محمد سليم مصاروة يكتب: الرد على شبهة ذهاب الشمس وسجودها تحت

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 18 يونيو 2023, 03:14 صباحا
  • 243

الإسلام هو الدين الصحيح الذي لم ينله أي تحريف، وهو أوسع الأديان انتشارًا ولذلك فهو الدين الذي تُحاك ضده أكثر الافتراءات والشبهات.

 

ومن بين تلك الافتراءات، الادعاء أنَّ الحديثين الشريفين أدناه من صحيح البخاري يحتويان على خطأ علمي لانهما يقولان بدوران الشمس حول الأرض، إليكم نصَّ الحديثين يتبعهما الرَدُّ:

-حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كُنْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد عِنْد غُرُوب الشَّمْس فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُب الشَّمْس؟" قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: "وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم"

ـ وقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرّ حِين غَرَبَتْ الشَّمْس " أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَب ؟ " قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَتَسْتَأْذِن فَيُؤْذَن لَهَا وَيُوشِك أَنْ تَسْجُد فَلَا يُقْبَل مِنْهَا وَتَسْتَأْذِن فَلَا يُؤْذَن لَهَا وَيُقَال لَهَا اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَطْلُع مِنْ مَغْرِبهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم ".

الرَدُّ:

كلا الحديثين يذكران مخاطبة الرسول صلى الله عليه سلم لابي ذَر الغفاري، والإنسان الواقف على سطح الارض لا يشعر بحركة كوكب الارض لأنه واقف عليه وله نفس سرعة دورانه، ونحن نرى شروق الشمس وغروبها وكأنها هي تتحرك، وذلك بسبب دوران الأرض حول محورها وكوننا ضئيلي الحجم نسبةً إلى الأرض، ولذلك فالحديث الشريف لا يُقَرِر ُّحقيقة علمية وأنما يُقَرِرُّ ما يراه الناظر الواقف على سطح الارض وليس في ذلك أي تعارض علمي .

كذلك، تغرب الشمس من منطقة وتشرق في منطقة أخرى، فهي دائمًا في غروب أي أنها دائمًا في حالة سجود تحت العرش، والعرش شيء غيبي لا يمكننا رصده، وهو سقف المخلوقات، وجميع الخلائق في السموات والأرض وما بينهما تحت العرش مقهورين لقدرة الله تعالى، والشمس مثلها مثل كل المخلوقات، دائمًا موجودة تحت العرش ودائمًا في حالة سجود، وهو أمرٌ غيبيٌ لا يعلم أحدٌ كيفية سجود الشمس إلا الله سبحانه وتعالى، وقد أخبرنا عن سجود جميع المخلوقات له فقال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ) الحج/18.

من المعروف أن الأرض تدور حول الشمس، ومن المعروف أيضًا أنَّ مجموعتنا الشمسية كلها تدور حول مركز مجرتنا (درب التبانة) في مسار فلكي بسرعة 800 الف كيلومترًا بالساعة، فالشمس تسبح في الفضاء والارض تدور حولها، والحديث الشريف يُنبئ في آخر الأيام بشروق الشمس من مغربها، ومنطقيًا يمكن حدوث ذلك إذاً انعكس اتجاه دوران الأرض حول محورها، وجريان الشمس حتى سيتسمر حتى مُستقر الشمس أي توقف حركتها في الفضاء وانهيار الكون  على نفسه.

تعليقات