيع ويريد فما
تفسير وجود الشر في الكون إذن؟! ولا تفسير لذلك إلا أنه غير موجود
وأوضح في إجابته،
قائلا: في الحقيقة أنّ هذه الشبهة من أهم وأخطر الشبهات وتُعد معضلة الشر وصخرة
الإلحاد كما وصفها الشاعر الألماني الملحد "جورج بوخنز" ومازال الاهتمام بسؤال الشر في الوجود يتضخم
وخاصة بعد كل حادثة و صاعقة كبيرة، كالزلازل والكوارث التي يهلك فيها الكثير.
والإجابة على
هذه المعضلة من عِدة وجوه هي:
أولاً: تخيل معي
أن أحد أصدقاءك أجرى عملية جراحية في إحدى المستشفيات الكبرى فقررت الذهاب لزيارته
و الاطمئنان عليه، فلما ذهبت إلى المشفى وجدتها مُحاطة بسور كبير وبوابة، وبعد
البوابة مكان واسع لانتظار السيارات و يتوسطه المبنى الرئيسي للمشفى، وواجهة هذا
المبنى مطلية بألوانٍ هادئة مريحة للبصر، ويتوسطها بوابة دخول، وبعد دخولك إلى هذا
المبنى وجدت في الطابق الأول مكتب استقبال وكراسي انتظار، ومكان خاص لصرف الدواء
ومكان آخر لبيع المأكولات و المشروبات الخفيفة، ثم صعدت للطابق الثاني فوجدت به
عيادات الأطباء للكشف على المرضى ثم صعدت للطابق الثالث فوجدت في مركز للأشعة وآخر
للتحاليل الطبية، ثم صعدت للطابق الرابع فوجدت فيه غرفة خاصة للجراحة والعمليات
فدفعك فضولك لدخولها، وحين دخلتها وجدت بها سرير وكشافات إضاءة وطاولة عليها بعض
من أدوات الجراحة التي تُستخدم في العمليات كالمشرط الحاد والمقص وغير ذلك من
الأدوات التي يتم بها جراحة المريض، فتعجبت من وجود هذه الأدوات التي تحمل في
ظاهرها مظاهر من الشر و الألم؛ لأنها تستخدم في فتح وقص جسد المريض، فدفعك هذا
لإنكار أن لهذا المستشفى الضخم صانع صنعها أو مهندس نظمها لاستحالة أن يجتمع إنسان
ذي عقل ورحمة .
يضع مثل هذه
الأدوات في هذا المكان، إذن المستشفى وجدت عبثاً، فهل هذا القول يُعقل، وهل يقبله
إنسان واعٍ وعاقل على سطح الأرض؟!
يستحيل أن يُقبل
هذا القول وأقل ما فيه سيقال عنه جنون، فضلاً عن أدوات الجراحة التي تحمل في
ظاهرها نوعاً من الألم فهي تحمل في باطنها نوعاً من الخير الكبير لأن بها يتحقق
الشفاء للمريض.
هكذا حالُ من
أنكر وجود الله سبحانه رغم آياته العظيمة في الكون من معجزات وكواكب وشموس وأقمار
ونجوم وسماوتٍ وأراضين وبحار وأنهار ومخلوقات كثيرة ومتنوعة، فضلاً عن ضبط الكون
المحكم وثوابته، أنكرُ وجود خالق عظيم حكيم مُريد لهذا الكون المعقد، لمجرد شرور
نسبية في الكون بدلاً من البحث عن الأسباب والحكم وراء تلك الشرور، وبلا شك فإن
هذا قمة العبث.
ثانياً: اعتراض
هؤلاء على وجود الله بسبب وجود الشر في الحياة هو اعتراض يدل على عدم فهم وإلمام
صاحبه بصفات الله سبحانه، فظن أن الإله لا بد أن يتصف بالرحمة فقط ولا يتصف بشيء
غيره، وغاب عنهم أن من تمام كمال الله سبحانه أن له صفات كثيرة، فكما أن الله رحيم
فهو أيضاً عدل وجبار ومنتقم وعليم إلى آخر صفاته، وأن هذه الصفات جاءت متضافرة
وحتماً سيكون لها آثار ومقتضيات.
وواصل: من خلال
المثال التالي نفهم أن اتصاف الله بصفة الرحمة فقط هو دليل على النقصان وليس
دليلاً على الكمال، والله منزه عن ذلك النقصان.
