انهيار العملات الرقمية بعد اليوم الأول من تجربة السلفادور

محمد شاهين يشارك في معرض تونس بـ «منهجية الوصول إلى الحق»

الثلاثاء 23 أبريل 2024

رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هيثم طلعت: إنفاق المال في سبيل الله يشعر الإنسان بالأمن ويذهب عنه الحزن

الثلاثاء 23 أبريل 2024

انهيار العملات الرقمية بعد اليوم الأول من تجربة السلفادور

منوعات

د. شيماء عمارة

الأربعاء 08 سبتمبر 2021, 11:11 مساءً

885

العلامت الرقمية

شهدت أسعار العملات الرقمية ليلة دامية بلغ صداها مستهل تعاملات اليوم الأربعاء 8 سبتمبر 2021، وذلك عقب قرار السلفادور تقنين بيتكوين.

تعرضت بيتكوين (العملة المشفرة الأشهر في العالم) لخسائر هائلة لامست في بعض الأوقات 16.5% من قيمتها، قبل أن تستقر لاحقاً في محيط 13.74%، في محاولة لتصحيح الوضع.

وفي تمام الساعة 1505 بتوقيت جرينتش، تهاوت "بيتكوين" إلى مستوى منحدر قياسي عند 43.1 ألف دولار، بخسارة نسبتها 16.45%، وهي الآن عند مستوى 45377.82 دولار، بعدما فقدت نحو 13.61% من قيمتها في تمام الساعة 7:46 بتوقيت جرينتش على مؤشر بيتسماب للعملات المشفرة.

أعلنت السلفادور أمس الثلاثاء تقنين عملة بيتكوين، لتصبح أول دولة في العالم تُشرّع تداول العملات المشفرة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ليتفاجأ رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة، بإعصار من الغضب ورفض نحو 65.2% من الشعب للقرار الذي وصفوه بأنه قرار فردي واتخذ دون استشارة الحكومة والبرلمانيين، بحسب إحصائية أعدتها جامعة "اونيفيرسيداد سنتروأميريكانا".

ويوم الجمعة الماضي خرج السلفادوريون في مظاهرات حاشدة رفضا لشرعنة عملة البيتكوين، وتمسكوا بعملة الدولار الأمريكي في التعاملات التجارية.

وفي بلد تعيش نسبة 30.3% من أصل 6.6 مليون سلفادوري تحت خط الفقر، يرى خوسيه سانتوس ميلارا، وهو محارب سابق في الحرب الأهلية التي مزقت السلفادور بين عامي 1980 و1992، وكان أحد المشاركين في احتجاجات يوم الجمعة الماضي رفضا لتداول عملة بيتكوين، أن تقنين العملات المشفرة لن يفيد الأكثر فقرًا في شيء قائلًا: هذه العملة غير موجود أصلًا، وتفيد الأثرياء وليس الفقراء، فهي عملة استثمار.. متسائلا "كيف يمكن للفقير الاستثمار وهو بالكاد يستطيع تأمين لقمة عيشه؟".

وامتد إعصار الغضب تجاه تقنين السلفادور لتداولات العملات المشفرة وإعلان 400 بيتكوين، بل وتأسيس أيضا صندوق بقيمة 150 مليون دولار لضمان التحويل التلقائي لعملة بيتكوين إلى دولارات، ونشر 200 ماكينة صراف آلي تحت حراسة قوات الأمن (لمنع تخريب المحتجين لها) لصرف عملات بيتكوين، إلى المؤسسات الدولية مثل البنك وصندوق النقد الدوليين اللذين أعربا عن شكوكهما في عملة بيتكوين المتقلبة، متوقعين أن يكون لقرار الرئيس السلفادوري "تأثير سلبي" على حياة الشعب.

ويرى بعض الخبراء الاقتصاديين أن القرار الإلزامي باعتماد بيتكوين كعملة دفع هو "غير دستوري"، حتى بعد موافق البرلمان عليه، وبرروا ذلك بأن الأمر كان يتطلب مشاركة شعبية وجلسات نقاش مجتمعي وعرضا حكوميا مفصلا لآليات تطبيق القرار.

وفي المقابل هاجم رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة، معارضيه ووصفهم بأنهم يحاولون "تخويف" الشعب من تداول العملات الرقمية.

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد دعت السلفادور لاستخدام عملة بيتكوين بشكل مقنن منظم وشفاف لمواجهة التشكيلات الإجرامية التي تعمل في غسل الأموال خصوصا "تجارة المخدرات".