رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

"الكون ضخم".. كيف نكون بحجمنا هذا الصغير مركزًا فيه؟

  • أحمد حماد
  • الإثنين 13 ديسمبر 2021, 8:22 مساءً
  • 478

في إجابته على هذا السؤال، قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في الرد على الملحدين، إن الملحد يضع افتراضًا متهافتًا فيقول: "بما أن الكون ضخم، إذن الإنسان ليس مركزًا في هذا الكون".

 

وتابع: هذا الافتراض مبنيٌّ على مقدمة "بما أن المزارع شاسعة وصاحبُها حجمه صغير جدًّا بالنسبة لها إذنْ: هو ليس بصاحبِها!

 

وواصل طعلت: ليس الأمر بالحجم إطلاقًا، والأخلاق التي بلا حجم مادي هي المعيار الأكبر في التفاضُل بين أعظم الناس وأحقر الناس، فالناس يوزنون بأخلاقهم، فقضية الأحجام ليست معيارًا!

 

واستطرد: دعونا نضرب هذا المثال: لو أنَّ عندنا مَلِكًا وهذا الملك أوصى لابنه ببعض الوصايا والنصائح، وكَتب له في ذلك كتابًا، هل يمكن أن يأتي معترضٌ ويقول: كيف لملك يملك ملايين الأفدنة والأراضي الشاسعة التي لا حصر لها أنْ يهتمُّ بابنه الذي لا يبلغ حجمه ووزنه واحد على مليون مما يملك هذا الملك من الأراضي والأفدنة؟.. ولله المثل الأعلى، هل هذا اعتراض معقول أصلًا؟ فالقضية ليست بالحجم ولا بالوزن.

 

وأكمل هيثم طلعت، في كتابه "الإسلام والإلحاد وجها لوجه":ثم أليس هذا الكون بدأ من نُقطة أصغر من رأس الدبوس بمليارات المرات كما يقرر كل فيزيائي العالم؟ إذنْ الحجم نسبيٌّ، ثم ما الذي يضير الملحد أن يخلق اللهُ ما يشاء بالكيف الذي يشاء؟هل الإله يعاني من نقص في الموارد حتى يُنفق بقدر الحاجة؟ "تعالى الله عن ذلك"

 

وواصل حديثه متسائلًا: لكن هل نحن بالفعل نمثل مركزًا في هذا الكون؟ نعم أنت أيها الإنسان: مركز هذا الكون بالتكليف الإلهي، والتكليف الإلهي هو: الدِّين، فالدين هو الأمانة التي حملتَها، وهو الاختبار الأعظم الذي أنت مطالَب بأدائه.

 

وقال: أنت أيها الإنسان مطالب بالعبودية لله تعالى وبهذا تكون مركزًا في هذا الكون، فأنت مركز هذا الكون لا بحجمك ولا بقوتك ولا بقدراتك وإنما بالتكليف الإلهي، وأنت القادر على فعل الخير وترك الشر... القادر على الإيمان والكفر، فكلنا يعلم أنه مُكلَّف، سواءً شئنا أم أبينا!

 

ويكمل هيثم طلعت: الملحد والمؤمن واللاأدري الكل يعلم أنه مُكلَّف ويشعر بالتكليف الإلهي، ويعاني وَخْز الضمير الأخلاقي، ويعرف أنَّ بداخله: افعل ولا تفعل... افعل الخير ولا تفعل الشرَّ، كلنا يعلم من واقع نفسه أنه مُطالَب، فنحن في مركز هذا الكون تكليفيًّا! أيضًا نحن في مركز هذا الكون إدراكيًّا ومعرفيًّا، فنحن ندرك ونعي ونعقل ونعرف حقيقة وجودنا، وحقيقة الكون من حولنا، ونفهم معنى وجودنا جيدًا.

 

وأكمل: نحن المُطالبون المآخذون المُكلفون المحاسَبون، ونحن الكائن المُدرِك لروعة الإعداد بعنايةٍ، نحن الكائن المدرك للإتقان، نحن الكائن القادر على تنفيذ ما كُلف به أو الكفر بالتكليف، نحن نَقدر تمامًا على الاختيار، نحن نَقدر على الإيمان والكفر.

 

واختتم هيثم طلعت: فنحن في مركز هذا الكون ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [٧٢] سورة الأحزاب.

تعليقات