رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عبد المنعم فؤاد يكتب: شيخ الأزهر وأفول الغرب وفضائح الليبرالية

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 26 أغسطس 2022, 7:53 مساءً
  • 818
عبد المنعم فؤاد

عبد المنعم فؤاد

يظن هذا الليبرالي الذي يفتح فاه للضحك بسخرية من قراءة مولانا فضيلة الإمام الأكبر في الطائرة لكتاب: (أفول الغرب) للكاتب المغربي( حسن أوريد) أنه يقدم خدمة فكرية لمتابعيه باستهزائه هذا!، بل يظن أنه يدافع عن الغرب، ويقول لمن فيه: هذا شيخ الأزهر المتحدث الرسمي باسم الإسلام الآن – يفرح بأفول غربكم، وأنا أذكره بطائراتكم، وحضارتكم، وأن الإسلام الذي يمثل الحديث عنه شيخ الأزهر( وهو المتحدث الرسمي باسم الإسلام الآن )، هو عدوكم القادمّ!!

 وهذا التخيل الليبرالي افتراء، وبهتان عظيم، بل هو فضيحة مدوية من فضائح الليبرالية المعاصرة، والذي يُعد هذا الساخر رمزا من رموزها في مصر الآن باعترافه، إن الليبرالية تدعي الحرية، ورموزها هنا يفضحون أنفسهم بأنفسهم ولا يقبلون حتى الحرية في الاطلاع على كتاب ما، بل كأنهم يريدون أن يحددوا لنا قائمة بما يجب أن يقرأه شيخ الأزهر وما لا يجب!.- قاتل الله الجهل والجاهلين - 

لقد نسي هؤلاء: أن ديننا يعلمنا ثقافة التلاقي، والتصافح مع الثقافات الأخرى: ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) ولم يدعو في يوم ما إلى غلق الأبواب أمام أي فكر حتى وإن خالف تعاليم الإسلام، وكفر أصحابه به، فالنبي -صلى الله عليه وسلم - تعايش مع كل الثقافات في المدينة، وما حولها، وكان يقف لجنازة يهودي، وأرسل رسائل للتعايش مع كل سكان العالم، وكان يخاطب حكام وملوك العالم بلغة دبلوماسية إيمانية راقية لا مثيل لها، وينزل الناس منازلهم بحق، فكيف يفرح شيخ الإسلام في مصر بأفول الغرب، وغياب حضارته؟!

ثم هل فتح هذا الساخر صفحة واحدة من صفحات هذا الكتاب، أو اطلع على ما فيه من تأملات نقدية في الواقع الغربي، والعربي أيضا ليصل إلى ما يفيد، أم بقي على جهله، وسطحيته، وفضائحه،التي يشهد عليها كل من تابع كتاباته، والتي تؤكد أن هذا، والذين معه سيظلون في غيبوبتهم الفكرية حتى وأن اختبأوا خلف يافطة مصطلح التنوير، ولا علاقة لهم بما ينتج من أفكار مفيدة، وما وصلت إليه آراء كبار المثقفين في العالم لمواجهة التحديات التي تقلق البشرية؟؟؟! 

 إن علماء الأزهر، وإمامهم الأكبر: يعلمون من دينهم، ويُعلّمون طلابهم: 

أن الإسلام لا يمكن أن يكن عدوا للغرب. بل يلتقي أبناؤه مع الغرب ليكسبوا معه معركة الحفاظ على إنسانية الإنسان، وتحصينه من شطحات المادة، وإبعاده عن الإلحاد المدمر للقيم، والعمل سوياً من أجل إحقاق الحق، والدعوة لإقامة العدل.

 ولدى الغرب من غير شك ما يقدمه للإنسانية من منافع مادية ملموسة لا ينكرها إلا جاهل، ونشهد بذلك، ولا نسخر من كفره بديننا كما – يصور هذا الدعي للتنوير،.

 وشيخ الأزهر- حفظه الله - وطلابه يعلمون هذا جيدا، كما يعلمون أيضا أن الإسلام لديه ما يقدمه للجم جموح المادة التي كاد البعض هناك أن يعبدونها، ولديه أيضا ما يعالج الجوانب النفسية، والأخلاقية التي تردت كثيرا، بل والاقتصادية العالمية، ولو اتحد الغرب، والإسلام في ذلك لتم إنقاذ البشرية من السقوط في هاوية الشهوات، والرذائل، والأطماع الفاسدة التي تؤلم الجميع الآن. 

فهل يعي الساخرون ذلك؟ 

ليتهم يفقهون.

تعليقات