دار المعالي تُصدر كتاب "إعادة تشغيل" لـ أحمد السوهاجي
- الجمعة 30 مايو 2025
البشير المراكشي-ليطمئن قلبي3
يقول الدكتور البشير المراكشي، مخاطبا الملحدين "يتملكني الخجل كلما كتبت شيئا من باب الدليل على وجود الله الخالق، وأنا وأنت في الأساس دليل ظاهر لا يحتاج لاثبات، فكيف أقدم لك دليلا على وجود الله وهو الخالق الذي سخر لنا الأرض نعيش فيها والسماء نستظل بها".
وهذا الخجل جاء من جوف الفطرة التي فطرنا الله عليها في عبادته وفي التثبت بوجوده، فالفطرة تؤدي بالإنسان إلى معرفة الله والوصول إليه، وهو فاطر السموات والأرض الذي لا يحتاج دليلا على وجوده.
ونصح المراكشي في حلقة له ببرنامج "ليطمئن قلبي"، بالرجوع إلى النفس وإلى ضعف الانسان في المواقف والأزمات، والنظر في حال الإنسان الذي لن ينجو بغير الله وبغير اللجوء إليه، وهي الفطرة التي توجه القلب إلى خالقه.
فكما خلق الله في الانسان السمع والبصر، فهو خلق فيهم ما يجعلهم يعرفون بأنه الخالق بالفطرة وإعمال القلب والعقل.
وأضاف المراكشي، أن تعريف الفطرة مختلف بين العلماء، فمنهم من قال أنها الخلقة، ومنهم من قال أنها الإسلام، وآخرون قالوا أنها القرآن أو السنة، وآخرون قالوا أنها الميثاق الذي أخذه الله سبحانه وتعالى على بني آدم حين نثروا أمام آدم عليه السلام في جبل النعمان.
وبوصف الفطرة أنها الخلقة، فهي من طبيعة خلق الله للإنسان وتصويره في أحسن صورة، ووضع الصفات فيه التي تجعله مع مرور الوقت يدرك ماهية الخلق والكون ووجود الله.
أما القول بأن الفطرة هي الإسلام، فهذا جاء في قول الله تعالى في سورة الروم: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (30).
وقد أجمع المفسرون على أن الفطرة المذكورة في هذه الآية هي الإسلام، ويدل ذلك على أن الأصل في الإنسان أن يكون مسلما، أي أن فطرة الإنسان هي بكونه مسلما منذ ولادته.
أما وصف الفطرة بأنها الميثاق، فهي ما كان من تعهد أبناء آدم على النعمان "جبل عرفات"، بأنهم يؤمنون بالله هم وذرياتهم ولا يشركون به شيئا.
وعليه فكل الأدلة تدل على أن الفطرة، بكل أشكالها، هي كل ما يؤدي لمعرفة الله ومعرفة الطريق لعبادته، وهذا يظهر في كل العصور حيث يظهر فيها أن الناس دوما عندهم حنين لإيجاد ربا كاملا يتعبدون إليه، وإن وجود الملحدين وإن كثر فليس دليلا على الكثرة. بل إن الأغلبية الحقيقية هي للمؤمنين، أو على الأقل العارفين والواثقين بفطرتهم وجود الله.