تخيل معي لو كان
المعترض على وجود الله بسبب الشر يعمل في شركة ما هو وصاحبه، وكان صاحب الشركة
متصف بالرحمة، ولا يتصف بالعدل أو بغيره من الصفات (ثم حان وقت العمل) فكان هذا المعترض حريص كلّ الحرص على النظام
وإتمام عمله على أكمل وجه، ودائماً كان يحضر في مواعيد العمل المحددة له وينصرف في
مواعيد الانصراف المحددة، وكان يحرص على ألا يغيب وفي المقابل زميله الذي يعمل معه
في نفس المكان، كان لا يكترث وكان مستهتراً بالعمل ويأتي يوماً ويغيب عشرة، وحينما
يأتي إلى العمل، يأتي متأخراً وينصرف مبكراً ولا يراعي عمله وواجبه، ثم جاء موعد
استلام رواتب الموظفين، فحصل المجتهد على راتبه كاملاً وكذلك المستهتر رغم تقصيره
في العمل وعدم التزامه، فتعجب هذا الموظف الملتزم فقرر أن يسأل صاحب العمل عن
مساواته بزميله الآخر الذي كان مستهتراً دائماً، فقال لصاحب العمل: كيف تساوي بيني
رغم التزامي بقوانين العمل وحرصي على عدم الإخلال بها وبين من لا يحترم تلك
القوانين ولا يراعي واجباته؟! فأجابه صاحب العمل: ساويت بينكما لأنني رجلٌ رحيم
وما أحببت معاقبته!! هنا ما الذي سيقع في
نفس الموظف الملتزم؟ حتماً سيشعر بالظلم وسينظر لصفة الرحمة التي هي عند صاحب
العمل على أنها صفة ظلم ونقص، وليست صفة كمال، ولربما يبدأ أيضاً بالاستهتار
بالعمل مادام الكل متساوي، وهذا حتماً سيؤدي إلى انهيار الشركة، لأن كل من فيها
سيعتمدون على صفة الرحمة التي لا يتصف صاحب العمل إلا بها.
وشدد على أن
الشاهد هنا هو أن من ظن أن الله لابد أن يكون رحيماً فقط فهو يسيء الأدب مع الله
ويظن فيه النقصان ، فمن كمال وجوده سبحانه اتصافه بصفات كثيرة
ومتعددة، تدل جميعها على كماله سبحانه وعظمته.
ثالثاً: من
يعترض على وجود الله بسبب بعض الشرور النسبية التي تقع في الحياة لا يعرف حقيقة
الدنيا! ومن رحمة الله بنا أنه لم يخلقنا عبثاً دون أن يخبرنا بحقيقة الدنيا بل
أخبرنا أن هذه الحياة ماهي إلا دار ابتلاء واختبار، فقال سبحانه «الذي خلق الموت
والحياة ليبلونكم أيكم أحسن عملاً» وهو أيضاً الذي قال «كل نفس ذائقة الموت
ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون» وهو القائل سبحانه «ولنبلونكم بشيء من
الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» هو الذي أخبرنا على
لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنه من أركان الإيمان، الإيمان بالقضاء خيره وشره.
فحين يعرف
الإنسان أن هناك قدر في المستقبل قد يأتي في صورة خير أو شر يقلل من صدمته حينما
تقع عليه وتجعله صابراً محتسباً ومطمئناً بما أخبره بحقيقة الدنيا، فتجد المؤمن
راضياً بقضاء الله وقدره وصابراً على ما فيه من بلاء لعلمه أن بعد بلاء وشقاء
الدنيا خير ينتظره، قال تعالى (وبشر الصابرين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَهُ قَالُوا إنا لله وإنا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ من ربهم وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُهْتَدُونَ) وهذا ما يدفع المؤمن نحو الصبر على البلاء، بل وشكر الله
عليه فيعيش في سلام وأمان حتى وإن كان أشقى الناس، أما غير المؤمن والمنكر لوجوده
يعيش في قلق وبؤس وهم وغم لظنه أنه سيظلم في الدنيا لوقوع بعض الشر عليه، ثم يموت
ويتساوى مع غيره من الظالمين فيعيش في هم التفكير وتقف حياته.
رابعاً: إن
إنكار الإنسان لوجود الله بحجة وجود الشر في الحياة لن يجعل الشر ينتهي من الحياة،
بل يساهم في زيادة الشر في الحياة، لأنه يعتقد أن الحياة عبثية يعيش فيها الإنسان
ما يعيش ثم يذهب بعد موته إلى التراب دون أن يجد من يعاقب الظالم ويكافئ المظلوم،
فهذا الفكر الإلحادي يؤدي البعض إلى ارـ تكاب صنوفاً وألواناً من الجرــ رائم ولا يبالي
الواحد منه بالآخر، مادام سيموت ولن يجد من يحاسبه على أفعاله.
