المؤتمر العالمي لدار الإفتاء يدعوا إلى تكاتف جهود الأمة الإسلامية في مواجهة التطرف

  • أحمد حمدي
  • الإثنين 02 أغسطس 2021, 9:07 مساءً
  • 550

أكد الدكتور يوسف بلمهدي وزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر، أن الامة الإسلامية مدعوة إلى أن تتكاتف جهودها، وأن يحمل العلماء الخطاب الذي يزيل التطرف، والحروب الافتراضية .

وأضاف وزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للإفتاء : ينبغي علينا أن نتكاتف في جهودنا حتى تكون الهواتف الذكية موجهة للرأي العام، كما ينبغي أيضا أن نشيع الفضيلة في مجتمعاتنا .

وعرض الوزير الجزائري تجارب بلاده في التعامل مع التطورات الرقمية وعلاقتها بالفتوى والفقه وتواصله مع الخبراء المتخصصين.

ومن جانبه، قال الدكتور نصر الدين مفرح- وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأقول دوما أن بالعلم تحيا النفوس وتتغذى الأرواح وتتحقق المعرفة، فالعقل هو جوهر الانسان وهو جوهر التكليف.

وأضاف أن مراحل تطور الانسان ايه من آيات الله تبارك وتعالى وهذه الآية هي ميزة من مميزات الله على سائر مخلوقاته، ومع تطور الحياه تطورت حركة الفكر فكانت اكتشافات البحث العلمي لتسهيل حركة الحياه وليس ادل على ذلك من التحول الرقمي الكبير في العالم اجمع.

و أوصى بضرورة التوجه جميعا الى الاستفادة من الرقمنة في الإفتاء الجماعي فيما يخص امتنا الإسلامية وفى الاتفاق على المقاصد والكليات بما يجلب المصلحة، وكذلك للحاجة الى الفتوى الجماعية في هذا العصر، مشددا على أن التقنية الرقمية تزداد أهميتها لمواجهة القضايا الملحة مثل التطرف والالحاد والمواطنة ، وكذلك وجائحة كورونا التي أثرت على المجالات شتى.

وفي سياق متصل، قال الدكتور عبد الكريم الخصاونة مفتي المملكة الهاشمية : أشعر بالفخر والاعتزاز لوجودي على ارض مصر التي يشع منها نور العلم والايمان والحضارة والتمدن، كما اشعر بالاعتزاز لما يقدمه العلماء بدور وهيئات الإفتاء من مشاريع كان لها دور بارز لبناء جسور التواصل بين المؤسسات الافتائية والتجارب ونقل المعارف ، فضلا عن الجهود التي بذلتها الأمانة العامة في كل المجالات ورسمها الخطط في كافة المشروعات.

وأضاف إن العالم اليوم أصبح مجتمعًا واحدًا وإن تعددت أساليب العيش ووسائله، وعادات الشعوب والدول، إلا أنها أصبحت أكثر ترابطًا من ذي قبل، إذ أصبح الإنسان جزءًا لا يتجزأ من محيطه الإنساني على مستوى العالم، يتأثر ويؤثر بمتغيراته الاجتماعية والسلوكية، وحتى الاقتصادية والمناخية.

وتابع فضيلته أن العالم خلال العامين الماضيين قد خيّم عليه ما يؤكد هذا الواقع من خلال ما شهده العالم من انتشار فيروس كورونا الذي وإن شكّل تحديًا حقيقيًّا للبشرية، من حيث أنه مرض مستجد، وقف العلم عنده برهة من الزمن وهو يتأمل انتشاره دون رادع، وكيف يفتك بالإنساني دون علاج، إلا أنه من ناحية أخرى وفي جانبه الإيجابي أعاد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، حين أعادت توجيه العقل الإنساني على مستوى العالم إلى حقيقة وجودهم على هذه الأرض وإنه مهما ظهر عليهم من اختلافات ظاهرية، فإن هذه الاختلافات جميعها ستذوب أمام حقيقة واحدة، وهي أن كل فرد منهم يمثل جزءًا لا يتجزأ من منظومة إنسانية متكاملة، ولا بد للإنسانية من التكاتف والتعاون والتآلف لتكون قادرة على مواجهة التحديات والتهديدات التي تحيط بنا جميعًا، والتي إن حلت فإنها لن تستثني أحدًا.

وتابع مفتي الأردن قائلًا: ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية لم نكن بمعزل عمّا واجهته الأمة من هذه التحديات والمستجدات، وقد كان لدائرة الإفتاء الدور الفاعل منذ بدء الجائحة في مراقبة ما يحدث على الساحة من مستجدات بشأن الوضع الوبائي، وبيان الأحكام الشرعية للناس بما يحلّ لهم إشكاليات الوضع الجديد، ويقدم لهم حلولًا لما أشكل عليهم في المسائل الفقهية والعقائدية، إضافة إلى التوجيهات الشرعية من الناحية الاجتماعية، والربط الإيماني بالله سبحانه وتعالى، مما كان له الأثر الإيجابي في علاج الجانب النفسي عند الناس خلال فترات الحظر الطويلة.

