هيثم طلعت يكشف القصة الكاملة للملحد طالب العبدالمحسن.. ويؤكد: المد الإلحادي طوفان فاجر
- السبت 21 ديسمبر 2024
حين تناقش ملحدا
ثم تثبت له أن الكون لابد له من وجود خالق لأن الكون حادث (له بداية) ولكل حادث
محدث (خالق) فيسألك ومن أحدث (خلق) الخالق؟!
أولاً:
هذا السؤال (من خلق الخالق) يجب ان تسأله بعد ان تؤمن بوجود خالق للكون اما اذا لم
تؤمن فلا فائدة من السؤال لأنك حين تطرحه فهذا اعتراف ضمني منك بوجود الخالق فكيف
تستفسر عن مصدر شيء لا تقر بوجوده !
ثانياً: هذا
السؤال من حيث المنطق يوقعك في مغالطة منطقية هي "مغالطة الاستدلال
الدائري" بحيث تكون النتيجة (هنالك خالق) هي نفسها مقدمة السؤال (من هو
الخالق الذي خلق الخالق؟) وبذلك تنفي النتيجة التي وصلت اليها بشكل حتمي الا وهي
ان للكون خالق .
ثالثاً: الخالق
لا تنطبق عليه قوانين مخلوقاته وهذا بديهي لأنك عندما تعتبر أن الخالق لابد ان
يكون مخلوقا من خالق أخر هو فصل لصفة كونه خالق عن صفة أزليته فلا بداية له و لا
نهاية له... لأنه الاول الذي أوجد و بدأ وجود كل شيء.. فليس من المعقول أن يكون
وجد بسبب عامل أخر سبقه وخلقه.. فالأزلية صفة ملازمة لصفة الخالق و من يجرده منها
فهو يتعامل مع الخالق بتصوره .. للمخلوق
الذي يتطلب موجد له وهذا ما يعرف
في المغالطات المنطقية باسم مغالطة أنسنة الأشياء ويمكن تخصصيها ب (أنسنة الإله )
وهي ان تُسقط صفات الانسان على غير الإنسان).
حتى الخلق بدرجة
التقدير (توظيف الموجودات عبر تحويلها ودمجها و فصلها ) لا يكون فيها الصانع مكونا
فيما يصنعه بنفسه و الا قلنا : فمَن الذي طبخ الطباخ؟ ومَن الذي دَهن الدهّان؟
فالخالق من
البديهي أنه موجِد الزمان والمكان فلا تنطبق عليه قوانين هو الذي أوجدها سبحانه !
فمن أوجد قواعد
الفناء لم يقيد نفسه بها.. فأنت كإنسان محاط بعوامل فناء لو تقدم العلم و ازال بعض
من قواعد الفناء مثل الشيخوخة و المرض فسوف يزداد طول الأعمار فلا تمرض ولا تشيخ
فما بالك بمن يحيط بكل شيء علما و هذا ما يجعل الخالق غير مقيد بما خلقه بعلمه و
نحن كبشر ببعض العلم نتجاوز الامور اي ان العالم المقتدر لا يقع فيما يقع فيه الجاهل
العاجز.
الله عز وجل هو
خالق السببية ( أي لكل سبب مسبب) فمن البديهي أن الله عز وجل لا تنطبق عليه قوانين
هو من أنشأها فالسببية من قوانين الكون والذي عمره حوالي 13.8 مليار سنة فقبل هذا
الكون لا وجود للقوانين فالاحتجاج بها على الخالق هو ضرب من العبث
رابعاً: كل شيء
حادث له محدِث، هذا صحيح؛ وليس كل محدِث له محدِث و الخالق عز وجل محدِث و ليس
حادثاً
.
خامساً : من
ناحية علمية يجيب عن هذا السؤال (فرانك
تورك)
(FrankTurek) قائلا:
هذا سؤال عظيم تحول إلى سؤال سيئ؛ لأننا نعتقد منذ وقت طويل أن الإله غير مخلوق،
إذن لا بداية له، يجب أن يكون هناك مسبب أول لا سبب له، وهناك احتمالان: إما أن الكون هو المسبب الأول الذي لا سبب له، أو أن شيئا وراء
الكون هو المسبب الذي لا سبب له.
كل الأدلة -
الفلسفية والعلمية - توضح أن مادة الكون والزمن لها "بداية"، وبتعبير
آخر: الكون له سبب، وله بداية، وهذا ما يعني أن ما هو خارج الكون يجب أن يكون
متعاليا عن المكان والزمان ولا ماديا، وهو المسبب الأول، وبالتالي إذا كنت متعاليا
عن الزمان. فهل لك سبب؟ لا، أنت أزلي!
إذن من خلق
الكون هو المسبب الأول الذي لا سبب له.
سادساً: من
ناحية اخرى فهذا السؤال يخالف قاعدة منطقية شهيرة تقول (التسلسل في الفاعلين يؤدي
بالضرورة إلى عدم حدوث الفعل) ونعطي مثالا على ذلك حتى يتضح مقصد هذه القاعدة
لو ان هناك
جنديا يقف أمام حائط وقد أطلق رصاصة على هذا الحائط وقلنا إن هذا الجندي كان ينتظر
الأمر من قائد وهذا القائد.. ينتظر الامر من قائد أكبر منه.. وهذا القائد الأكبر ينتظر الأمر من اكبر منه أيضا وهكذا إلى ما لا
بداية.. فما كانت الرصاصة لتخرج أصلا لأننا سنظل ننتظر الأمر من قائد لا نصل له، ولكن
الواقع أن الرصاصة خرجت فلابد إذاً ان نصل
إلى قائد أول (مثلا رئيس الجمهورية) معطي اول للقرار لم يأخذ القرار من احد اكبر
منه
.
كذلك نحن
المخلوقات مثل الرصاصة لو افترضت ان وجود الخلق يتوقف على خالق و وجود هذا الخالق
متوقف على خالق اخر يخلقه و وجود هذا الخالق ايضا يتوقف على وجود خالق اخر يخلقه
الى مالا بداية فما كنا لنُخلق اصلاً ولكن الواقع اننا موجودون ومخلوقون إذاً
فلابد من خالق اول واجب وجود، وذلك يتوافق مع كوننا موجودين.!
و منه فور ما تقر بوجود الخالق .. وتصفه بصفة الخالق.. يترتب عن هذه الصفة - منطقيا لأن الصفة تتبع الموصوف- أن هذا الخالق الذي نتحدث عنه هو ذلك الأول الذي ليس قبله شيء .. وليس كمثله شيء من المخلوقات لأنه مميز و تميزه أساسا هو ما يضع خطا فاصلا بين الخالق و المخلوق ... وهو من أوجد كل شيء لأنه لم يسبقه شيء .
المصدر: العلم يؤكد الدين