بخلاف الفلسفة والطب.. ماذا تعرف عن ابن سينا اللغوي؟

  • جداريات 2
  • الأحد 21 يونيو 2020, 11:41 صباحا
  • 823
ابن سينا

ابن سينا

ما يعلمه الكثيرون عن ابن سينا هو اشتغاله بالطب والفلسفة، ويعلم قليلون جهوده اللغوية، ومنها كتاب حدوث الحروف الذي يصف ويشرح فيه طريقة نطق الحروف من جهاز النطق وأسباب هذا الحدوث بتفصيل دقيق، فكان الكتاب لبنة في علوم اللغة الحديثة، خاصة الصوتيات.

الكتاب ؤسالة تقع في 6 فصول كالتالي:

الفصل الأول: في سبب حدوث الصوت

الفصل الثاني: في سبب حدوث الحروف

الفصل الثالث: في تشريح الحنجرة واللسان

الفصل الرابع: في الأسباب الجزئية لحرف حرف من الحروف

الفصل الخامس: في الحروف الشبيهة بهذه الحروف

الفصل السادس: في أن هذه الحروف قد تسمع من حركات غير نطقية

يقول الدكتور شاكر الفحام في تقديم لكتاب حدوث الحروف لابن سيناء بتحقيق محمد حسان الطيان ويحيى مير علم: إن هذه المعالجة لا يقوى عليها وينهض بها إلا من استجمعت له وتلاقت لديه علوم عدة أتقنها وتمكن منها، مثل علوم اللغة والنحو والتجويد التي تعين على تحديد مخارج الحروف، ومثل علم الفيزياء الذي يحدد أسباب حدوث الصوت ومساره وشدته، ومثل علم التشريح الذي يصف أداة النطق: الحلق وأجزاء من الحنجرة واللسان وما يتصل بهما، وكان ابن سينا المؤهل القادر في عصره للقيام بكل هذه الأعباء.



 وابن سينا هو «أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا»، الملقب بالشيخ الرئيس، ولد بالقرب من بخارى عام ٣٧٠ﻫ/٩٨٠م، أكمل حفظ القرآن وهو دون العاشرة، واهتم بالعلوم والفلسفة إلى جانب اهتمامه بالحديث والفقه والأدب، ارتحل إلى بخارى والتحق ببلاط السلطان نوح بن منصور الساماني للقيام بالمهام المالية، وكانت لحظته الفارقة عندما عالج السلطان من مرض أعجز أطباء عصره، ففتحت مكتبة السلطان لابن سينا لينهل منها ما يشاء. زادت معارفه وأصبح مقصد العلماء ليتتلمذوا على يديه؛ فقد كان أعجوبة عصره، وارتحل إلى همدان وصار وزيرًا للأمير شمس الدولة البويهي، وبعد وفاة الأخير رحل ابن سينا إلى أصفهان في رعاية أميرها علاء الدولة، ومع زيادة شهرته والتجديد الذي حملته بعض أفكاره الفلسفية زاد معارضوه، حتى كان ذلك سببًا في وفاته.

كان ابن سينا عالمًا وفيلسوفًا وطبيبًا وشاعرًا، وعرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام، له ينسب الفضل في العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، ففي الطب استغل العدوى لكشف بعض الأمراض المعدية، ودرس الاضطرابات العصبية والعوامل النفسية وتأثيرها على وظائف الجسم، ووضع أسس الفحص الطبي المعروفة الآن، وبرع في الجراحة، وغير المنظور التقليدي لجراحات العين واستئصال الأورام، ويعد كتابه الأشهر «القانون في الطب» خير دليل على براعته؛ فقد ترجم إلى لغات العالم واستمر تدريسه في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر.

 وبخلاف الطب والعقاقير فقد نبغ في علوم النبات وذكر خواصها، وفي الفيزياء مهد لعلم الديناميكا الحديثة، وكانت أكثر كتاباته في الفلسفة، مقربًا فيها آراء الفلاسفة إلى المنظور الإسلامي، وأضاف إلى علم الفلك وأثراه بالعديد من النظريات والآلات التي لم يسبقه إليها أحد، وكتب الشعر ونظر للموسيقى وغيرها من العلوم.

اعتل جسده، ويقال إنه تعرض لمحاولات عديدة لقتله بالسم، وإن وفاته كانت بسبب هذه المحاولات، وكانت وفاته في سن الثامنة والخمسين من عمره عام ١٠٣٧م في همدان.

تعليقات