باحث إسلامي: "التطوّر" خديعة لتدمير شباب الأمة وجذبهم نحو الانحرافات الفكرية

  • د. شيماء عمارة
  • الأربعاء 08 ديسمبر 2021, 1:32 مساءً
  • 676
بحث في قوانين العقل الباطن

بحث في قوانين العقل الباطن

قال الباحث الإسلامي حماد عبد الجليل حسن، وهو باحث بمركز سلف للبحوث والدراسات، إنه لن يهدأ أعداء الإسلام، ولن تغمض عيونهم؛ حتى يروا الإسلام وقد ذهبت عنه هيبته، وانمحى أثره من النفوس؛ لذا نجدهم يتقلَّبون على جمر الغضى، ويشحذون عقولهم وفكرهم لاختراع الأساليب الماكرة التي في ظنَّهم ستحقق مآربهم.

 

وتابع: لكن هيهات هيهات، فهم كلَّما شقوا طريقًا للفساد، واعتقدوا أنَّهم وصلوا إلى النهاية، وشارفوا على حصد النتائج والثمار، يُفاجَؤون بأنَّ الطريق قد رُدم، وأُوصد دونهم، فيرتدُّون على أعقابهم خاسرين، {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا} [المائدة: 64].

 

وأشار حسن في مقال له، قد أعده تلخيصا لمجموعة من الأوراق العلمية المنشورة بالمركز سالف الذكر، أن أخطر ما تفتَّقت عنه أذهانهم الخبيثة هو الدخول على أبناء الإسلام بخديعة التجديد والتطوّر، وتنمية القدرات والأداء البشري، وتطوير الذات، وإكسابها القوَّة والثقة.

 

وأكمل:  فدخلو علينا بأسماء فخمة، وشعارات رنانة، مثل: “أيقظ قواك الخفيّة”، “قدراتك بلا حدود”، “قوة التفكير”، “اكتشاف الذات”، “أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك”، وأخيرًا: “قوة العقل الباطن”.

 

 وعن طريق هذا الأخير نشروا بين شباب المسلمين وثنيتهم في ثوب جديد، فجعلوا من هذا العقل الباطن إلهًا يُعبد من دون الله، فقدراته بلا حدود، قوة جبّارة في داخل الإنسان. يقول أحدهم: “عقلك الباطن لديه الحلّ لجميع المشاكل”، “عقلك الباطن يستطيع أن يشفيك”، “لا تعتقد في أشياء تسبّب لك الضرر أو الأذى، اعتقِد في سلطة وقوة عقلك الباطن”.

 

وهكذا بمثل هذه الشعارات الرنانة نشروا الشرك بين شباب المسلمين.

 

وأوضح الباحث، أن الانحرافات المترتبة على اعتقاد العقل الباطن كثيرة، منها على سبيل المثال، فلسفة العقل الباطن اللاواعي وقدراته المدعاة وتطبيقات التنفس ونحوها أمور وراءها معتقدات ملحدة خطيرة، ولا يمكن فصل التطبيق عن أصله.

 

وكثير ممن مارسوا تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية أصابتهم لوثة الفلسفة فيما بعد، بينما هم منشغلون ببعض النتائج الإيجابية التي يجدونها لحماسهم وبذلهم قصارى جهودهم في بداية تطبيقهم، فلا ينتبهون أنهم ينحرفون بعيدًا عن منهج العبودية، متبعين خطوات الشيطان التي نهوا عن تتبعها.

 

وأضاف أيضا، كل البرامج والفلسفات التي تدّعي معرفة حقيقة العقل وحقيقة نفس الإنسان بعيدًا عن هدى النبوات هي في جملتها ضلالات وإن تضمنت جوانب صحيحة. وأسماء الدورات المروج لها وقناعات مقدميها عن العقل اللاواعي (الباطن) تدل على الوقوع في لوثة هذه الضلالات.

 

فالدين يأمرنا بحفظ العقل، ويحذر من التلاعب به، ويعطي منهجًا للمحافظة عليه وإعماله فيما خلق من أجله، وهؤلاء يدعون لتغييره أو تغييبه، ويفسرونه على غير المعروف عند العقلاء قديما وحديثا؛ حتى صرنا نسمع عن تسخير العقل الباطن لتحقيق كلّ مستحيل ولتحقيق كلّ الخوارق: يقول في مقاله.

 

 

كما أشار إلى أن مصادر المعرفة عند أصحاب هذه المذاهب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمذاهب الباطنية، بل إن شئت قلت: هي إحياء للقول بوحدة الوجود، والقول بالحلول والاتحاد.

 

وقد يردون حصولها إلى النفس وما فيها من القوى، فيعتقدون بوجود ما يسمونه القوة القدسية التي يزعمون أنها طريق يُنال به العلم بلا تعلم، ويتبعها قوة تخيلية تخيل للإنسان ما يعقل في نفسه بحيث يرى أو يسمع في نفسه أصواتًا كما يراه النائم ويسمعه، ولا يكون لها وجود في الخارج.

 

وأكد حسن على أن فكرة الاعتماد على اللاوعي والعقل الباطن في إطار تلك الظواهر الفلسفية العلمانية، تمثل بابا واسعا للانحراف، فمصدر العلوم المطلقة هو الرب، ودعوى الأخذ عنه مباشرة دعوى باطنية قديمة، تتناقض مع عقيدة ختم النبوة وأصول التلقي. وهذا القول يتيح للإنسان علمًا غير محدود ومعرفة مطلقة، لا يقول بها من وحّد الله بربوبيته وبأسمائه وصفاته.

تعليقات