المنهج العلمي والوجود الإلهي.. باحث في ملف الإلحاد يكشف أدلة مقنعة

  • جداريات Jedariiat
  • الثلاثاء 24 أكتوبر 2023, 5:22 مساءً
  • 256

كتب: أحمد إبراهيم

 من المفارقات العجيبة، أن الملحدين يدعون أنه ليس هناك منهج علمي يثبت وجود الله، لكن الدكتور عبد الله محمد، طبيب الأسنان والباحث في ملف الإلحاد، أكد أن من يحصر العلم في العلم التجريبي فقط فهو غالبا  سوف يجد نفسه في مآزق كبير ، كون العمل والأخذ بالعلم التجريبي نفسه لا يقوم على العلم التجريبي وإنما يقوم على الاستدلال المنطقي (العقل).

 ولفت إلى أنه من خلال الاستدلال المنطقي (عقله) استطاع أن يقارن بين العلم التجريبي و بين العقل و الحس والخبر، ورأى من خلال عقله ان أفضل نتائج كانت متمثلةً في العلم التجريبي دون غيره، فهو إذاً استخدم عقله ليعمل ويأخذ بالعلم التجريبي كحجة وبرهان قوي، فلو أنكر حجة الاستدلال المنطقي (العقل) لبطل الاحتجاج بالعلم التجريبي لأنه في الأصل قائم على العقل الذي قارن نتائج كل دليل ورجح نتائج دليل العلم التجريبي .

وتابع: يقولون: لا يمكن  التحقق من أي شئ إلا من خلال العلم التجريبي، مؤكدا أن الجملة كارثية، كونها تحتوي على فساد ذاتي ينسفها ألا وهو أن هذه القاعدة نفسها غير مثبتة بالعلم التجريبي فليس هناك تجربة ما سنجريها ثم نجد النتيجة تقول لنا "لا يمكن إثبات أي شئ إلا من خلال العلم التجريبي" وبذلك أما أن تقول أن القاعدة فاسدة لأنها غير مثبتة بالعلم التجريبي - وبذلك يبطل الاحتجاج بها- أو تقول إن العلم التجريبي ليس هو المصدر الوحيد للتأكد من حقيقة الأشياء وبذلك ينتهي إعتراضك.

وأوضح أن العلم التجريبي نفسه يحوي الكثير من الحقائق الغير مثبتة تجريبياـ منوها إلى أنه مثلا لا يوجد أي عالم منصف يقول انه رصد الإلكترون أو الذرة أو البروتين قبل عام 2016 ، بل نحن نرصد آثارهم فقط ولا نرصدهم بذاتهم، ومع ذلك فمعظم العلوم تقوم على هذه الحقائق الغير مرصودة تجريبيا وإنما مرصودة آثارها فقط !، مشيرا إلى أن هذا  يسمى بمغالطة ازدواجية المعايير؛ حيث يقبلون ويسلمون بهذه الأشياء كحقائق علمية على الرغم من عدم رصدها وفي نفس الوقت يرفضون الإيمان بالله لأنه - عز وجل - لا يمكن رصده بذاته من خلال العلم التجريبي ويمكن رصد آثاره في كل أرجاء الكون بداية من الكوارك وانتهاء بالمجرات !!  فلما هذا التناقض !!!

وأردف قائلا: قطعاً هناك الكثير من الأشياء والعلوم التي لا دخل للعلم التجريبي فيها مثل علم التاريخ فلا يمكن تجربته نهائيا حتى وان وجدنا رسومات في المعابد فما الذي إدراك أن صاحبها لم يكذب ويزور تاريخ عصرهم ليخدعنا !! فلا يمكنك التحقق من هذه الأخبار تجريبيا ، فيبقى الأمر إذاً معتمداً على مدى موثوقية وصدق من نقل لنا هذا التاريخ ولا دخل للعلم التجريبي في ذلك ، ومع ذلك فجميع البشر يأخذون ويحتجون بعلم التاريخ في كافة حياتهم.

وتابع: فحين تتذاكر أنت وصديقك ذكريات الطفولة وتبتسمون فلا يقل احد للأخر أني لا أتذكر تلك الأحداث فعليك ان تثبتها لي من خلال العلم التجريبي!! بالطبع لا يوجد عاقل يفعل ذلك، وعندنا العقل البشري والإدراك والمشاعر وكل المعنويات لا دخل للعلم التجريبي في إثباتها ولا نفيها ومع ذلك لا يوجد عاقل يقول لن أصدق بوجود الوعي والمشاعر وكافة المعنويات إلا إذا أثبتها العلم التجريبي!!

