هشام عزمي: الملاحدة يقدسون العلم التجريبي.. وهذا دليل خطأ معتقداتهم

  • أحمد حمدي
  • الخميس 27 مايو 2021, 8:03 مساءً
  • 1270
هشام عزمي

هشام عزمي

قال الدكتور هشام عزمي، الباحث المتخصص في الرد على الملحدين، إن الملاحدة يقدسون العلم التجريبي، بمعنى إذا قال العلم "كذا وكذا"، فهو صادق لا يكذب ولا يخطئ ولا ينطق عن الهوى.

وأوضح عزمي، في مقال بعنوان "العلم التجريبي" نشره قسم دراسة الإلحاد بمركز الفتح، أن العلم يخطئ ويغير رأيه، ويقول بالكلمة ثم يتراجع عنها، بل ويتبرأ منها!

واستدل الباحث المتخصص في الرد على الملحدين، على ذلك بمثال حول البحوث العلمية التي ظلت تروج للعنصرية واليوجينيا وتفوق الجنس الأبيض على مدار قرن ونصف القرن تقريبًا، ثم عاد العلم ينكرها ويتبرأ منها.

وشدد هشام عزمي، على أن العلم في الحقيقة متغير ليس معصومًا، متابعًا:  في جريدة الجارديان البريطانية كتب المحرر العلمي آدم رذرفورد Adam Rutherford مقالاً في أغسطس 2015 بعنوان (نحن نؤمن بالعلم .. حتى حد معين) أنكر فيه على الذين يقدسون الأوراق والبحوث المنشورة في المجلات العلمية المشهورة .

فالعلم لا يثبت على رأي ولا يستقر على قول، أو كما يقول فيلسوف العلوم الفيزيائي رودلف كارناب Rudolf Carnab: أكثر القوانين أساسية في علم الفيزياء تتغير من قرن لآخر. " 2 "

 

فمثلاً جرت عادة علماء الفيسيولوجي والأطباء على اعتبار هرمون الذكورة التيستوستيرون testosterone هو هرمون العنف والشراسة والهياج العصبي، لكن في دراسة أجرتها جامعة زيورخ عام 2009 ونشرتها مجلة ناتشر Nature في نفس العام ثبت أن هرمون التيستوستيرون يساعد على التفكير الموضوعي وحسن اتخاذ القرارات حتى أنهم صاروا يسمونه هرمون العدل والإنصاف ! " 3 "

وفي دراسة أخرى نشرتها مجلة ساينس Science سنة 2012 أن الجراثيم مفيدة للصحة  " 4 " ، وأن الإصابة بالأمراض الجرثومية في سن مبكرة تساعد على زيادة كفاءة المناعة والوقاية ضد أمراض الجهاز المناعي مثل الربو والحساسية " 5 "، وهذا طبعًا يناقض ما استقر علميًا على مدار قرون من كون الجراثيم ضارة بالصحة!

فهذان مثالان على أن العلم متغير لا يثبت على رأي ولا يستقر على قول، لكن المشكلة تكمن في أن علاقة الملحد بالعلم ليست علاقة عقلية نقدية تخضع العلم للنقد العقلي، لكنها في حقيقتها علاقة عاطفية روحانية تجعل العلم معبودًا وهاديًا وسراجًا منيرًا كلما دخل جحر ضب اتبعوه رغم أننا نعلم أنه ليس معصومًا ولا يهدي إلى الحق والصواب إلا أن يُهدى، فترى الموازين عند الملحد معكوسة، فهو يتبع العلم إتباعًا أعمى بروحانية عاطفية عجيبة وتقديس عجيب، وعند العلم تتلاشى عقليته العلمية الناقدة.

واختتم الباحث المتخصص في الرد على الملحدين قائلًا: لو أخضع الملحد النظريات العلمية التي يؤمن بها للعقلية النقدية المتشككة التي يتناول بها الأطروحات الدينية لما بقى له من العلم شيء

تعليقات