رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

شاهد.. صحفي ملحد أسترالي يكشف حقيقة الإلحاد الاجتثاثي!

  • أحمد عبد الله
  • السبت 12 سبتمبر 2020, 04:15 صباحا
  • 685
سي جي ويرليمان

سي جي ويرليمان

بين أيدينا كتاب مهم، ترجمه مركز دلائل، بهذا العنوان: «مهددات الإلحاد الجديد، صعود التطرف العلماني»، بقلم سي جي ويرليمان.


في هذا الكتاب يوجه الكاتب الأسترالي والصحافي الملحد اللاديني ومذيع برنامج «جسم غريب» ويرليمان الانتقاد إلى الإلحاد الجديد الاجتثاثي والخطير وإلى مروجيه وأتباعه.

ويستشهد بحادثة مصرع ثلاثة طلاب مسلمين بيد يميني متطرف، معبراً عن صدمته عندما علم أن القاتل قال: «أنا ملحد». وكان رأي الكاتب من قبل أن فكرة ارتكاب جريمة كراهية بدافع إلحادي: تفاهة لا معنى لها: «لذلك كنت غريزياً أشعر بوجود دوافع أخرى للقاتل أكثر من كونه ملحداً».

لكنه بعد زيارته صفحة القاتل (المدعو هيكس) توصل إلى أن الأمر أكثر شرّانية، ووصف السفاح بأنه «محارب للألوهية»، وذكر أنه من المهم تمييز هذا الوصف الأخير من الإلحاد.

ويقول عن كتابه هذا: إنه بمثابة نداء للملحدين ليستنكروا صنيع المتطرفين في صفوفهم، وهو يقصد «الملحدين الجدد» وتهديدهم المتنامي والخبيث، حسب وصفه.

ويذكر في مطلع مقدمته تعريفه الإلحاد الجديد، وهو: الإلحاد التبشيري، وهو: حركة معادية تدعو إلى عدم التسامح مع الدين ومواجهته وانتقاده، وتعُدّ الدينَ أصل الشرور، وأنه عقبة في تحقيق الكمال البشري ويوتوبيا الحضارة الغربية، ويصف ويرليمان الملحد هذا الاعتقاد بأنه «اعتقاد مخادع بلا شك».

ويشير إلى أن الملحدين الجدد غالباً ما يكونون من البيض، ومن الطبقة الوسطى، وغير قادرين على تقدير قيمة الاختلاف، بل يعارضون بشكل أساسي فكرة إمكانية أن يلهم الدين الناس للقيام بالأشياء الخيّرة.

ويضيف: «كنت ملحداً جديداً، لكنني لم أعد كذلك، إنني الآن ملحد من الطراز القديم».

ويذكر ويرليمان أن الإيمان لم يكن أبداً جزءاً من حياته من قبل، وأنه لم يشعر بأن له أي أهمية بالنسبة إليه. بل قد كان يميل إلى عدم المبالاة، ويسرد قصة انتقاله هو وأسرته من أستراليا إلى جزيرة بالي في إندونيسيا، التي وصفها بالجزيرة الشاعرية. ويصور الحادثة المروعة التي واجهها، ويقول: في ليلة الثاني من شهر أكتوبر العام 2005م سيتحطم وهم يوتوبيا، وهم الجزيرة المثالية الذي كنت أعيشه.

لقد كان ويرليمان وأسرته وأصدقاؤه بالقرب من الهجوم الإرهابي العام 2002م على نادي ساري الليلي في بالي، الذي قضى فيه 220 شخصاً. ووصف موقع التفجير بثلاث كلمات فقط: رعب، وهرج، وارتباك.

ويقول: بقيت في الأيام والأسابيع والشهور التي أعقبتها مغموراً تماماً بأهوال ذلك اليوم. وصرت منذ ذلك اليوم على قناعة تامة بأن سبب ذلك: النصوص الدينية. وبشكل مماثل اعتقدت أيضاً أن النصوص الدينية هي التي سببت هجمات الحادي عشر من سبتمبر!

ويروي شطراً من ذكريات تعصبه الإلحادي الجديد: «قررت مسلّحاً بالبحث تأليف أول كتاب لي، وسميته «الإله يكرهك، فلتقابله بالكره»! ويتكلم هذا الكتاب عن كل فصل من فصول الكتاب المقدس بطريقة تبيِّن كيف أنه «متسلط، وغريب الأطوار، ومتنمر ومنتقم».

ويبيّن أنه منذ انتقاله النهائي من إندونيسيا إلى أميركا شارك في عدد من المؤتمرات الإلحادية الكبيرة، وفي العام 2013م دُعيَ كمتحدث رئيس في المؤتمر السنوي لمنظمة الاتحاد الأميركي للملحدين، لكنه حصل في المؤتمر شيء جديد أيضاً، وهذا الأمر علق في ذهنه بشكل خاص، وكان خطوة في طريق تراجعه عن موقفه المتعصب، يقول:

«بعد أن ألقيت خطابي اقتربت مني سيدة في السبعين من عمرها على ما أعتقد. وفاتحتني بالكلام، وقالت: شكراً لك على خطابك، لقد سافرت كل هذه المسافة من كارولينا لأسمعك تتحدث عن كتابك (الدين يكرهك، فلتقابله بالكره) وكتابك هو الذي حوّلني من المسيحية إلى الإلحاد»، وأشارت إلى أن كل أسرتها بمن فيهم أطفالها سيتخلون عنها إذا علموا بإلحادها.

صُدم الكاتب بهذا الأمر، فبالمقارنة مع أميركا فإن معظم مَن في أستراليا لا يبالون بالدين أو عدمه، ويُعدّ فيهم شيئاً ليس له تأثير في الحياة اليومية للأستراليين، ثم تدرج به الأمر بعد هذه الصدمة إلى التخلي شيئاً فشيئاً عن تطرفه الإلحادي.

ويضيف: إن الملحدين الجدد لا يدْعون علانية وبشكل بارز إلى القضاء على المتدينين، لكن كثيراً منهم اقتربوا من ذلك بشكل متعمّد، ويستدل على ذلك بقول هيتشينز: «أعتقد بأنه يجب أن يُقهر أعداء الحضارة ويُهزموا ويُقتلوا».

1
2

تعليقات