وتسأل "محمد"  لماذا أنتم دائما متناقضون ؟!، مضيفا بقوله: إنكم تؤمنون بنظرية التطور وتجعلون منها حقيقة علمية على الرغم أنه لا يمكن إثبات ولا رصد انتقال كائن حي من نوع إلى نوع آخر بالعلم التجريبي وتهربون من هذا المأزق بأن تقولوا أن هذا التطور يحتاج إلى ملايين السنين وهذه حجة إفلاسية وهروبية تدل على عدم إمتلاك أي دليل ملموس على تطوركم المزعوم وحتى أنه لم يثبت بالعلم التجريبي أن هذا الإنتقال يحتاج إلى ملايين السنين ولا تتحدثوا عن تطور الفيروسات مثل فيرس كورونا لأن هناك فرق بين التأقلم وبين التطور الكبروي فالتأقلم أو التطور الصغروي يحدث داخل نفس النوع ولا يؤدي إلى ظهور نوع جديد فالفيروس يظل فيرس كما هو    ، حتى الأحافير لم يتم ترتيبها في سلسلة من خلال العلم التجريبي وإنما تم ترتبيها بعد افتراض صحة النظرية ثم ترتيب الأحافير وفقها فلو طبقنا معياركم (العلم التجريبي )على نظرية التطور لانهارت نظريتكم المتهافتة

وأكمل : وتؤمنون بالأكوان المتعددة بل وتتخذونها حجة في إنكار وجود الخالق عز وجل ( بالرغم أنها لا تنفي ذلك وإنما تزيد عبئ التساؤل عن سبب وجود كل تلك الأكوان من العدم) وهي ليست قائمة على العلم التجريبي ولا تم رصدها تجريبيا، طارحا سؤالا:  فلو طبقنا هذا المعيار لانهار إلحادكم. ؛ فما لكم كيف تحكمون !!

وأكد "محمد" أن العلم التجريبي مجاله محدود بحدود المادة فقط ولا شأن له بما وراء المادة ولا بما هو خارج كوكبنا ، فهو اسمه العلم الطبيعي فكيف لك أن تطلب منا أن نثبت لك ماهو غير طبيعي -ميتافيزيقي-  (الله عز وجل) عن طريق العلم الطبيعي ، كيف هذا أيها العاقل ، كيف للطبيعي أن يبحث في غير الطبيعي !!  فهذه مغالطة منطقية تسمى ( استخدام الأدوات الغير مناسبة) فالعلم الطبيعي ليس مناسبا للبحث فيما وراء الطبيعة  فقضية وجود الخالق عز وجل ليست من مجالات العلم التجريبي أصلا حتى نضعه معيارا لصحتها!!

وتابع: نحن ننتهي أن العلم يشمل ( العلم التجريبي -الطبيعي- ،، العقل، الحس، الخبر الصادق، العادة -ما نسميها بالفطرة- ) وليس مقتصرا على العلم التجريبي فقط ، فهو أحد فروع العلم وليس العلم كله، ضاربا مثالا على حجية الخبر الصادق، هو مثال نمارسه جميعاً في حياتنا وخصوصاً في دراساتنا فحين كنت تدرس في الصف الإعدادي في مادة البيولوجي -علم الأحياء- وتجد ان العالم مندل قام بتجاربه على نبات البازلاء واستنتج ان الصفات المكتسبة لا تُورَّث  فأنت لا تحتاج إلى ان تقوم بتجاربه أيضا لتتحقق من موثوقية نتائجه بل تعتمد على صدق الخبر الذي جاءك من مؤلفي كتاب العلوم أنهم نقلوا عمن عاين تجارب مندل بنفسه، فنحن جميعاً نحتج يوميا بحجة الخبر الصادق فمن ينكره يقع في كوارث !!

وختم"محمد" بسؤال : لو أن العلم لم يثبت وجود الله فهل يكون قد نفي وجود الله عز وجل؟!، على سبيل المثال العلم قد اكتشف حوالي 6 بالمائة فقط من الكون فهل يكون العلم قد نفى وجود باقي ال 94 في المائة من الكون لأنه لم يكتشفه بعد؟؟!! قطعاً لا ، هو فقط لم يكتشفه ولكنه لم ينفي وجوده بجانب أن العلم التجريبي له قدرات لا يمكن ان يتخطاها بشهادة العلماء.

تعليقات