نظير عياد: الحضارة الإسلامية قامت على تحقيق التوازن بين أبناء الإنسانية جميعًا

  • أحمد حمدي
  • الأحد 08 أغسطس 2021, 8:51 مساءً
  • 904

قال فضيلة الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الحضارة الإسلامية التي انطلقت وتشكلت ركائزها وأسسها من الإسلام ومبادئه الكلية، قد مثلت أرقى حالات التسامح والتعايش الإيجابي بين الأمم والشعوب برغم اختلاف الحضارات والثقافات والأديان والأجناس، ولا نشك أنها لا تزال قادرة على تحقيق العيش المشترك بين الأسرة البشرية في كل زمان ومكان.

 

 وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته في المؤتمر الأول لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ، والذي يعقد تحت عنوان «البعد الإنساني في التراث العربي والإسلامي»، أن الدين الإسلامي في مجمل أحكامه وتشريعاته دين وسطي يدعو إلى التسامح والاحترام المتبادل بين الأديان بما يحقق الوحدة بين أبناء الوطن، ويزرع الحب والاحترام في قلوب الناس جميعا.

 

 وأكد "عياد" أن الإسلام وضع أسس الحياة الجديدة في المجتمع بأسره، بإزالة الفوارق بين مختلف الطبقات والطوائف، وجعل مقياس التفاضل بين الناس العمل الصالح، كما أنه قوم الحياة الاقتصادية؛ فحرم كل أشكال المعاملات الجائرة والظالمة، كما اهتم بالجوانب العقلية؛ فحث على إعمال العقل من خلال التفكر والتدبر في الآيات الكونية والإنسانية، ولم يقف عند هذا الحد، بل أولى اهتماما بالغا بتنظيم الحياة الاجتماعية، وتقوية الترابط الاجتماعي والشعور بالانتماء، حتى تستقيم أحوال المجتمع وتنتظم.

 

وأوضح فضيلته أن الحضارة الإسلامية قامت على مبادئ عدة؛ جميعها تكفل حقوق الناس، وتحقق التوازن بين أبناء الإنسانية جميعا، وأول هذه المبادئ (مبدأ لا إكراه في الدين)، حيث كفل الإسلام الحرية للآخرين، ولا سيما الحرية الدينية، فأعطى الإسلام لكل إنسان الحرية في اختيار الدين الذي يعتقده ويؤمن به، دون إكراه أو إجبار، ويؤكد لنا الواقع التاريخي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكره أحدًا باعتناق الإسلام قسرًا، كما يعترف الإسلام بصورة واضحة بوجود الآخر المختلف في العقيدة، وحقه في الاعتقاد والتصور؛ إذ الأصل أن يختار الناس عقيدتهم بمحض إرادتهم، من غير إكراه مادي أو ضغط معنوي.

 

وأكد الدكتور نظير عياد أن الإسلام صان لغير المسلمين معابدهم، مبينًا أن النبي هو أول من وضع دستورًا وهو "صحيفة المدينة"،  قد تضمن مبادئ تحقيق التعايش السلمي وأسسه بين جميع أفراد المجتمع، فقد نص على أهمية تطبيق المواطنة وحقوق المواطنين وواجباتهم، وأمر بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين الناس جميعا دون النظر إلى جنس أو لون أو معتقد، كما أكد على ضرورة تحالف الجميع للعمل من أجل الوطن والدفاع عنه والحفاظ على أمنه واستقراره.

 

وأوضح فضيلته أن وثيقة المدينة أكدت على أن الوطن مسئولية كل أبنائه، وأن العمل من أجله عمل مشترك بينهم؛ فالأصل أن يكون الجميع يدا واحدة في الحفاظ على الوطن والعمل من أجله، وقد كان لذلك الأثر الطيب في الحفاظ على تماسك المجتمع واستقراره في المدينة وتقدمه وازدهاره، والواقع خير دليل على أن الدول التي أرست قيم المواطنة والتعايش السلمي والتسامح الديني وحقوق الإنسانية، هي أكثر الدول أمنا وأمانا وتقدما في كل المجالات، مشددًا أن الأديان لا تأمر إلا بالخير والحق والصلاح، ولا تدعو إلا إلى البر والحب والرحمة والإحسان، ولا توصي إلا بالأمن والسلم والسلام، ولم تكن يوما عائقا أمام التعايش والتعارف والتماسك والترابط كما يروج لذلك المتطرفون.

 

واختتم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام حرم التعدي قولا أو فعلا أو التعرض بأي أنواع الأذى للمسلمين أو غير المسلمين، بل إن الإسلام توعد وأغلظ في العقوبة لمن تعرض لهم بالأذى، موضحًا أن من المبادئ التي أرستها الحضارة الإسلامية: الوحدة الإنسانية وهي تفرض أخوة الآخر - فأنا أخ للآخر، وهو أخ لي - ومن حقوق هذه الأخوة، قبوله، وضمان حقوقه، وحريته، وكرامته.

تعليقات