ولفت فضيلته النظر إلى دور وجهود دائرة الإفتاء العامة في المملكة الأردنية الهاشمية في جوانب متعددة كالجانب الفقهي بإصدار فتاوى وبيانات تتعلق بحكم صلاة الجمعة والجماعة في ظل الوباء، وحكم صيام رمضان للمصاب بكورونا، وحكم تغسيل المتوفي بمرض كورونا، وحكم صلاة العيد في البيوت، وحكم فحص كورونا أثناء الصيام، وكذلك تحديد الفئات التي تسقط عنها صلاة الجمعة في ظلّ انتشار وباء كورونا وغيرها.

وأما عن الجانب العقائدي فقال فضيلته: وقد اهتمت دائرة الإفتاء العام خلال فترة انتشار مرض (كورونا) بأن تبقى على تواصل مع المجتمع الإسلامي وتعزيز القوة الإيمانية والعقائدية عندهم، لعدم دخول اليأس والقنوط في نفس المؤمنين، وتبديد الأفكار المتشائمة التي ترى بأن هذا المرض هو عقاب رباني للبشرية بسبب معصيتها وحيادها عن طريق الحق، أو أنها علامات الساعة، لذلك كان لدائرة الإفتاء العام الدور الفاعل في تعزيز العقيدة الإيمانية ودعوة المجتمع إلى التضرع إلى الله تعالى والارتباط به لرفع الوباء مع التأكيد على أن هذا الوباء سنة كونية يصيب الله تعالى بها من يشا.

وفي ضمن هذا الإطار نشر المفتي العام مقال بعنوان: الابتلاء سنة إلهية وهو محك الإيمان الصادق، بين فيه أن الابتلاء سنة كونه من الله تعالى يكفر بها الذنوب ويمنح بالصبر عليها الأجر والثواب وهو محك الإيمان الصادق، وبه يظهر صدق المؤمنين ونصحهم ووضوحهم، وبه يبرهن على ثباتهم وتمسكهم بدينهم فلو كانت الحياة كلها يسرٌ ورخاءٌ لادّعى كلّ مدّعٍ أنه مؤمن صادق ومخلصٌ في إيمانه ولا بد للمسلم أن يلتزم بحقوق الأخوة ويبذل من العون والمساعدة بقدر استطاعته، ويعلم أن هذا دين يحاسب عليه، وأمانة لا بد من أدائها.

ولفت فضيلته النظر إلى أن دائرة الإفتاء العام أصدرت فتوى توضح فيها موقف المسلم في أيام الابتلاء ودور العقيدة الإسلامية في ثبات المؤمن، وقوع الابتلاءات في حياة الإنسان من سنن الله تعالى في الحياة، وأن العقيدة الإسلامية الصحيحة هي أهمّ ما في الدين الإسلامي، وهي مبنية على الأدلة العقلية والنقلية القويمة، وهي ترشد المؤمن إلى التصرفات الفضلى عند وقوع الابتلاء في حياته.

ومن جانبه، قال الدكتور سعيد حميد كمبش رئيس الوقف السني بالعراق : أنا قادم إليكم أحمل سلاما من مآذن جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان إلى مآذن الجامع الأزهر إلى نهر النيل العظيم، ومن بغداد الرشيد إلى قاهرة المعز، ومن أنوار جامع الشيخ الجياني إلى أنوار سيدنا الحسين، ومن عراق الحضارات إلى مصر أم الدنيا.

وأضاف اسمحوا لي ابتداء أن أنقل إليكم أصدق التحيات من بلدي العراق حكومة وشعبا وأنا أقدم لكم خالص احترامي واعتزازي على دعوتي متحدثا في هذا المؤتمر في إطار أسرتنا الإسلامية الواحدة. ويغمر قلبي السرور، أنا أقف في مصر الكنانة التي ذكرها الله في كتابه في أربع وعشرين آية تكفي للتدليل على عراقة شعبها الأصيل.

ولفت كمبش النظر إلى أنه عند العودة إلى الأصول الأولى للإسلام نجد أنه لم تكن رسالة النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم مقتصرة على الدعوة الدينية فحسب بل كانت ترسم منهاجا لسلوك أفراده، ولم يكن هذا التنظيم الاجتماعي العظيم صالحا فقط لجماعات وأفراد بل كان صالحا للبشرية جمعاء.

تعليقات