أستاذ شريعة: الضعف المعرفي والقصور في الوعظ الديني سبب في انتشار الإلحاد

  • أحمد محمد
  • الأربعاء 24 أغسطس 2022, 8:06 مساءً
  • 395
الإلحاد ـ تعبيرية

الإلحاد ـ تعبيرية

قال الدكتور سالم محمد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن الإلحاد له أسباب متعدة، أبرزها الضعف المعرفى الناتج خصوصا عن إشكالات التعليم المتراكمة فى بلادنا، والخلل النفسى المتمثل فى العجز عن الملاءَمة بين ممارسة التدين فى مراتبه العالية، والتعامل مع مُخرَجات الحضارة المادية الشهوانية المعاصرة.

وبين أنه وبسبب عدم فهم مراتب الأعمال وما يتيحه الإسلام من إمكانات للتعامل مع ضعف النفس البشرية، فإن الكثيرين يختارون التضحية بالتدين عبر رفض المنظومة الدينية بأكملها، لتسلم لهم تلبية الشهوات المتاحة بيسر كبير فى هذا العصر، وتضخيم نقائص المتدينين وتحميل الدين تبعاتها، سواء تلك المتعلقة بالنقص البشرى كالعجز والظلم والجهل والشهوة والكسل واتباع الهوى ونحو ذلك، أو المتعلقة بالخلل فى تطبيق الدين بفهم منحرف أو تأويل بعيد لنصوص الوحي، بحسب "الأهرام".

وأكد أن هذا خلل منهجى كما سبقت الإشارة إليه، والتعرض للشبهات دون تحصيل الحد الأدنى من المناعة الفكرية، وذلك بالدخول فى نقاشات غير متكافئة مع الملاحدة ومنتقدى الأديان، مع الاستهانة بقدرات الخصم على التشكيك والهدم، ويكرّس هذا الأمرَ لدى كثير من الشباب، مزاجُ الانطلاق والتحرر ورفض "الوصاية" من العلماء وأهل الخبرة.

 

ويرى أن من الأسباب أيضا القصور فى نظام الوعظ والدعوة، وعجز التيار المتدين عن الاحتضان الروحى العملى للشباب، والاكتفاء –فى أحيان كثيرة– بدروس علمية جافة أو مواعظ ينقصها التجديد والإبداع، بدلا من ممارسة التأطير الروحى والتربوى للأفراد، وجمود الدرس العقدي، واجتراره نفس الموضوعات التقليدية المتكررة، دون قدرة على تجديد نفسه ليواكب المستجدات العقدية المتسارعة، والشبهات الإلحادية التى تتساقط على رؤوس شبابنا، دون أن تكون لهم حيلة فى دفعها!

 

‏وأضاف أن التعامل مع الملحدين بهدف دعوتهم تحتاج إلى معرفة بعض الأسس، حتى يستطيع المسلم المتصدى لهذا الأمر أن يحفظ نفسه من الزلل فى شبهاتهم من ناحية، وأن يعرف مداخل التأثير فيهم من ناحية أخرى، ومن النصائح فى مناقشة الملحدين: لا بد لمن تصدى لمناقشة الملحدين والرد عليهم من أن يخلص نيته لله تعالى، فبها وحدها ينال الأجر والثواب العظيم من الله العلى الحكيم، ولا بد من ثقافة ووعى فى الدين يعينه على أن يحصن نفسه بداية، وأن يعرض بعدها لغيره الحجة الدامغة والدليل القاطع على كلامه وحديثه، خاصة أن الملحد يرفض مبدأ الإيمان القلبى بوجود الله لإصراره على معرفته بحواسه.

ولفت إلى أنه يجب استخدام الحجة العقلية والدليل المنطقى مع الملحدين، "وعليك أن تحذر من الأساليب الفلسفية وقلب الحقائق وطرح المتناقضات، وهذا يعنى أن تبدأ النقاش معه عن سبب الوجود ومصدره، كونها أصل الموضوع؛ ثم عن صفات الموجد وهو الله؛ ثم عن الإسلام، وهكذا حتى تصل به إلى الفهم المطلوب، وأن تتفق وإياه على قواعد للحوار بحيث لا يجوز تجاوزها، وإن وصلتم إلى طريق مسدود فتذكر قول الله تعالى: (ومن أظلم ممَّن ذكِّر بآيات ربِّه فأعرض عنها ونسى ما قدَّمت يداه إنَّا جعلنا على قلوبهم أكنَّةً أن يفقهوه وفى آذانهم وقرًا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا.

 

تعليقات