حوار.. رجاء حسين: الجمهور رأس مال الفنان.. وأناشد الدولة بالعودة للإنتاج

  • د. شيماء عمارة
  • الأربعاء 30 ديسمبر 2020, 8:13 مساءً
  • 1100
د.شيماء عمارة محررة جداريات والفنانة رجاء حسين

د.شيماء عمارة محررة جداريات والفنانة رجاء حسين

«بدأت مشوارها الفني منذ الصغر لتضع بصمتها بقوة في عالم الفن حتى أصبحت أعمالها خالدة في أذهان المشاهد المصري والعربي».. رحلة مليئة بالنجاحات والصعوبات والتحديات، عاشتها الفنانة رجاء حسين، التي التقاها جداريات لتكشف لنا كواليس تلك الرحلة.

ـ القراءة أكثر ما يفيد الفنان خلال مشواره

ـ الممثل الكبير يستطيع بفنه أن يبرز الدور مهما كان حجمه

ـ يوسف شاهين كان سابقا لعصره

ـ التمثيل كان حلمي منذ الصغر

ـ أرفض نموذج سي السيد في الحياة الاجتماعية

ـ المرأة هي العمود الفقري للمجتمع


عن بدايتها الفنية تقول رجاء حسين في حوارها لـ جداريات: بداياتي كانت منذ أن كنت تلميذة بالمدرسة، فقد شاركت بعمل مسرحي وأنا تلميذة، ولا أنكر أن العام الذي قضيته بمسرح الريحاني أفادني، وأضاف إلى موهبتي، لكن طبعا عملي في المسرح القومي هو انطلاق موهبتي الحقيقية والتي أصقلتها بالدراسة بمعهد الفنون المسرحية.

أما أكثر ما يفيد الفنان في مشواره الفني.. فترى: القراءة طبعا، فبها تتطور الموهبة والأداء وتتسع الأفق، فالكلمة هي ما تستطيعين أن تمتلكي به العالم، وأنا مازلت أقرأ حتى اليوم ولا أمل القراءة أبدا لكتاب جدد أو عباقرة الكتابة القدامى أمثال نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، وغيرهما.

ماهى أهم أعمالك؟

جميع أعمالي الفنية مهمة وأعشقها، فكلهم كأولادي لا أستطيع أن أفرق بينهم.. فأنا لم أقدم على عمل دون أن أكون راضية عنه تمام الرضا، والحمد لله لم يكن عندي أبدا ما أخجل منه أو أشعر به بعدم الرضا.

وأنا مثلت أدوارا صغيرة وكبيرة، ودائما أترك البصمة لأن عندي قناعة أنه لا يوجد دور صغير ودور كبير، إنما هناك ممثل صغير يهدم الدور.. وهناك ممثل كبير يستطيع بفنه أن يبرز الدور مهما كان حجمه.

ماهو العمل الذي شعرت فيه بصعوبة أو بإجهاد شديد؟

رغم التعب الذي نجده في عملنا إلا أنني لم أشعر بمرارة هذا التعب أبدا، فأنا محبة لعملي بكل تفاصيله، ودائما أسير بالمثل القائل "حب الشيء يحبك".

وأنا أحب عملي وأخلص فيه لذا يهون فيه كل تعب أو إجهاد، ولم يكن هدفي الشهرة بقدر تقديم محتوى جيد، ومن وجهة نظري أن من يبتغي الشهرة فقط من الفن فهذا سقوط ولن يدوم على القمة.

وكل هدفي في عملي المسرحي هو إرضاء الجمهور، حيث إن الجمهور هو رأس المال الحقيقي للفنان.

ما هي علاقتك بالراحل الكبير يوسف شاهين؟ وسر تصريحاتك عنه بالأنانية في العمل؟

علاقتي به كانت رائعة ومليئة بالتفاهم والاحترام، فأنا الفنانة الوحيدة التي عملت مع يوسف شاهين في 5 أفلام ويأتي ترتيبي طبعا بعد القدير محمود المليجي.

وتظهر أنانية يوسف شاهين في العمل، إذ إنه لم يكن يرضى أن ينشغل الممثل الذي يعمل معه بأي أدوار أخرى أو أية ارتباطات أخرى طالما أنه يعمل في فيلم له، فكان حريصا دوما على أن يخرج العمل الفني في أبهى صوره.

عدم استطاعتي أن استكمل العمل معه نظرا لارتباطي حينها بالمسلسلات ولم استطع أن أتخلى عن أدواري بها لأتفرغ للعمل في فيلم مع يوسف، أحببت العمل مع يوسف فقد كان سابقا لعصره مثقفا وكان يحترم رأي الجميع.

هل بداياتك كما هو مكتوب في بعض المواقع كانت الغناء؟

أنا لا أغني إنما في صغري كنت بفرح لقريبتي وكنت أغني مع الفتيات وشاهدني  بالصدفة الكاتب يوسف عوف ودعاني لبرنامج بالإذاعة خاص بالمواهب، تقدمت فعلا للبرنامج وتم قبولي بالفعل، ولكن والدي رفض وقال "شغل العوالم دا مش عايزه"، إلى جانب أنني لم أكن أحلم بالغناء إنما كان حلمي هو التمثيل فقط.

ما رأيك في دور مواقع التواصل الاجتماعي في تلميع بعض الشخصيات ووضعهم موضع النجوم؟

أنا لا أحب ذلك واعتبره إفلاسًا، ولا أحب "الموبايل"، لأنه أفسد الحياة الودودة التي كنا نعيشها فيما سبق واعتبره يمثل خطورة على مجتمعنا المصري.

