الحلقة الخامسة من تلخيص "كيف ترد الشبهات بالحوار العقلي"؟

  • وسيم الزاهد
  • الجمعة 04 ديسمبر 2020, 2:41 مساءً
  • 466
الكتاب الجاري تلخيصه

الكتاب الجاري تلخيصه

في قولك أن هناك حلولا لأى شبهة حتى لو لم أصل إليها أنا كباحث شاب, ولكن كيف أفرق بين الإقتناع الحيادى وبين الهوى إذا رفضت كل تفسيرات من حولى؟

أجاب الكاتب :

الفارق بسيط للغاية ــ رغم دقته ــ فالذى يبحث بنية البحث العلمى لكن قلبه مطمئن بالإيمان, ستجده يقبل الحق فور ظهوره له أو يصل إليه بنفسه لو كانت الشبهة جديدة وليس لها حل معاصر, مع أن هذا الأمر صعب للغاية لأن كتب الرد على الشبهات احتوت أساسيات الحلول لكل شبهة تخطر على بالك, والباحث عن الحق بصدق حتما سيصل فهذا وعد الله لنا فى قوله تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ويقول أيضا ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )، أما صاحب الهوى, فهو نفسه سيدرك فى نفسه أن هذا الحديث أو غيره يمثل له عقبة أمام شهوة يريدها, فهنا الأمر يختلف فهو ليس باحثا حياديا عن صحة حديث لم يستوعبه, بل هو باحث عن غرض معين يريد أن يوجد له طريقة شرعية وبالتالى سيرفض أى تفسير للحديث يعارض هذه الرغبة, وهذا هو الهوى المفضي للباطل.

وبالعموم ..

لابد للمسلم أن ينظر أين يقف, وهذه الطريقة تصلح لكل العوام ممن لا يستطيعون الخوض فى البحث العلمى, فأنت إن رأيت نفسك تقف على أرض واحدة مع أصحاب البدع أو أصحاب الإلحاد فى مواجهة ما أجمع عليه علماء المسلمين, فلابد لك عندئذ من أن تراجع موقفك سريعا لأنك تعلم بالضرورة أن جانب العلمانيين له أغراضه المعروفة, وهذا يفيدك بجانب الحق حتى لو لم تعلم يقينا حل الشبهة التى تحيرك.

وكمثال, إذا كنت باحثا متأولا ونيتك حسنة ولكنك كتبت فكرة أو دعوت بدعوى وجدت فيها احتفاء وترحيبا كبيرا من إسرائيل أو الغرب, وعداء شديدا من بنى وطنك , فهنا لابد أن تشك فيما تعتقد حتى لو كنت مقتنعا بنواياك الحسنة لأنك تثق بحقيقة هامة راسخة وهى أن إسرائيل والغرب لن يؤيدوا مصريا أو مسلما فى شيئ يخدم إسلامه أو وطنه.

تساءل الشاب :

نعم أعتقد أنها علامة صالحة فى شأن العلمانيين وأصحاب دعاوى التغريب لكن هل هناك علامة توضح الحق من بين الدعاة التيارات الإسلامية فى القضايا العامة ؟!

قال الكاتب :

نعم .. هناك علامات قد تحسم لك الطريق دون أن تتكلف دراسة التفصيل العلمى , ولكن ينبغي لك أن تعلم أن هذه العلامات لن تفيدك لو أنك عالجت الأمور من منظور الحب والكره, فلابد من تجهيز نفسك لقبول الحق حتى لو كان ضد من تحبهم , والمشكلة الكبري التى نقع فيها دائما أننا نحاول أن نتخذ جانب من نثق بهم حتى لو كان الخطأ منهم ظاهرا, مع أن اعترافنا بخطئهم نقطة لصالحنا وليست ضدنا, لأنه دليل على صحة منهجنا وهو منهج علماء المسلمين فى التماس العذر لأى عالم صاحب فضل يخطئ فى اجتهاده.

يتبع حلقات أخرى إن شاء الله 

تعليقات