عباس شومان: معجزة الإسراء والمعراج ميزت المنافق من المؤمن الحقيقي

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 03 مارس 2023, 11:47 مساءً
  • 333
عباس شومان

عباس شومان

ألقى خطبة الجمعة اليوم من على منبر الجامع الأزهر العريق فضيلة  الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وجاء موضوعها عن «شهر شعبان والاستعداد لشهر رمضان المعظم».


وأكد الدكتور عباس شومان أن الأمة تعرضت في الصدر الأول من الإسلام للعديد من الاختبارات والابتلاءات التي لا يصبر عليها إلا رجال تمكن الإيمان من قلوبهم وجوارحهم، فابتُلي المصطفى ﷺ وصحابته بشتى أنواع التعذيب والإيذاء والتنكيل حتى اضطُروا إلى هجرتي الحبشة ويثرب التي نورها النبي ﷺ؛ والأخيرة هجرة إقامة غرضها تأسيس دولة الإسلام بعد أن كاد يختنق في مكة، فتركوا ديارهم وأموالهم ليستقبلهم الأنصار الذين سجل فيهم المولى سبحانه قوله: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.


وتابع فضيلته أنه إضافة إلى فرض حصار اقتصادي عليهم في شعب أبي طالب حتى أكلوا أوراق الشجر، وكذا ما حدث في «أُحُد» وغيرها من الأزمات والابتلاءات على مدار رسالته ﷺ، ولكنهم قابلوا كل هذه الأزمات بالصبر على الإيذاء، بعد أن تعلموا الدرس وهو أن انتصارهم في أمورهم كلها لا يتحقق إلا بعون الله جل علاه.


وأضاف أن شهر شعبان له فضل عظيم عن باقي الشهور بعد شهر رمضان فحين سُئل النبي ﷺ عن كثرة صيامه في شهر شعبان قال: «أُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ»، فهو شهر يغفل الناس عن العبادة فيه لأنه بين شهري رجب ورمضان وأجر العبادة في وقت الغفلة أعظم من غيره، فشهر شعبان هو شهر السَقي قبل شهر الحصاد شهر رمضان.


ودعا عضو مجمع البحوث الإسلامية المسلمين إلى أن يكونوا في معية الله في كل شؤونهم وأن يأخذوا بالأسباب مع التوكل على الله، فهو السبيل لانتصارهم على من اعتدى عليهم، وخاصة هؤلاء الذين يحاربونهم فكريا فيحاولون أن يشككوا المسلمين في عقائدهم الراسخة وثوابت دينهم الحنيف، فأقاموا الشبهات على معجزة «الإسراء والمعراج» والتي ميزت المؤمن الحقيقي من المنافق على مر الأزمان.


ولفت فضيلته إلى أن حادث تحويل القبلة في شهر شعبان جاء عندما كان النبي ﷺ يصلي الظهر في مسجد «بني سالم» وقد صلى منها ركعتين، ليأخذ جبريل عليه السلام بيده فيحوله إلى الجهة الأخرى إلى الكعبة المشرفة فتحول المؤمنون خلفه وأتموا صلاتهم دون أن يتخلف واحد منهم  قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.


وتابع خطيب الجامع الأزهر أن على المسلمين في شتى بقاع العالم أن يتصفوا بالثبات ويرجعوا إلى دينهم في كل أوقات الابتلاءات والمحن شأن السابقين: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، فليس شأن المسلم أن يخضع كل شيء لمقاييس عقله وعلمه القاصرَين، فالمعجزات لا تخضع للقوانين العقلية أو العلمية بل تتحداها ولذا كانت معجزة.


وأضاف فضيلته في ختام خطبته: ألم يبطل الله- سبحانه وتعالى- خاصية الإحراق التي تتصف بها النار لتكون بردا وسلاما على الخليل إبراهيم عليه السلام، حيث جاء في محكم التنزيل: {قُلْنَا يَا نَار كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيم}، وكذا تعطيل خاصية الذبح والقطع على رقبة إسماعيل عليه السلام، مبينًا فضيلته أن من يشكك في أمور سجلها القرآن الكريم من المعجزات مثل الإسراء والمعراج وغيرها- فذلك نتيجة لعدم التسليم بما أوحاه الله سبحانه لرسوله، وعليه يجب أن نتعظ ونسَلم بما جاء في كتاب الله.

تعليقات