واستعرض محمد سيد
صالح أشياء من فكر بعض الفلاسفة حول العدالة:
الحياة أفضل مع
انعـدام العدالة، والإنسان العادل أبله!
إن الناس الذين
يتصرفون بمنعزل عن العدالة شريطة أن يحصنوا أنفسهم من العقاب يعيشون بالتأكيد حياة
أحسن من الناس العدول الأمناء، والسبب أن العدول لا يأخذون إلا حقهم
فقط، أما غير العدول فيأخذون كل ما يسعهم أن يأخذوه، فضلاً على أن العدول ينحازون
بمسؤولياتهم على حساب أنفسهم، لأنه العدل يتطلب من صاحبه أن يضحي بالمال والوقت
أحياناً، أما غير العادل فسيجد سبيلاً للتخلص من مسؤولياته متى كان التخلص منها في
مصلحته، فربما يحملها غيره، ليرتاح هو من مشقتها.
فمثلاً لو وجدت
حقيبة ملقاة في الأرض فيها خمسة آلاف دولار وبطاقة شخصية تدل على صاحب الحقيبة،
فالعدل يطالبك أن تبحث عن صاحب الحقيبة من خلال قسم الشرطة أو السجل المدني الذي
يملك بيانات الناس، وهذا يحتاج إلى انتقالات من مكان لمكان وهذه الانتقالات تحتاج
لمالٍ وبعض من الوقت، وفي النهاية لن تستفيد شيئاً فالمال سيعود لصاحبه وأنت لربما
تأخرت على عملك.
أما لو كنت غير
أمين ستأخذ المال وتشتري الهاتف الذي تتمناه والملابس الجميلة والعطر المميز.
وإذا قال قائل
"إن الأمانة لها ثمرة" ألا وهي إعجاب الآخرين بك وقربهم منك ومعاملتهم
الحسنة لك فمن الممكن أن يتفادى الإنسان هذا الأمر بشيء من المكر؛ تتظاهر بالعدل
والأمانة لكن من داخلك تكون غير عادل وغير أمين، فتتلذذ مثلاً بقتل إنسان يعكر
صفوك في سبيل أن ترتاح منه ثم تذهب وتبكي في جنازته، بل تأخذ أنت واجب العزاء
بنفسك، ومن الممكن أن تسرق أموال جارك ثم تذهب في الصباح لتبحث معه عن السارق، وهنا تكون سعدت بالمال، واستفدت من
خيانتك وظلمك، وأيضاً جنيت ثمرة العدل من إعجاب الناس، وسعادتهم بك بنفاقك ومكرك ،
وهذا هو فكر من
بعض من الفلاسفة مثل "غلوكون".
في الحقيقة وفي
ظل التفكير المادي والإلحادي هذا الكلام منطقي جداً، فما المانع إذا كنت آمن
العقاب أن أسرق واقتل واغتصب، وأتلذذ بكل شهوات الدنيا على حساب غيري ما دمت سأموت
وأصبح مجرد حفنة من التراب وأتساوى مع غيري؟
ستقول لي: أين
إحساسك بالآخرين، أو شعورك بتأنيب الضمير أو ما شابه؟!
أقول لك: كل هذه
المشاعر لا قيمة لها مع الحياة المادي، المهم ماذا سأجني أنا وراحتي والسعادة التي
سأحصل عليها.
أما الإيمان
بالله سبحانه ويوم الحساب والجنة والنار كل هذه أمور تجعل الإنسان يعرف أن حياته
لم تنته بعد موته، بل سينتقل إلى دار أخرى يرد فيها المظالم لأهلها.
كما أن الإيمان بالله يجعل الإنسان يفكر في عدم ظلم
الناس وإن كان بداخله يميل إلى ذلك خشية العقاب في الآخرة، والإيمان بالله يعيد
الإنسان لفطرته ويجعله يدرك أن هنالك مشاعر لا تقاس بالنظرة الإلحادية المادية.
