رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

«الحداثيون العرب».. سامي عامري يرد على شبهات منكري السنة النبوية

  • أحمد حماد
  • الإثنين 14 مارس 2022, 8:46 مساءً
  • 855
الحداثيون العرب والعدوان على السنة النبوية

الحداثيون العرب والعدوان على السنة النبوية

"الحداثيون العرب والعدوان على السنة النبوية".. كتاب لـ سامي عامي، يحاول من خلاله الرد على شبهات الملاحدة، والعلمانيين، حول السنة النبوية المطهرة.

وجاء في مقدمة الكتاب على لسان المؤلف: إنّ واقع الاصطراع الفكري في بلاد العرب بين دعوة الإسلام ومناهج التغريب التي تتترّس بعنوان الحداثة في المغرب الإسلامي، والتنوير في مصر، والليبرالية في بلاد الخليج قد أنشأ مساحاتِ جدلٍ واسعة في مسائل عقديّة وقيميّة وتاريخيّة بما جعل سُيولة الثابت المعرفيّ حقيقة واقعة في السِّجال النّخبويّ وفي واقع رجل الشارع المهموم بلقمةِ العيش والاحتفاظ بأنفاس الحياة في واقعٍ ضاقت فيه منافذ العيش الهانئ.

وإذا كان هَمُّ لقمة العيش يُشكّل الهاجس الأكبر للحراك الشعبيّ العامّ، فإنّ هَمَّ الحفاظ على الهويّة الدينيّة لا يزال ملازمًا للوعي العام، وإن كان لا يظهر في الشأن اليوميّ بصورة متكرّرة، وإنّما يُطِلُّ بوجهه -في الأغلب- في أزمات العدوان الاستفزازيّ على مقدّسات الإسلام.

ويبقى هَمُّ التيّار العالماني في العالم العربي سَلْخَ الأمّة عن نَبْعِ تصوّراتها الكونيّة ومناهجها السلوكية وراوافدها القيمية بمكر السراديب، وذلك أساسًا بتغيير القوانين، ومناهج التعليم، وحبك خطابٍ إعلاميٍّ يتدسَّسُ إلى القناعات العميقة في صدور الناس من خلال الأفلام والأغاني وبرامج الحوار المباشر المتشبّعة بالإثارة الرخيصة، والتي تعرِضُ أنساقًا من القيم خفيّة العبارة، قشيبة الصُّورة.

 ولا خيار لمن يحملون همّ الدعوة إلى الإسلام إلّا أن يُفرّغوا حيّزًا من مشروعهم الإحيائيّ، لدفع عادية المحرّفين لهذا الدّين والمغالين في إنكار حقائِقِه والـمُغَبِّرين لصفحته، منطلقين من انتماءٍ واضح للإسلام بفهمه السنّي، غير متردّدين ولا مُتلَجْلِجين في إعلانِ ولائهم للكتاب والسنّة، وغيرَ هيّابين من المصاولة الفكريّة الواعية للفكر التخريبيّ عامة، والتغريبيّ منه خاصّةً.وذاك يقتضي العمل على توعية المسلمين بطبيعة الهدف وحقيقة المسار وضرورة المكابدة الجادّة لتحقيق هذا الانتماء واقعًا حيًّا في الأرض، وذلك بنفض كلِّ دخيلٍ عنه، وانتقاش كلّ زُورٍ منه، ولا سبيل إلى هذا العمل إلّا بكشف المزوّرين وفضح زُورِهم، وبيان خُططهم؛ فلا نفصل فصلًا وهميًّا خادعًا بين الزُّور والمزوّر، ولا بين الفكرة في تجريدها والخطة في دبيبها؛ فهما واحدٌ لا ينفصمان عن بعضهما.

وإنّ هذا الفعل الذي يبدو في ظاهره مجرّد انشغالٍ بردّ المشاغبين المتهافتين على الإفساد وتعطيل فاعلية هذا الدين، هو في حقيقته رَدْمٌ لفسادٍ ورَفْعٌ لعمادٍ، فإنّ بيان الباطل وجهٌ للإسفار عن الحق، وتقبيح المنكر إذكاء لإشراقة الصّدق. ويشهد التاريخُ أنّ الأمّة كثيرًا ما كانت تكتشف كنوزها المطمورة في أعماق ذاتها، إذا واجهت متدسّسين يبغونها عِوَجًا.

إنّ هَدْمَنَا بِنَاءٌ، ورَصْدَنا لظالمي أنفسهم؛ إنارةٌ للطّريق، وتعقّبنا للقُطَّاع؛ دفعٌ حثيثٌ إلى مهوى القلوب، وكفَّنا لأيدي الموسْوِسين في العقول، تثبيتٌ لها حتّى لا تميد.

 

تعليقات