أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
ألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق والمشرف على لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، ودار موضوع الخطبة حول "حماية المقدسات واجب شرعي".
وأوضح د. عباس شومان، أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق جميعا مختلفين في الأعراق والأجناس، وأرسل لهم رسله ورسالاتهم، وأكرم أمة الإسلام بأن تكون الأمة الوسط الخاتمة وأرسل لهم النبي محمد ﷺ، خاتم الأنبياء والمرسلين، فهذه الأمة هي الحاملة لميراث النبوة، التي دينها هو دين للعالمين جميعا.
وأكد وكيل الأزهر الأسبق، أن الإسلام لم يُجبَر أحد على الدخول فيه كما قال الحق سبحانه: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"، فكان الدخول في هذا الدين اختيارا لمن أراد، قال تعالى: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ".
وبيّن د. شومان، أن الإسلام لم يأمرنا بمعاداة من لم يؤمن به، بل وجهنا لأن نتعامل معهم بالحسنى في أمور الحياة من التعامل والتعاون وعمليات البيع والشراء، ولذا كان له مال للمسلم وعليه ما على المسلم، فقد تعامل ﷺ مع القبائل اليهودية، كما يأمرنا شرعنا الحنيف باحترام عقائد وثقافات الآخر دون تعرض، ومع ذلك نرى بين الحين والآخر اعتداءات صارخة على رسولنا ومقدساتنا ومعتقداتنا وعلى كتاب الله تعالى، فقد أُحرق ومُزق كتاب الله أمام أكبر مسجد في السويد تحت مايسمونه بحرية التعبير الزائفة.
وشدد د.شومان، على أن الأزهر يدين أي اعتداء على أي من المقدسات الأخرى لأن ديننا الحنيف يرفض هذا فكل شخص له مُعتقده الذي يؤمن به، فهذه هي الحرية التي كفلها الله تعالى في قوله: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"، وفي قوله تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ ".
وأضاف رئيس لجنة الفتوي الرئيسية بالأزهرالشريف، أن التطاول على المقدسات أو إحراق الكتب السماوية تحت شعار الحرية هو إرهاب، مضيفا أنها في الحقيقة حرية عرجاء كاذبة تُطبق حينا وتُهمل أحيانا أخرى، فهذه التصرفات الهمجية لن تنال من كتاب الله قيد أنملة فهو الكتاب الذي تكفل الله تعالى بحفظه فهو محفوظ في القلوب، ولكنها ستنال من فاعلها أو من وافق على فعله؛ فسبحان الله يدخل الناس في دين الله أفواجا بعد كل حادثة من هذه الحوادث، ويصبح المسلمون أكثر تمسكا واعتزازا بكتابهم وبسنة نبيهم.
وتابع وكيل الازهر الأسبق: وفي هذا السياق وجب على المسلمين أن يدافعوا عن كتابهم؛ فلقد أصدر الأزهر الشريف بيانا قويا في هذا الصدد مطالبا المؤسسات والدول أن يتخذوا خطوات رادعة لمن يسمحون بانتهاك حرمة كتاب الله.