رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عبد الله محمد يكتب: الرد على شبهة وجود خطأ علمي في الآية الكريمة «فكسونا العظام لحماً»

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 09 يوليو 2023, 01:53 صباحا
  • 1650

يقول الملحد لقد أخطأ قرآنكم في ذكر تخلق العضلات بعد العظام لان كليهما ينشآن من طبقة الميزوديرم (mesoderm) وبالتالي يتكونا في نفس الوقت، فلا تسبق العظام تكون العضلات (اللحم) .

الرد:

ملحوظة قبل البداية: اللحم هو العضلات وليس الجلد فحين تشتري لحما من الجزار يعطيك من العضلات وليس من الجلد .

أولا سنتكلم عن تكوين الجنين:

تشارك ثلاث طبقات في تكوينه وهي: الاكتوديرم (ectoderm ) والميزوديرم (mesoderm) والاندوديرم (endoderm)، وما يهمنا في هذا الموضوع هي طبقة الميزوديرم التي تتكون منها العظام والعضلات.

ادعى الملحدون أن العظام والعضلات يتكونان في نفس الوقت بحجة أنهما يتكونان من نفس الطبقة، ولكنه لم يدرك أننا لو تتبعنا نمو أنسجة الجسم سنجد: القلب والغدد التناسلية والغضاريف والعظام والعضلات وغيرها وغيرها من الأعضاء، وكل ذلك لا يتكون في نفس الوقت.

ونسأله: ما رأيك الآن؟! هل القلب يتكون مع الاعضاء التناسلية؟ هل الغدد تتكون مع العظام؟! هل الغضاريف تتكون مع العظام؟!

كل هذه الأنسجة تتكون من نفس طبقة الميزوديرم  (mesoderm)، ولا تتكون في نفس الوقت فهذه حجة سخيفة تدل سطحية تفكيرك ومعلوماتك، فأنت تضع استنتاجا زائفا وأنت لست أهلا للاستنتاج أصلا.

على سبيل المثال، الغضاريف تتكون في منتصف الأسبوع الخامس بينما العظام يبدأ تكوينها عند السادس، والعضلات ما بين منتصف السادس حتى الثامن، وهذا يعني أن الغضاريف تتكون من نفس الطبقة ولكن لا تتكون في نفس الوقت.

وإذا ما طلبت منهم مرجعا علميا لإثبات كلامهم هذا لا تجد إلا قولهم "يخرجان من نفس الطبقة، إذاً يخرجان في نفس الوقت!!!" وقد اثبتنا بطلان هذه الحجة

ثم لو سلمنا لكلامهم فهذا لا صلة له بمعنى الآية، فالآية تقول: فكسونا العظام لحما، "فكسونا" وبالتالي فالآية تتكلم عن مرحلة الكسو، اي مرحلة ارتباط العضلات بالعظام، وليس مرحلة تكون العضلات نفسها.

لأن العضلات تتكون منفصلة وكذلك العظام منفصلة ثم بعد تكونها تقوم الأربطة بربط العضلات بالعظام فالآية تتحدث عن عميلة الربط هذه وليس عن تكون العضلات نفسها

ولاحظ أن الله عز وجل ((لم)) يقل: ثم كسونا العظام لحماً!!، بل قال: فكسونا، والفاء في اللغة تدل على السرعة في الفعل الذي يليها.

ولكن سنتنزل ونفترض أن الآية تتكلم عن تكوين العضلات.

هذا المرجع الواسع المتخصص في علم الأجنة (3) يذكر ان بداية تكون العظام يحدث عند بداية الاسبوع السادس فيقول حرفيا "at sixth week: mesenchymal condensation for appendicular skeletal  bone"  فنلاحظ هنا انه يتحدث عن عظم حقيقي "bone" بينما في الاسبوع السادس ايضا يحدث فقط بداية تكون الخلايا التي تشكل العضلات وليس العضلات نفسها فيقول حرفيا "segmental elaboration of somite myotome occurs at sixth week"  بينما تشكل العضلات يظهر عند الاسبوع الثامن فيقول حرفيا "at eighth week: individual muscles develop" فهنا يتحدث عن عضلات حقيقية "muscles". في الأسبوع الثامن. فاذهبوا وحاكموا العالم صاحب هذا المرجع الطبي!! او لا تصدعوا رؤوسنا، وعلى الرغم أن هذا ليس معنى الآية، ولكن لو اعتبرنا أنه معناها فنحن أيضا نمتلك الأدلة على أن خلايا العظام أسبق من حيث التمييز.

وإذا ما عدنا للمعنى الصحيح للآية نجدها تتكلم عن مرحلة الكسو أو مرحلة ارتباط العضلات بالعظام.

في موقع EHD , أحد المواقع المتخصصة في علم الأجنة، سنجده يقول أن تكون العظام يحدث ما بين الأسبوع السادس والأسبوع السابع فيقول حرفيا "Bone formation begins between 6 and 7 weeks, starting with the clavicle..."(4)، يعني قبل السادس لا يحدث تكامل للعظام. ولنرَ هذا الحديث الموافق لهذه المعلومة الطبية، يقول رسول الله ﷺ: "إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا، فصورها وخلق سمعها بصرها وجلدها ولحمها وعظمها"، وهذه الأعضاء كلها لا يكتمل نموها إلا بعد الأسبوع السادس، أي بعد الاثنتين وأربعين ليلة، وقبل ذلك لا يكتمل نموها. لدرجة أن الجلد يستمر في النمو إلى ما بعد الأسبوع الحادي عشر ولا يكتمل تكوينه قبل الأسبوع السادس أبداً، ملحوظة: حرف الواو في الحديث السابق لا يفيد ولا يستلزم الترتيب، وإنما تدل على العطف فقط، وهذا الحديث دليل على اختلاف الجلد عن اللحم وانهما ليسا شيئاً واحداً

ملحوظة: قد تجد اختلاف في موعد تكون الأنسجة من مرجع لمرجع آخر وذلك لاختلاف العينات المفحوصة لدى صاحب كل مرجع لذلك فقد تختلف في بعض الايام التقريبية.

 وبخصوص ارتباط العضلات بالعظام، نفس موقع يقول أنه بحلول منتصف الأسبوع السابع تقوم الأربطة بربط العضلات بالعظام فيقول حرفيا "From 7 to 7½ weeks, tendons attach leg muscles to bones.

وبهذا يتبين لنا أن اللفظ القرآني دقيق جدا حين قال فكسونا، ولم يقل ثم كسونا.

"فكسونا" تدل على السرعة، وبالفعل كل الفرق بينهما أقل من نصف أسبوع. وهذا كله مثبت بأدلة علمية من مواقع طبية متخصصة في علم الأجنة ((كما وضحنا)).

من ناحية أخرى، نجد أن العضلة لها مبدأ ومنتهى، مبدأ العضلة يُسمى المبدأ العظمي (origin)، أي الطرف المتصل بالعظام، فكيف يكون للعضلة مبدأ ومنتهى (أطراف) (insertion) قبل تكون العظمة التي من المفترض أنها ركيزة صلبة تتصل بها العضلة لكي تؤدي وظيفتها(7).

وهذا إثبات بديهي سهل من ناحية أخرى، فلا يمكن أن تتصل العضلة بالعظم إن كانت العظام لم تتكون بعد.

وبذلك يتبين جهل وتدليس من يزعم بوجود خطأ علمي في هذه الآية ويتبين الإعجاز والسبق العلمي في القرآن الكريم وهو ما يؤكد وحيه من خالق هذا الإنسان.

تعليقات