رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

محمد سليم مصاروة يكتب: السيارة التي صنعت نفسها

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 13 يوليو 2023, 02:50 صباحا
  • 285
السيارة التي صنعت نفسها

السيارة التي صنعت نفسها

كان هناك ملحدا حاوره كل المسلمين في حارته وكان يظن نفسه منطقياً عارفاً على الرغم من أنه كان يجد نفسه محرجاً كلما تحاور مع  مسلم فقد كان يثبت له المسلم أنه مخطئ وأن إلحاده غير مبني على دلائل بل بالعكس فإلحاده مبني على تعامي عن الأدلة.

وفي يوم من الأيام قرر شيخ الحارة أن يحاور هذا الملحد، وجاء يوم الحوار وقدم الشيخ على الموعد متأخراً، فسأله الملحد عن سبب تأخره.

فقال الشيخ: كنت أريد أن آتي إلى هنا بالتاكسي، لكن لم يقف أي تاكسي لي، ولذلك بقيت في الانتظار، وفجأة، رأيت قطع الحديد تتطاير أمامي تتركب لتصنع لي الموتور وقطع سيارة، رأيتها تجمعت مع قطع أخرى من المطاط لتصنع الدواليب، وتجمعت سيارة أمامي، ركبتها وقدمت إليك.

فرد الملحد: أنا لا أصدق ذلك، فهذا كلام غير منطقي. هل تستطيع إثبات ما تدعي؟

فقال الشيخ: كيف إذاً تصدق أن كل هذا الكون وُجد وحده بالصدفة؟

فرد الملحد: من قال لك أن الكون وُجد بالصدفة بنفس طريقة السيارة؟ ومن قال لك أن الكون أساساً بحاجة إلى الصانع؟

الشيخ: تفضل حضرتك اشرح لي من اين أتى الكون ؟

 الملحد: من الانفجار العظيم، كان الكون متكتلاً في نقطه صغيره جداً هائلة الكثافة ثم تمدد باطراد ونتجت المادة والطاقة وصار الكون .

الشيخ: جميل جداً، ومن الذي سَبب حدوث الانفجار العظيم؟

الملحد: قوانين الفيزياء

الشيخ: دعني أُذكرك أنه قبل الانفجار العظيم لم تكن هناك لا ماده ولا طاقه ولا قوانين فيزياء !

الملحد: لم تكن ماده ولا طاقة ولكن كانت قوانين الفيزياء

الشيخ: لنفترض أنه كانت هناك قوانين (لنفترض)، هل حسب رأيك يمكن لقوانين السير أن تصنع السيارات والسائقين والمشاة والشوارع المعبدة وغيره!

الملحد: لا رد

الشيخ: أنت ترى بالمنطق والعلم انه لا يمكن حدوث شيء من لاشيء دون وجود خالق فكيف تسمح لنفسك باعتناق الضلالات والجهل ! الا تفكر قليلاً

الملحد (مطرقاً رأسه) : ولكن يا شيخ إذا كان هناك خالق فمن خلقه !

الشيخ : كي أجيبك أودّ أن أسالك أولاً هل توافقني أن العلم أثبت أن الكون مخلوق له بداية ونهاية.

الملحد : نعم أوافقك

الشيخ : إذاً فالكون موجود وهو مخلوق مزبوط ؟

الملحد : مزبوط

الشيخ: دعنا نستبدل كلمه الكون بـ (أنت) أنت أبن ابيك وأبوك ابن جدك وجدك له والد وهكذا كل واحد من سابقيك له والد مزبوط ؟

الملحد : مزبوط

الشيخ : تخيل أننا بقينا نرجع للوراء طوال الوقت ولم نقف عند أول جد لك، لنفترض أنه لم يكن آدم عليه السلام وانه ليس هناك أول البشر وبقينا نرجع إلى الوراء دائما إلى ما لا نهاية

هل برأيك سنقف عند أول جد لك ؟

الملحد: لا، لن نقف .

الشيخ : يعني لن يكون هناك من بدأ السلسلة، لن يكون هناك من أنجب ذريه وتلك الذرية ولدت جدودك وآباؤك وبضمنهم ابوك . مزبوط ؟

الملحد : (مندهشاً ) صحيح في تلك الحالة لن يكون لي اباء وأجداد !

الشيخ : لكنك موجود صديقي! انت موجود !

يعني كان هناك شخص هو الأول هو الذي بدأ سلسلة النسل التي انت منها ، مزبوط ؟

الملحد : (أكثر اندهاشاً ) نعم صحيح ، مزبوط كلامك

الشيخ : نفس ،صديقي ، الكون موجود واذا الكون موجود وله خالق فلا يصح الأمر افتراض وجود خالق للخالق ! لأن ذلك يجعل من الخالق شيئا مخلوقاً وكذلك لو تساءلت عمن خلق الخالق وعمن خلق خالق الخالق وهكذا أخذت ترجع الى الوراء الى ما لا نهاية  فستصل الى نتيجة مفادها أن الكون غير موجود لأنك لم تقف عند واجد او خالق . ولكن الكون موجود ونحن فيه !

الملحد : ( لا تعليق ولكنه يبدو خاشعا منفعلا )

الشيخ : إذاً يا  صديقي ، العلم والمنطق يخبراننا بأن الكون مخلوق وأن الكون يستوجب وجود خالق أزلي أبدي هو الأول والآخر قدير حكيم

الملحد : تلمع في عينيه رقاقه من الدمع يقوم فيعانق الشيخ .

يُقال انه منذ اليوم التالي صار الملحد من رواد المسجد الدائمين وخلال ٣ سنوات حفظ القران الكريم وأنه بنفسه صار شيخاً عالماً يحاور من كان يوما يرزح في ضلالات الفكر مثلهم.

تعليقات