حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
مشكلة الشر ووجود الله
"مشكلة الشر ووجود الله".. كتاب لـ الدكتور سامي عامري، أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداوله، خلال الفترة الأخيرة، خصوصا بعدما بدأ الملاحدة في الترويج لقضية الشر، مع وفاة الطفل المغربي ريان، بعد 5 أيام من احتجازه داخل البئر.
ويقول المؤلف إن "مشكلة الشر”، أو “معضلة الشر” هي آخر أسلحة دين الإلحاد لنقض حقيقة الإيمان بالله، وخلاصة هذه المشكلة هي تعذّر الجمع بين الإيمان بإله عليم وقدير وخيّر من جهة، والإيمان بوجود الشر من جهة أخرى.
ويتابع: هو اعتراض يزعم الملاحدة ألّا جواب له رغم سيل ردود الفلاسفة والثيوديسيين في قديم وحديث، ونحن وإن كنّا نوافق الملاحدة أنّ الكثير من الأجوبة المطروحة معيبة وقاصرة، إلا أننا نزعم أنّ الجواب الإسلامي هو وحده القادر على أن يخمد وساوس الشبهة وينشئ في عقل المؤمن بخالق تناغمًا رَضِيًّا في تصوّرة الكوني الأكبر دون تضاد نكِد بين خالق كامل الصفات، وشرّ نكِدٍ جارح يعكّر على النفس أوقات صفوها.
ويقدّم الكتاب جوابه على الاعتراض الإلحادي بما يسمّيه المؤلّف: “ثيوديسيا الحِكَم التكاملية”، وهو بذلك يثبت قدرة الطرح الإسلامي على جواب الشبهة دون الاكتفاء ببيان فسادها، كما يزعم أنّ شبهة الشرّ هي في حقيقتها برهان للإيمان بالله من أكثر من وجه.
ولعلّ أهم ما حفد الكتاب لبلوغه هو فكّ اشتجار الشبهات الداخلية ضمن الشبهة الكبرى، وعرضها مرتبة في قالب استشكالي، فمشكلة الشر هي في الحقيقة مشاكل: مشكلة منطقية، وأخرى برهانية، وثالثة تتعلّق بالشر المجانيّ، والشر هو في الحقيقة شرور: شر طبيعي، وآخر أخلاقي، وأخير ميتافيزيقي.
ومن أهمّ ما سعى إليه المؤلّف هو أن يكشف للقارئ المسلم الصيغة الأحدث لهذه الشبهة كما هي في كتابات أئمة الإلحاد الفلسفي: (جاي ماكي) و(يليام رو)، وما انتهى إليه الجدل الفلسفي حولها في الغرب، وهو ما يمهّد للقارئ سبيلًا أيسر لفهم طبيعة هذا الجدل، والموقع المتميّز للطرح الإسلامي فيه، كما يجد القارئ الذي لا يهتم بتشقيقات الفلاسفة جوابًا لما قد يستشكله من وجود شرور شائكة في كون صنعه إله رحيم.
ورغم أنّ الموضوع معقّد، ووعر، فقد سعى المؤلّف جهده إلى أن يبسطه على صورة تتيح للقارئ غير المتخصص في المعارف اللاهوتية والفلسفية أن يدرك دقائقه ويخترف ثمرته بأيسر سبيل ممكن.