رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هيثم طلعت: التاريخ البشري لم يعرف منهجًا أخطر من الإلحاد

  • أحمد حماد
  • الجمعة 24 ديسمبر 2021, 3:37 مساءً
  • 487
هيثم طلعت

هيثم طلعت

قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في الرد على الملحدين، إن البشرية عاشت مع شرائع التوحيد آلاف السنين، ومع الشرائع الإبراهيمية الثلاث الكبرى أربعة آلاف سنة، ولم يمثل الدين خطرًا مباشرًا على الجنس البشري بل قدّم للبشرية قيمًا أخلاقيةً عليا يتفق عليها المؤمن والملحد، وأسّس لحضاراتٍ أصيلة، بل يمكن أن نزعم أن كل خير في الأرض فهو من آثار تلك النبوات.

 

وتابع طلعت في جوابه على سؤال: هل تسبَّب الدين في الحروب الدينية التي سادت الأرض في فترة من الفترات؟ أن الدين أراح المحاكم من آلاف القضايا، وفوق كل هذا وذاك وضع الدين الأساس المعرفي والسلوكي والقيمي لغاية الوجود الإنساني على الأرض.

 

وأكمل في كتابه "الإسلام والإلحاد وجها لوجه" أن الدول التي احتضنت الشرائع التوحيدية ما زالت إلى اليوم تملك تنوعًا ثقافيًا أبقى على المخالفين لهم ووفّر لهم سقف حماية بموجب الشرائع التوحيدية ذاتها، في حين أن قرنًا واحدًا اقتربت فيه بعض الدول من الإلحاد كانت البشرية كلها على شفير هلاك، ثم يأتي الآن الملاحدة ويحدثونا عن خطر الدين على البشرية!

 

واستطرد: لم يعرف التاريخ البشري منهجًا أخطر من الإلحاد، فلم تكن مذابح الكولاج في الإتحاد السوفيتي السابق على يد الملحد لينين، وإبادة الأقليات الإثنية في ألمانيا النازية، وتفريغ ربع سكان كمبوديا من البشر على يد الملحد بول بوتPol Pot، وقتْل 52 مليون صيني في الثورة الثقافية الكبرى على يد الملحد ماو تسي تونج Mao Zedong ، وظهور رابطة الملحدين العسكرية League of Militant Atheists في أوربا والتي أغلقت رسميًا 42 ألف مؤسسة دينية –كنائس ومساجد-، وقتلت عشرات الآلاف من المتدينين، إلا إفرازات إلحادية ونتائج طبيعية لظهور الإلحاد.

 

وأكمل: بل إن الحربين العالميتين الأولى والثانية كانتا حروبًا إلحادية –إلحادية، تحكمهما تصورات إلحادية للأجناس البشرية وأفكار السعي نحو النقاء العرقي، فكانت النتيجة إبادة قرابة 5% من سكان العالم وأرجعت الحروب العالمية كلاً من المنتصر والمهزوم ثلث قرن إلى الوراء، وقام الفلاسفة بوضع مبولة في وسط باريس كنايةً عن نهاية الحضارة، كما خلّفت المعارك الإلحادية ترسانات من الأسلحة النووية تكفي لإبادة الجنس البشري كله مراتٍ عديدة.

 

وأوضح الدكتور هيثم طلعت، أن قراءة بسيطة لحروب القرن العشرين تُظهر مدى بؤس الإلحادـ فقد خلَّف الإلحاد ورائه فكرة أن زوال الجنس البشري في أية معركة قادمة هي فكرة قائمة، وهذا هو الإفراز الإلحادي المتوقع.

تعليقات