هذه المواقع تصنع نجومية مزيفة بسبب أن كل شخص يأتي ببعض الأتباع الذين يصفقون له على تلك المنصات ليبرزوا صورته حتى وإن لم يكن فنانا حقيقيا، وللأسف هذا حال الكثيرين.

مَن مِن الفنانين الشباب تحبين أدواره؟

غادة عادل، منى زكي، أحمد السقا، ولا أذكر أحدا من جيل الشباب الجديد فللأسف السينما لم تصنع صف ثانٍ من الفنانين ولا المسرح ولا التليفزيون وبالتالي لا يعلق في ذهني اسم لأي ممثل من الجدد.

ما رأيك في عمليات التجميل التي يقوم بها الفنانين والفنانات؟

كل شخص حر فيما يفعل، لكن بالنسبة لي فأنا أحب الخلقة الشريفة التي أكرمني الله بها، وكل خط في وجهي دليل العمر الذي عشته بحلوه ومره، فتلك الخطوط هي مجموع حياتي.

أنا أحب الريشة الربانية التي رسم بها ملامحي وخطوط وجهي، فالله هو القدير الذي يخلق الأشياء في أفضل صورها، الله هو المصور ولا يستطيع أفضل رسام في العالم أن يصنع خطا واحدا قد رسمه الله لنا في أنفسنا أو في مجمل خلقه في السموات والأرض.

الله هو الذي خلق الجميلات ورسمهم بمنتهى الدقة كمارلين مونرو، هند رستم، الممثلة الرائعة بيتي ديفيس، ماجدة وغيرهن الكثيرات، ولم يخضعن للتجميل خلال فترات تألقهن ونجوميتهن، ومن الرجال أنور وجدي، عمر الشريف، كلارك جيبل، أنطوني كوين معشوق السينما العالمية، كل هؤلاء صنع الله.

هل ترين أن صورة الست أمينة زوجة سي السيد هو النموذج الأمثل للزوجة؟

لا أظن تصلح مع تطور المجتمع، ولكن تربينا على الاحترام بين الأب والأم وأن يظل الخلاف بين الرجل وزوجته بعيدا عن أعين الناس أو أعين أبنائهم، لكنني أرفض تماما نموذج سي السيد، فلا يليق بنا أن يكون الرجل حرا يفعل ما يشاء من كل الرزايا ثم يحرم أصغر الحقوق على زوجته، فهذا انتهاك لحقوق المرأة، وأنا اعتبر المرأة هي العمود الفقري للمجتمع، فهي المربية والمعلمة والمدرسة الأولى للأبناء.

الرجل بالطبع له احترامه، ولا أرضى أن تتعدى المرأة على الرجل أو على كرامته وروجولته، ولكن أيضا لا أرضى بنموذج سي السيد الذي كان يقهر المرأة ويظلمها ويهينها، التفاهم والاحترام بين الطرفين دائما هو الحل الأفضل، والله شرع لنا الطلاق في حالة استحالة العشرة ولا داعي لقهر أحدهما للآخر.

ما هي أفضل التكريمات التي حصلت عليها في مسيرتك الفنية؟

أنا والحمدلله تم تكريمي على كل دور قمت به، فلم أمثل دورًا إلا وأخذت عليه جائزة أو تكريما وأفخر بهم جميعا وأحبهم.. لكن مشكلتي الكبرى هي فيما بعد التكريم، ففي كل مرة يتم تكريمي أفكر مليا فيما إذا كنت سأقوم بدور جديد يرشحني للتكريم أيضا أم لا.. فيكون همي أكبر في اختيار ما هو قادم.

بما أنك شاركت بالعديد من السهرات التليفزيونية، كيف ترين اختفاء مثل هذه الوجبات الدرامية الدسمة المميزة؟

عزوف الدولة عن الإنتاج هو المشكلة الكبرى التي أثرت في نوعية وجودة الأعمال المقدمة، قديما كان كل شيء يخص الدولة وإنتاج الدولة والتليفزيون المصري، الآن القنوات الفضائية التي لا نعرف أصحابها والمنتجين الذين سيطروا على السوق هم الذين يتحكمون الآن فيما يقدم للمشاهد، بالتالي اختفت أمور كثيرة كانت لها قيمة فنية كبيرة، لذا أناشد الدولة بالعودة للإنتاج مرة أخرى والرقابة على الأعمال الفنية لانتقاء ما يمكن تقديمه وإدخاله على بيوتنا وأسرنا.

ما سر غيابك عن الأضواء؟

عدم وجود الدور المناسب الذي يضيف لمشواري الفني، فأنا مررت بفترة صعبة بعد وفاة ابني وتوقفت بعض الشيء عن العمل حينها، إنما بعدها عدت مرة أخرى للحياة وأقبلت على العمل، وفي انتظار دور أقتنع به وأرضى عنه ويكون فعلا إضافة جديدة لمسيرتي.

يذكر أن رجاء حسين، من مواليد القاهرة، لكنها عاشت طفولتها بطنطا نظرا لعمل والدها، وهناك نشأت، وبدأت مشوارها الفني.

من أبرز أعمالها الدرامية: الشهد والدموع، المال والبنون، رحلة السيد أبو العلا البشري، زيزينيا وغيرها.

تعليقات