أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
قال مركز حصين، المختص في الرد على الشبهات ومواجهة الإلحاد، إِنّ لِلفَوَاحِشِ طُرُقًا وَخُطُوَات، مَن يَتَّبِعْهَا تَقُدْهُ إِلَيهَا، وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشَاءِ وَالمُنكَرِ.
وبين أن خُطُوَاتُ
الفَوَاحِشِ الَّتِي حَرّمَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَنَهَى عِبَادَهُ عَنهَا مِنهَا
مَا يَرجِعُ إِلَى الرّجَال، وَمِنهَا مَا يَرجِعُ إِلَى النّسَاء، وَمِنهَا مَا
يَرجِعُ إِلَيهِمَا جَمِيعًا، فَحَرّمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى
النِّسَاءِ: التَّبَرُّجَ وَالسُّفُور، وَأَمَرَهُنَّ بِالسِّترِ وَلُزُومِ
البُيُوت، فَقَالَ: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى، وَأَمَرَهُنَّ اللَّهُ بِالحِجَابِ
وَغَضّ البَصَر، فَقَالَ: وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضْنَ مِن أَبصَارِهِنَّ
وَيَحفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنهَا
وَليَضرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّـ وَنَهَاهُنّ اللَّهُ عَن تَعَمُّدِ
إِظهَارِ مَا خَفِيَ مِن زِينَتِهِنّ، فَقَالَ: وَلَا يَضرِبْنَ بِأَرجُلِهِنَّ
لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ.
كما نَهَاهُنَّ عَن التَّزَيُّنِ
وَالتَّعَطُّرِ خَارِجَ البَيتِ أَو لِلرِّجَالِ الأَجَانِب، بَل جَعَلَ ذَلِكَ
شُعبَةً مِن الزّنَا، فَقَالَ ﷺ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ
بِقَومٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَة». رَوَاهُ أحمد والترمذي، كما حَرّمَ اللَّهُ عَلَى المَرأَةِ
تَنعِيمَ الصَّوتِ وَإِلَانَتَهُ فِي حَدِيثِهَا مَعَ الرِّجَال، بَل أَمَرَهَا
أَن يَكُونَ قَولُهَا جَزْلًا، وَكَلَامُهَا فَصْلًا، وَلَا يَكُونُ عَلَى وَجهٍ
يَكُونُ سَبَبًا لِطَمَعِ النّفُوسِ المَرِيضَة، فَقَالَ تَعَالَى: فَلَا
تَخضَعْنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَولًا
مَعرُوفًا.
َكَذَلِكَ حَرّمَ عَلَى الرِّجَالِ: النّظَرَ إِلَى الحَرَام، وَمِن
ذَلِكَ مُطَالَعَةُ النِّسَاءِ المُتَبَرّجَات، فِي الطُّرُقَاتِ أَو عَلَى
الشّاشَات، فِي الجَلَوَاتِ وَالخَلَوَات، فَقَالَ تَعَالَى: قُل لِلمُؤمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبصَارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ذَلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصنَعُونَ.
وَحَرّمَ عَلَيهِمُ الطَّمَعَ فِي الحَرَامِ وَابتِغَاءَهُ وَتَمَنّيَه، كَمَا صَحّ عَن النَّبِيِّ ﷺ أَنّهُ قَالَ: «العَينُ تَزنِي، وَالقَلبُ يَزنِي، فَزِنَا العَينِ النَّظَر، وَزِنَا القَلبِ التّمَنّي، وَالفَرجُ يُصَدّقُ مَا هُنَالِكَ أَو يُكَذّبُهُ». رَوَاهُ أَحمَد، وَأَصلُهُ فِي الصَّحِيحَين.
وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الرّجُلِ كَشفَ العَورَة، قَالَ ﷺ: «احفَظْ عَورَتَكَ إِلّا مِن زَوجَتِكَ أَو مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيّ، وَعَورَةُ الرّجُلِ مِن سُرّتِهِ إِلَى رُكبَتِه.
كما حَرّمَ اللَّهُ عَلَى الجِنسَينِ:
خَلوَة الرّجُلِ بِالمرأَة، وَأَخبَرَ أَنّ الشَّيطَانَ ثَالِثُهُمَا، وَحَرّمَ
الِاختِلَاطَ المُفضِي إِلَى الأُلفَةِ وَكَسرِ الحَوَاجِز، وَكُلّ ذَلِكَ مِن كَمَالِ هَذِهِ
الشَّرِيعَةِ وَحُسنِهَا، فَمَنِ استَمسَكَ بِهَا عَفّ وَزَكَى، وَطَابَ فِي
الدّنيَا، وَأَفلَحَ فِي الأُخرَى، فَاللَّهُمَّ ثَبّتْنَا عَلَى مَرَاضِيك،
وَجَنّبْنَا مَسَاخِطَكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِين.