أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
الوجود الإلهي ـ تعبيرية
رد الدكتور عبد الله محمد، وهو طبيب أسنان، على الاعتراض الإلحادي أن «لا يمكن إثبات الوجود الإلهي بالمنهج
العلمي لذلك لن نؤمن به».
وأضاف في مقال
نشر على حساب "العلم يؤكد الدين" عى فيس بوك، أن هذا الاعتراض يعد من
أشهر الإعتراضات التي يحتج بها ملاحدة العصر الحديث في عدم الإيمان بوجود الخالق.
وبين أن من يحصر
العلم في العلم التجريبي فقط فهو - بلا شك - سيقع في مآزق كبيرة، فمثلا نجد أن
العمل والأخذ بالعلم التجريبي نفسه لا يقوم على العلم التجريبي وانما يقوم على
الاستدلال المنطقي (العقل)؛ فمن خلال الاستدلال المنطقي (عقله) استطاع أن يقارن
بين العلم التجريبي وبين العقل والحس والخبر، ورأى من خلال عقله أن أفضل نتائج
كانت متمثلةً في العلم التجريبي دون غيره، فهو إذاً استخدم عقله ليعمل ويأخذ
بالعلم التجريبي كحجة وبرهان قوي، فلو أنكر حجة الاستدلال المنطقي (العقل) لبطل
الإحتجاج بالعلم التجريبي لأنه في الأصل قائم على العقل الذي قارن نتائج كل دليل
ورجح نتائج دليل العلم التجريبي .
وأردف: نخلص
إذاً أن الاستدلال المنطقي (العقل) مصدر قوي جدا بل وبدونه لا يقوم العلم التجريبي.
وتابع: يقولون إنه لا يمكن التحقق من أي شيء إلا من خلال العلم التجريبي، وهذه الجملة
كارثية فهي تحتوي على فساد ذاتي ينسفها ألا وهو أن هذه القاعدة نفسها غير مثبتة
بالعلم التجريبي فليس هناك تجربة ما سنجريها ثم نجد النتيجة تقول لنا "لا
يمكن إثبات أي شيء إلا من خلال العلم التجريبي" وبذلك إما أن تقول أن القاعدة
فاسدة لأنها غير مثبتة بالعلم التجريبي - وبذلك يبطل الإحتجاج بها - أو تقول إن
العلم التجريبي ليس هو المصدر الوحيد للتأكد من حقيقة الأشياء وبذلك ينتهي إعتراضك.
وواصل: العلم
التجريبي نفسه يحوي الكثير من الحقائق الغير مثبتة تجريبيا، فنجد مثلا أنه لا يوجد أي عالم منصف
يقول إنه رصد الإلكترون أو الذرة أو البروتين قبل عام 2016 ، بل نحن نرصد آثارهم
فقط ولا نرصدهم بذاتهم، ومع ذلك فمعظم العلوم تقوم على هذه الحقائق الغير مرصودة
تجريبيا وإنما مرصودة آثارها فقط، وهو ما يسمى بمغالطة إزدواجية المعايير؛
حيث يقبلون ويسلمون بهذه الأشياء كحقائق علمية على الرغم من عدم رصدها وفي نفس
الوقت يرفضون الإيمان بالله لأنه - عز وجل - لا يمكن رصده بذاته من خلال العلم
التجريبي ويمكن رصد آثاره في كل أرجاء الكون بداية من الكوارك وانتهاء بالمجرات،
فلما هذا التناقض ؟
وتسائل: هل
العلم التجريبي يمكنه البحث في كل شيء؟ قطعاً هناك الكثير من الأشياء والعلوم
التي لا دخل للعلم التجريبي فيها مثل علم التاريخ فلا يمكن تجربته نهائيا حتى وإن
وجدنا رسومات في المعابد فما الذي أدراك أن صاحبها لم يكذب ويزور تاريخ عصرهم
ليخدعنا، فلا يمكنك التحقق من هذه الأخبار تجريبيا، فيبقى الأمر إذاً معتمداً على
مدى موثوقية وصدق من نقل لنا هذا التاريخ ولا دخل للعلم التجريبي في ذلك، ومع ذلك
فجميع البشر يأخذون ويحتجون بعلم التاريخ في كافة حياتهم، فحين تتذاكر انت وصديقك ذكريات الطفولة
وتبتسمون فلا يقل أحد للآخر أني لا أتذكر تلك الأحداث فعليك أن تثبتها لي من خلال
العلم التجريبي! بالطبع لا يوجد عاقل يفعل ذلك.
واستطرد: عندنا العقل البشري والإدراك والمشاعر وكل المعنويات لا دخل للعلم
التجريبي في إثباتها ولا نفيها ومع ذلك لا يوجد عاقل يقول لن أصدق بوجود الوعي
والمشاعر وكافة المعنويات إلا إذا أثبتها العلم التجريبي.
وذكر الدكتور عبد الله محمدأن العلم التجريبي مجاله محدود بحدود
المادة فقط ولا شأن له بما وراء المادة ولا بما هو خارج كوكبنا، فهو اسمه العلم
الطبيعي فكيف لك أن تطلب منا أن نثبت لك ماهو غير طبيعي – ميتافيزيقي - (الله عز وجل) عن طريق العلم الطبيعي، كيف هذا أيها
العاقل، كيف للطبيعي أن يبحث في غير الطبيعي، فهذه مغالطة منطقية تسمى (استخدام
الأدوات الغير مناسبة) فالعلم الطبيعي ليس مناسبا للبحث فيما وراء الطبيعة فقضية وجود الخالق عز وجل ليست من مجالات العلم
التجريبي أصلا حتى نضعه معيارا لصحتها!
وأكمل: فننتهي
أن العلم يشمل (العلم التجريبي - الطبيعي- العقل، الحس، الخبر الصادق، العادة - ما نسميها
بالفطرة - ) وليس مقتصرا على العلم التجريبي فقط .
وذكر مثالا بسيطا
على حجية الخبر الصادق وهو مثال نمارسه جميعا في حياتنا وخصوصا في دراساتنا فحين
كنت تدرس في الصف الإعدادي في مادة البيولوجي -علم الأحياء- وتجد أن العالم مندل
قام بتجاربه على نبات البازلاء واستنتج أن الصفات المكتسبة لا تُورَّث فأنت لا تحتاج إلى أن تقوم بتجاربه أيضا لتتحقق
من موثوقية نتائجه بل تعتمد على صدق الخبر الذي جاءك من مؤلفي كتاب العلوم أنهم
نقلوا عمن عاين تجارب مندل بنفسه، فنحن جميعا نحتج يوميا بحجة الخبر الصادق فمن
ينكره يقع في كوارث.
واختتم بطرح
سؤال: لو أن العلم لم يثبت وجود الله فهل يكون قد نفي وجود الله عز وجل؟ على سبيل
المثال العلم اكتشف حوالي 6 في المئة فقط من الكون فهل العلم ينفي وجود باقي الـ
94 في المئة من الكون؟؟ قطعا لا، هو فقط لم يكتشفه ولكنه لم
ينفي وجوده بجانب أن العلم التجريبي له قدرات لا يمكن أن يتخطاها بشهادة العلماء
نفسهم؛ وبذلك يتضح سذاجة هذا الاعتراض.