"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد، إن الأزهر الشريف مؤسسة علمية عالمية ذات دعوة ورسالة، تاريخ وحضارة، وهو كذلك منبر الريادة الوطنية، وضمير الأُمة الذي يشعر بآلامها ويُعبِّر عن طموحاتها، ويُدافع عن حقوقها، ويعمل على البحث عن متطلباتها، ويجتهد للوصول بها إلى غاياتها، فهو قلعة الدِّين وحِصن اللغة، ومصدر الأُمة الذي يجمع بين التاريخ العريق، والماضي التليد، والحاضر النبيل، والسَّاعي للمستقبل المُشرق.
جاء ذلك خلال الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بسوهاج، والذي تعقده بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية تحت عنوان “الأزهر الشريف تاريخ وريادة”، دور المؤسسة العريقة وتاريخها الحافل بالمثير من المهام والمواقف.
أضاف عياد أن الأزهر
الشريف تاريخ ورسالة إنسانية وحضارة أكبر من معطيات الكلام، وأعمق من أن تختزل جهوده
التي قام بها عبر تاريخه الطويل الذي تجاوز الألف عام؛ حيث تكشف عن حجم العطاء، وسمو
الرسالة، وعظمة الهدف، وإنسانية الدعوة، فللأزهر الشريف جهودًا في الداخل والخارج متنوعة
ومتعددة تجاوز بها الجانب العلمي يبرهن من خلالها على أنه لم يكن معقلًا للعلم والمعرفة
فحسب؛ بل تعددت أنشطته وإسهاماته وتنوعت أدواره شيئًا فشيئًا، فأصبح بجانب الريادة
العلمية، والقبلة المعرفية له أدوار إيجابية تسهم في البناء الحضاري، وتدفع إلى الرقي
الأخلاقي، وتؤدي إلى البناء المثمر الفعال في كل جوانب الحياة، مما نتج عنه أن صار
منبعا للوطنية ومنهجًا للوسطية، وقبلة للدفاع عن قضايا الأمة، ومشكلات العالم.
أوضح الأمين العام
أن الأزهر الشريف يعمل على معالجة مشكلات الواقع، ونشر قيم الحب والمودة والتعاون بين
الإنسان وأخيه الإنسان، والرجوع بالإنسان إلى إنسانيته؛ فكان التواصل والحوار مع أتباع
الشرائع السماوية والمذاهب الوضعية، والانفتاح على المؤسسات العلمية والبحثية والدولية
بهدف العودة بالعالم إلى مما ينبغي أن يكون عليه تحقيقا للخلافة، وقياما بالأمانة،
وكل ذلك يكون بأسلوب علمي يلتزم به ومنهج دعوي يقوم عليه معتمدا في ذلك على أصوله التي
يقوم عليها وينطلق منها، وباحثًا عن غاياته وأهدافه التي يعمل من أجلها، كما عمد إلى
تصحيح المفاهيم وتنقية الفكر ومعالجة الغلو والتطرف الفكري، والتركيز على ردِّ المجتمع
إلى صوابه من خلال بيان دور الأسرة، والتركيز على قضايا الوقت ومشكلات الساعة، والعمل
على إبراز عظمة الشريعة تجاهها من خلال الدعوة إلى التجديد فيها، وفتح باب النقاش حولها
وصولًا للرأي السديد والحلول القويمة الذي تتناسب مع العصر، ولا يهدر رأيًا أو يعارض
أصلًا.