محمد سيد صالح: نظرة كانط حول ميتافيزيقيا الأخلاق لا تتفق مع الفكر الإلحادي المادي

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 07 أغسطس 2023, 04:54 صباحا
  • 291

قال الباحث في ملف الإلحاد، إن كل ما نراه في عالمنا هذا أو ما هو خارجه ليس طيباً لذاته، إنما طيباً للإرادة الطيبة التي تؤثر فيه وتُكسبه صفة الطيب.

وبين أن كل ما يتعلق بالعقل من مواهب تتصل بالتفكير والذكاء، وكل ما يتعلق بالطبع من صفاتٍ كالشجاعة أو العزم قد ينحرف عن طريقه إن لم تكن إرادة صاحبه طيبة، فمن الممكن أن يستخدم الإنسان ذكاءه في النصب والاحتيال، وقد يستخدم الشجاعة في الإقبال على فعلٍ فاسد، وكذا ما يتصل بالحظ لدى الإنسان من قوة وثروة وصحة وراحة وقناعة، إن لم يكن أمرهم بحضرة الإرادة الطيبة التي تضبطها لانحرف بهم صاحبهم، فقد يستخدم قوته وثروته في ظلم الضعفاء وقهرهم.

وبين أن ما يراه كانط بلا شكٍ صواب، وفي الحقيقة أن نظرة كانط حول ميتافيزيقيا الأخلاق لا ينضبط ولا يتفق مع الفكر الإلحادي المادي، فـ يا ترى ما الدافع المادي الذي قد يدفع المُلحد نحو الإرادة الطيبة؟! يستحيل أن نجد إجابة.

وأكد أنه أما مع الإيمان بالله سبحانه يستقيم هذا المفهوم حق الاستقامة، فالله عز وجل قد هدانا النجدين أي الطريقين "طريق الخير والحق، وطريق الشر والباطل" والاختيار بينهما يكون بواسطة الإرادة التي ركبها الله سبحانه في الإنسان، فإن كانت إرادة الإنسان طيبة، سلك بها طريق الخير، وإن كانت إرادته خبيثة، لسلك بها طريق الشر.

وشدد على أن المؤمن الذي يعتقد بوجود خالقٍ ويعتقد أن إليه المآل، وبين يديه الثواب والعقاب، حتماً سيعتمد على الإرادة الطيبة لتكون درباً يصل بها إلى الجنة، وبهذا الفكر وهذه الإرادة يقل الشر في الحياة ويزداد الأمن والأمان.

تعليقات