لذا الإلحاد
يدعو إلى الفساد ونشره والإيمان يدعو إلى العدل والحفاظ على حقوق الآخرين، فإنكارك
لله بسبب بعض الشرور التي تقع في الحياة لن يقضي على تلك الشرور، بل يزيدها
خامساً: الشرور
في الحياة نوعان وهما:
النوع الأول:
شرور تقع من الإنسان وبمحض إرادته كالقتل والخيانة والسرقة و الاغتصاب إلخ… ومن
رحمة الله سبحانه أن هذه الشرور لم يأمر الله بها الإنسان، بل نهى عنها، وأمر
الإنسان بكل ما هو خير، بعدما منح الإنسان عقلاً يميز به الخير والشر والقبح
والجمال ومنحه إرادة من خلالها يستطيع الإنسان ترك الشر والبعد عنه، يل والتصدي
له، فإن ارتكب الإنسان شيئاً من هذه الشرور بمحض إرادته فلا يلومن إلا نفسه، لأنه
كان قادراً على عدم الوقوع فيها بنفس القدرة والإرادة التي جعلته يوقع نفسه فيها وإن تحجج الإنسان أن الله هو من قدر له
الوقوع بها وأن لا ذنب له بذلك، أقول له كذبت لأنه لو أشعل رجل بجانبك النار ثم
اقترب بالنار إليك ليحرقك لفررت منه هارباً بمحض إرادتك ولن تقف أمامه مستسلماً
بحجة أن الله هو من قدر عليك ذلك، وكما أنك أخذت بالأسباب وفررت من نار الدنيا
عليك أيضاً أن تأخذ بالأسباب وتفرّ من نار الآخرة بترك النواهي، وعدم الخوض في
الشرور، وإن وقعت في شيء من تلك الشرور التي تدخل ضمن دائرة قدرتك أو إرادتك لكن
أثر عليك مؤثر خارجي أفقدك القدرة على عدم الوقوع فيها، فلن يعاقبك الله على ذلك
لأنه عدل، وحرم الظلم على نفسه.
وأضرب مثالين
على ذلك
المثال الأول: المسلم
البالغ العاقل فُرض عليه الصوم، والإمساك عن الطعام والشراب في نهار رمضان، فإن
استيقظ ناسياً صيامه، ثم فتح باب الثلاجة وشرب، ثم أكل ناسياً ثم تذكر بعد ذلك فلن
يعاقبه الله على هذا، وعليه أن يمسك على نفسه مجدداً بعد تذكره، وسينال أجر الصيام
كاملاً؛ لأن النسيان أفقده حرية الاختيار.
المثال الثاني:
من المعلوم أن المسلم اذا سب معتقداته ومقدساته عمداً يأثم على ذلك، لكن لو أجبره
شخص ذو نفوذ على سب مقدساته بعدما قام برفع الس…لاح عليه وهدده بالقتل، ثم فعل
الإنسان ذلك بلسانه دون قلبه، فلن يعاقبه الله على ذلك، لأن هنالك عامل مؤثر ألا
وهو استكراهه على فعل هذا الشيء أثر على حرية اختياره، والدليل على ذلك ما حدث مع
عمار بن ياسر رضي الله عنه فقد أخرج البهيقي والحاكم واللفظ له، عن محمد بن عمار
بن ياسر عن أبيه، قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر، فلم يتركوه حتى سب النبي صلى
الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بالخير، ثم تركوه، فلما أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال له عليه الصلاة والسلام، ما وراءك؟ قال شر يا رسول الله، ما تُركت حتى
نلت منك، وذكرت آلهتهم بالخير، قال: فكيف تجد قلبك؟
قال مطمئناً
بالإيمان قال: فإن عادوا فعد وقد ذكر غير واحد من أهل التفسير أن عمار هو الذي
أنزل الله تعالى في شأنه هذه الآية، وهي قوله تعالى،(من كفر بالله من بعد إيمانه
إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان)
وفي الحديث (إن
الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، لذا فإن السلامة والطمأنينة، والفلاح،
والصلاح، والصلاح مع الإيمان بالله وحده والخوف، والضياع، والفشل، والظلم،
وزيادة الشرور مع إنكار وجوده.
وأكد الباحث في
ملف الإلحاد في نهاية رده على الشبهة أن أمر المُلحد مثير للعجب لماذا؟! لأنه يؤمن بشيء آخر غير الله، هو الذي
أوجد الكون، ونتج منه هذه الشرور أيضاً، بمعنى أوضح لو تنازلنا جدلاً مع الملحد
الذي أنكر وجود الله بسبب الشرور في الحياة، وآمنا أن الطبيعة والمادة أو اللاشيء
هم من أوجدونا، وأوجدوا الشرور في الحياة، فالشرور نابعة منهم وهم مصدرها، اذاً
الملحد يؤمن بالمادة الظالمة والشريرة فكيف يؤمن بشيء شرير؟
ولو قال الملحد لا نلوم المادة لأنها غير مُدركة أقول له «أنت أجبت على نفسك» حينما قُلت إن المادة غير مدركة، فكيف تكون المادة غير المُدركة وغير الواعية وغير المبصرة أوجدتنا، ومنحتنا الإدراك، والوعي والبصيرة؟! كيف تعطينا شيئاً لا تملكهُ أساساً؟!