حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قالت الدكتورة سوسن
محمد الشاملي، إن الوالدين يقع عليها دور كبير في تربية الأبناء والدور الأهم الذى يجب على الوالدين
القيام به هو الدور الوقائي وهو صيانة فطرة أبنائهم وحمايتها من الانحراف، ومتابعة
النفس الإنسانية بالتوجيهات الإسلامية الربانية، عـن طريق أخذ الاحتياطات والتدابير
الشرعية التي تمنع من التردي فـي خبائـث العقائـد والأخلاق وسائر الأعمال، ليظل الفرد
على الصراط المستقيم، مهتدياً للتي هي أقوم.
وأوضحت أن المراد
بالدور الوقائي للأسرة المسلمة "مجموعة المهام والمسؤوليات المستنبطة من خلال
توجيهات القرآن والسنة التي أوجبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الأسرة
المسلمة لحماية معتقد الطفل من الانحـراف العقـدي، ومـدى ممارستها في تربيته لحماية
معتقده من فكر الإلحاد بكافة صوره وتطبيقاته".
وتابعت في مقالة
لها على منصة "صيد الفوائد" أن الفِطْرةُ هى ما فَطَر الله عليه الخلقَ من
المعرفة به والإيمان بوجوده سبحانه، وقد جاء في لسان العرب عن معنى الفطرة :
" أَن الله فَطَر الخلق على الإِيمان به والفَطْر في اللغة: الابتداء والاختراع
، والمعنى أَن الإنسان يولَد بداية على نوع من الجِبِلَّةِ والطَّبعِ المتَهيِّء لقبول
الدِّين، فلو تُرك عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها، وإنما يعدل عنه
من يعدل لآفة من آفات البشر والتقليد، وقيل معناه كلُّ مولودٍ يولد على معرفة الله
تعالى والإِقرار به فلا تَجِد أَحداً إلا وهو يقِر بأَن له صانعاً وإن سـمّاه بغيـر
اسمه ولو عبد معه غيره قال تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)
قال ابن كثير رحمه
الله : "فإنـه واتَّقُوه وأَقِيموا الصّلاةَ ولا تَكُونُوا مِنا لْم شْرِكِين،
قال ابن تيمية: "فالحنيفية تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره
من موجبات الفطرة ومقتضياتها، والحب لله، والخضوع
له، والإخلاص له هـو أصـل أعمال الحنيفية" .
وفي البخاري عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قـال : "كـل مولود يولد على الفطرة فأبواه
يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما ينتج البهيمة جمعـاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا
أنتم تجدعونها " ثم قرأ أبو هريرة رضـي الله فـالفطرة الـسوية عنه: " فِطْرتَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَر النَّاس علَيه إلا تَبدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ تهتدي إلى وجود الخالق بما أودع الله في الإنسان
من قوانين كلية، تظهر آثارها فـي الطفل الناشئ الذي لم يتعلم أو يتكلم، فهو يدرك أن
الحادث لابد له مـن محـدث، وأن الجزء دون الكل، وأنه يستحيل الجمع بين المتناقضين،
وهذا من أوائل العقل وبواكيره، بل اعتبره شيخ الإسلام ابن تيمية أشد رسوخا في النفوس
من مبدأ العلـم الرياضـي، كقولنا: إن الواحد نصف الاثنين، ومبدأ العلم الطبيعي كقولنا:
إن الجسم لا يكـون فـي مكانين؛ لأن هذه المعارف أسماء قد تعرض عنها أكثر الفطر، وأما
العلم الإلهـي فمـا يتصور أن تعرض عنه فطرة
".
ومن هنا يظهر دور
الفطرة في الوقاية من الإلحاد يقول الهوشان: "إن للفطرة الإلهية التي فطر الناس
عليها دور كبير في الوقاية من فكر الإلحاد، بل والعلاج منهـا أيضا، فمع كثرة المفكرين
والمنظرين والباحثين في كيفية معالجة الإلحاد المنتشر بـين شباب المسلمين وبناتهم،
ومع كثرة الخوض في المناقشات الفكرية مع من تلوثوا بهذه اللوثة الفكرية الخطيرة من
المسلمين، ومحاولة إقناعهم عقليا ومنطقيا ببطلان الإلحاد، وعدم توافقته مع العقل والتفكير
السليم، ومع التقدير الكبيـر لـدور هـذه المناقـشات والحوارات الفكرية في إزالة شبه
المشتبهين، ونفض غبار الإلحاد الذي حجـب عـنهم رؤية الحق، فإن ذلك قد لا يكون كافيا
لمعالجة تزايد أعـداد الملحـدين فـي صـفوف المسلمين، نظرا لعدم تطبيق مبدأ الوقاية،
وعدم قطع دابر السبب الذي يرد منه الإلحاد، ألا وهو انحراف الفطرة الإلهية التي فطروا
عليها، والتي هي السبب الرئيسي في انتشار الإلحاد الذي نراه.
ويمكن معالجة هذا
الأمر من خلال : ترك الإنسان على ما خلقـه الله تعالى عليه وفطره، من ميل نحو الإيمان
بوجود خالق للكون وصانع، مع ما يترتب على ذلك من الخضوع له والانصياع ، والعبادة والطاعة
والانقياد، والمحافظـة علـى هـذه الفطرة السليمة، خير وسيلة لإبعاد شبح الإلحاد عنه،
وأمر كاف للوقاية منه، فالإلحـاد أمر خارج عن نطاق المألوف والعادة، بل خارج عن نطاق
الجبلة والطبيعة التي خلـق الإنسان عليها، وهي نقطة في غاية الأهمية لا بد من التأكيد
والتركيز عليـه للوقايـة والعلاج من الإلحاد، فالأصل أن يكون الإنسان مؤمنا بوجود الخـالق
والإلـ ، وقد ثبت فـي الأصل فيه أن يولد بعقل وقلب وحواس، وعكس ذلك هو الاستثناء
" صحيح مسلم عن عياض بن حماد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربـه تبارك
وتعالى أنه قال : خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت لهم
وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا.