ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
قال الدكتور
أيمن الحجار، إن كتاب "الانحراف في فهم السنة عند الجماعات المتشددة"،
يعالج قضية خطيرة تتعلق بالفهم الخاطئ لبعض الأحاديث النبوية، والتي فهمها خطأً
بعض المنتمين إلى التيارات المتشددة ممن تبنى العنف؛ حيث شُوِّهت صورة الشريعة على
أيدي هؤلاء الذين تعسفوا في فهم هذه الأحاديث، وجمدوا على ظواهرها، من غير مراعاة
لسبب ورودها وسباقها، وسياقها، ولحاقها، فأنتجت فكرا معوجا يحتاج إلى تقويم
ومواجهة علمية من أبناء هذا الدين، وتوضيح وبيان لإظهار الصورة الحقيقية لهذا
الدين العظيم.
وأوضح الحجار أن
أسباب الخلل في فهم نصوص الحديث الشريف كثيرة ومتشابكة؛ ولكن يجمعها خيط ناظم وهو
التأصيل العلمي، والبناء المنهجي الذي يُخرج عقلا مستوعباً للنص، وأهم أسباب
الخلل: انتزاع النَّص من سباقه وسياقه ولحاقه وملابساته، وعدم مراعاة العام
والخاص، والمطلق والمقيد في فهم النص الشرعي، وأيضا عدم مراعاة أسباب النزول
للآيات القرآنية، وأسباب الورود للروايات الحديثة، بالإضافة إلى عدم معرفة دلالات
الألفاظ، والإغراق الشديد في التمسك بظاهر النص وعدم النظر في فحواه.
وبين الدكتور
الحجار أنه ترتب على الخلل في فهم نصوص الحديث الشريف عدة نتائج منها: احتكار
الفهم الصحيح، وتسفيه الأقوال المخالفة لمنهج هذه الجماعات المتشددة ووصفها
بالانهزامية، وسوء تنزيل النصوص وتأويلها على غير وجهها، فضلا عن التعميم في الحكم
وإصدار الأحكام الجزافية على المخالفين لهم بالبدعة والفسق والإرجاء والميل
للسلطان وغير ذلك، بالإضافة إلى الروح العدوانية المسبقة في قراءة النص الشرعي
وفهمه، فتراهم يختارون من الفهم أشده وأعقده وأعسره، والاستخفاف بمكانة العلماء
وتشويه صورهم ووصفهم بالمبتدعين.