الوجه مرآة النفس
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الحزن سمة دائمة للملحد
قال الشيخ خالد الرفاعي، المستشار الشرعي بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام، إن على أولياء الأمور الذين يتعاملون مع أبنائهم الذين يعانون من شبهات إلحادية، مُراعاة الطبيعة العُمرية لهم، وما يمتاز به سنُّ المراهقة من صفات، والتي من أشدها خطرًا: العِنادُ، والاستبدادُ بالرأي، وعدمُ التمييز بين صديقه وعدوِّه، ولا بين مَن يحرص على نجاته ومَن يدفعه للشرِّ دفْعًا.
وفي رده على سؤال، سيدة تقول إن ابنها يقترب من الإلحاد.. كيف أتصرف، قال: إنه يجب النظَر والتفكُّر والتأمُّل في كتاب الكون المفتوح، وتتبع يد الله المبدِعة في الكون - مِن أعظم الأشياء التي تكون سببًا في ترسيخ الرُّبوبية في النفس، فاستغلِّي بعض المواقف الحياتية - وما أكثرها - للفت نظره وتوجيهه للعلوم الكونية التي تبحث في تصميم الكون، ونواميسه وسننه، وفي قواه ومدخراته، وفي أسراره وطاقاته، ولو اتصلت هذه العلوم بتذكُّر خالق هذا الكون وذكره، والشعور بجلاله وفضله - لتحولَتْ من فورِها لقوة إيمانية، ولاسْتقام بهذه العلوم حالُه، واتجه مِن فورِه إلى الله، ولاستجابتْ فطرتُه واتَّجه إلى ربِّه، ومن ذلك تنوُّع الألوان والأنواع والأجناس، فالثمارُ المتنوِّعة الألوان، والجبال الملوَّنة الشعاب، والناس والدواب والأنعام وألوانها المتعددة الكثيرة، ودورة الفلك العجيبة الدورة الهائلة الدائبة الدقيقة، وهي تتم في كل يوم وليلة، بل تتم في كل ثانية ولحظة، بحسب "طريق الإسلام".
وتابع: من ذلك أيضًا التأمُّل في كتاب النفس المكنون بالآيات والشواهد على الخالق، ووحدانيته، وتدبيره وتقديره، وقدرته وعِلمه، ومع امتلاء الفطرة بالأشواق والهواتف إلى الاتصال ببارئها والإذعان له، والتناسُق والتجاوُب والتجاذب بينها وبين دلائل وجود الخالق في الكون والنفس، ومع هبة العقل الذي يملك أن يحصي الشواهد ويستنبط النتائج، غير أن الله سبحانه يعلم ما يطرأ على هذه القوى، فيعطلها، أو يفسدها، أو يطمسها، أو يدخل في حكمها الخطأ والشطَط، ومِن أجل هذا أرسل الرُّسُل والكُتُب السماوية.