باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
قال مركز حصين، المختص في الرد على الشبهات، ومحاربة الإلحاد، إنه الله شَرَعَ لَنَا حَجَّ بَيتِهِ الحَرَامِ لِتَحقِيقِ حِكَمٍ عَظِيمَةٍ، وَغَايَاتٍ جَلِيلَةٍ.
وذكر ( في خطبة الجمعة التي ينشرها أسبوعيا عبر موقعه) أن من هذه الحكم
والغايات: تَحقِيقُ
العُبُودِيَّةِ التَّامّةِ لِلَّهِ، بِالِامتِثَالِ لِأَمرِهِ، وَالِانتِهَاءِ عَن
نَهيِهِ، وَالتَّذَلُّلِ لَهُ، وَالخُضُوعِ لِعَظَمَتِهِ، وَإِخلَاصِ الدِّينِ
لَهُ وَحدَهُ، وَهِيَ عُبُودِيَّةٌ لَا نَظِيرَ لَهَا فِي العِبَادَاتِ الأُخرَى،
فَفِي الحَجِّ لُبسٌ لِلإِحرَامِ، وَتَلبِيَةٌ بِالتَّوحِيدِ، وَطَوَافٌ
بِالبَيتِ، وَسَعيٌ بَينَ الصَّفَا وَالمَروَةِ، وَوُقُوفٌ بِعَرَفَةَ، وَرَميٌ
لِلجِمَارِ، وَحَلقٌ لِلشَّعرِ، وَامتِنَاعٌ عَن المَحظُورَاتِ، فَهُوَ بِهَذَا
كُلِّهِ مَدرَسَةٌ مُتَكَامِلَةٌ لِتَربِيَةِ النَّفسِ عَلَى العُبُودِيَّةِ
لِلَّهِ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَمِن حِكَمِ الحَجّ: تَذكِيرُ النَّاسِ بِمَوقِفِهِم بَينَ يَدَيْ
رَبِّهِم يَومَ القِيَامَةِ، فَيَتَذَكّرُونَ بِاجتِمَاعِهِمْ فِي صَعِيدِ
عَرَفَاتٍ وُقُوفَهُم بَينَ يَدَي الجَبَّارِ جَلّ جَلَالُهُ، فَتَنكَسِرُ
قُلُوبُهُم، وَيَجأَرُونَ إِلَى اللَّهِ أَن يَتَجَاوَزَ عَن سَيّئَاتِهِم
وَيَغفِرَ ذُنُوبَهُم.
أيضا من الحكم إِظهَارُ تَوحِيدِ اللَّهِ، وَإِعلَانُ
ذِكرِهِ فِي كُلّ مَكَانٍ، فَيَبدَأُ الحَاجُّ بِالتَّلبِيَةِ مُوَحِّدًا لِلَّهِ،
مُستَجِيبًا لِنِدَائِهِ، ثُمّ لَا يَزَالُ يُكَبِّرُ اللَّهَ وَيَذكُرُهُ فِي
كُلِّ مَنسَكٍ مِن مَنَاسِكِ الحَجِّ حَتَّى يُنهِيَ حَجّهُ، وَقَد قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى عَن مَقَاصِدِ الحَجِّ: لِيَشهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم وَيَذكُرُوا اسمَ
اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ،
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالبَيتِ، وَبَينَ الصَّفَا
وَالمَروَةِ، وَرَميُ الجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكرِ اللَّهِ». أَخرَجَهُ أَحمَدُ
وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ.
وَمِن حِكَمِ الحَجِّ غَرسُ الزُّهدِ فِي الدُّنيَا وَالتَّعَلُّقِ
بِالآخِرَةِ فِي نَفسِ المُسلِمِ، فَالحَاجُّ عِندَمَا يَتَجَرَّدُ مِن لِبَاسِ
التَّرفُّهِ، وَيَلبَسُ قِطعَتَينِ مِنَ القُمَاشِ، وَيَمتَنِعُ عَن تَرفِيهِ
جِسمِهِ بِالتَّطَـيُّبِ، وَقَصِّ الشَّعرِ، وَتَقلِيمِ الأَظفَارِ، وَتَغطِيَةِ
الرَّأسِ فَإِنَّهُ يَتَذَكّرُ لِبَاسَ الكَفَنِ الَّذِي سَيَلبَسُهُ عِندَ
مَوتِهِ، وَيَتَذَكّرُ زَوَالَ النَّعِيمِ عَنهُ، فَيَبقَى قَلبُهُ مُتَعَلِّقًا
بِالآخِرَةِ، زَاهِدًا فِي الدُّنيَا، مُتَذَكِّرًا لِلمَوتِ، مُستَعِدًّا لَهُ
وَلِمَا بَعدَهُ، بحسب ما ذكر موقع حصين.
وَمِن حِكَمِ
الحَجّ: التَّربِيَةُ عَلَى التَّوَاضُعِ، فَالحَاجُّ لَمَّا يَرَى اجتِمَاعَ
النَّاسِ جَمِيعًا عَرَبِـهِم وَعَجَمِهِم، أَحمَرِهِم وَأَسوَدِهِم، غَنِيِّهِم
وَفَقِيرِهِم فِي سَاحَةٍ وَاحِدَةٍ بِلِبَاسٍ وَاحِدٍ يُؤَدُّونَ شَعِيرَةً
وَاحِدَةً فَإِنّ ذَلِكَ يُرَبّيهِ عَلَى التَّوَاضُعِ، وَيَنزَعُ مِنهُ
التَّكَبُّرَ، فَيَعلَمُ أَنَّ النَّاسَ سَوَاسِيَةٌ، وَأَنَّ أَكرَمَهُم عِندَ
اللَّهِ أَتقَاهُم، وَقَد قَالَ النَّبِيُّ ﷺ فِي إِحدَى خُطَبِهِ فِي حَجَّةِ
الوَدَاعِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُم وَاحِدٌ، وَإِنَّ
أَبَاكُم وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا
لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحمَرَ عَلَى أَسوَدَ، وَلَا أَسوَدَ عَلَى
أَحمَرَ، إِلَّا بِالتَّقوَى». رَوَاهُ أَحمَدُ.