محمد سيد صالح: الملحد يؤمن بالله حتى وإن أنكر ذلك

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 02 سبتمبر 2023, 04:11 صباحا
  • 1435

قال محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، إنه لابد أن يؤمن الملحدين الماديين بأشياءٍ غير مادية، بل هم مجبرون على الإيمان بالله.

وأوضح في منشور عبر حسابه الرسمي على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الماديون لا يؤمنون إلا بالمادة التي لها كتلة وتخضع للقياس.

وتابع: لكن هل سألوا أنفسهم يومًا كيف تشكلت هذه المادة؟

وأردف: حينما نسألهم نحن المؤمنون عن أصل أي شيء في الوجود نجدهم يختزلون كل الأشياء ويفككونها حتى يصلوا بنا معهم إلى الإيمان بالمادة الأولية التي يعود إليها كل شيء، كالإنسان حينما نسألهم عن أصله يفسرون ذلك إلى أن الإنسان عبارة عن أجهزة كالجهاز العصبي، والتنفسي، والتناسلي، والهرموني، والعضلي …إلخ، ثم يفككون هذه الأجهزة إلى أعضاء، ثم يفككون الأعضاء إلى أنسجة، ويفككون الأنسجة إلى ذرات، ثم إلى جسيمات تحت الذرية، ثم إلى موجات، وبهذا يصلوا إلى بداية وطبيعة جسم الإنسان كما يظنون.

وأكمل: نحن سنستخدم نفس أسلوبهم في تفكيك المادة الأولية للوجود، وسنجد في الحقيقة أن المادة تحمل شيء خَفي ألا وهو (المعلومات)، ولكي نقرب الصورة سنتخيل أن مادة الوجود الأولية تتجسد في كعكة عيد ميلاد "تورته" ثم نسألهم هذه الكعكة التي تُمثل المادة كيف تشكلت؟

الإجابة أنها تشكلت من مكونات مثل (الدقيق، الماء، الزيت، الحليب، السكر، والشكولاتة… ) والخباز الذي يريد أن يصنع تلك الكعكة لابد أن يكون عالمًا بمقادير كل مكون من مكونات الكعكة، أي عالمًا بعدد جرامات السكر المحدد مع عدد من جرامات الدقيق المحدد …اإلخ، وهذا ما يسمى بالمعلومات، ثم لو اختزلنا وفككنا كل مكون على حده، ونظرنا في مكونات كل مكون على حده، كالشكولاتة مثلًا كيف تشكلت؟! أيضًا هي الأخرى تشكلت من مقادير محدده معلومة مثل: (الكاكاو، والزبدة، … إلخ ) وهذا أيضًا يسمى بالمعلومات، ثم قمنا باختزال كل مكون من مكونات الشكولاتة على حده، سنجد أيضًا أن الكاكاو لكي يتشكل فهو بحاجة إلى مقادير كي يُصنع منها ألا وهي المعلومات وهكذا، ولو تسلسلنا إلى اختزال كل جزء نصل إليه من المادة سنصل إلى أن أصل كل شيء في الوجود هو المعلومات، أي لابد أن تسبق المعلومات الوجود كله وأن يُرجع إليها الأشياء.

وأكمل: ما دام أصل الوجود هو المعلومات فالتالي هذه المعلومات تحتاج لمصدر للمعلومات أي مُقدر لمقادير المادة وبنية الكون كله ألا وهو الله سبحانه المتصف بالعلم المُطلق.

واختتم: "لذا فالملحد يؤمن بالله حتى وإن أنكر ذلك"، مع الإشارة إلى أن هذه الفكرة مستوحاة من كتاب المعلوماتية برهان الربوبية الأكبر / للبروفيسور عمرو شريف )


تعليقات