إضاءة نقدية لرواية (أوزور) بقلم الكاتبة دينا العزة

  • جداريات Ahmed
  • الأحد 14 يونيو 2020, 01:10 صباحا
  • 753
الأديبة الأردنية دينا العزة

الأديبة الأردنية دينا العزة

للوهلة الأولى من اسم الرواية (أوزور) للروائي )محمد إدريس أبو الهيجاء( تعتقد أنه اسم يعود لأحد الأشخاص و الذي يدل أيضاً على أنه اسم غير عربي

اللقطة البصرية لعنوان الرواية يثيرُ لديك الفضول في معرفة ما تحتوي تحت هذه الحروف الغريبة .
عندما تبدأ بفحص السطور ينتابك الشغف للإكمال ، التشويق الذي يسحب القاريء من حالة الملل و التصفح إلى التأهب الجيد للحدث ومنه للمخرج بعد عقدة محبوكة، ببراعة قناص ماهر ،، الكاتب أبو الهيجا يقتنص انتباه القاريء باستعراض الشخصيات ،، الأماكن ،، والزمن
سلاسة العرض واللغة السهلة ظاهرياً عميقة المعنى ،، دلالاتها التي تنير عقل المُتلقي
يذهب تعقيد النص في حال تكاثفت الصور ،، الخيال ،، البيان والبلاغة ليلقيك بين حقول الفنتازيا التي تشعل الحبكة وتجذبك لحصاد النهاية دون تردد .
حاول الروائيّ هنا خلط الروح بالمكان و الزمان ،، قيدها جيداً بالأسماء المنتقاة للشخوص والتي تتنقل بجدارة في تفعيل المشهد بطريقة عالمية
استطاع أ. أبو الهيجاء السيطرة دون الإخلال بينهم ولو سهوّاً مما يدل على التركيز و (التكنيك) العالي بعدم الغفوة أو إيجاد ثغرة تهدم بنائه السردي أو الحواري .
عرض الكاتب معارك نفسية تدور بين الشخصيات وخلطها بالخطيئة والجهل الذي يدفعهم للتعامل مع حل مشاكلهم بالشعوذة .
تدك شراسة الحدث مخيلة القاريء حيث تدق طبول الإنتقام واللعنات والشرود الفكري والخوف من غد الذي أطبق بكوابيسه على نفسية بطلة الرواية ، وكيف أنّ يجري الشيطان مجرى الوريد ذات غفلة إيمانيه وقد وصل للتزاوج مع الشيطان
حينها يسقط قناع الإرادة والإنزياح الإنحرافي لاحتضان السحر وتقبله دون أدنى خوف من العاقبة في تلك اللحظات مقابل تحقيق ما يدور بدواخل الشخصيات وتحديداً بطلة الرواية.
تعمد أيضاً الكاتب تصعيد وإشعال الفنتازيا بذكاء وسحب الحدث بسلاسة وحرفيّة مدروسة رغم صعوبة هذا النوع من الروايات
تصاعدية تنمية الشخصيات
ربط الذاكرة بالتقادم الزمني الحاضر والمستقبل ،،، فاستخدام علم الفلسفة وعلم النفس والدراما في هذه الرواية كأعمدة راسخة لبناء قوي يجعلك تدخل الصراع و تخرج منه بكل سلاسة رغم تعقيد الشخصية وقوة الحدث، هنا نعيش وكأنها سينما بشاشة كبيرة جداً رغم فضحها للأخطاء إلا إنها أظهرت الدّقة والبراعة ليُجبَر الجمهور على الوقوف والتصفيق نهاية وببصمة خاصة لا تنسىى لمدرسة الروائي أبو الهيجاء
نهاية من يريد أن يقرأ هذه الرواية سأضع له طبقاً لذيذاً ، شهي الرؤيا ، في قائمة الأسماء يسمى (أوزور) الذي يقصد به ذاك المارد المأمور من ظُلم الجحيم , هو وسيلة البقاء و المشاركة و الرعب الساكن في قلوب الأطفال ، من هذا المعنى براهين كبيرة لما سيبتلع القاريء من نكهات .

نبذة عن الروائي:
محمد إدريس أبو الهيجاء، ٢٧ عاماً ، أنهى دراسة هندسة الاتصالات , كما درس الإخراج المسرحي في معهد ( pput ) ، مؤلف سيناريو مسرح ، صاحب رواية حُب في محفظة فارغة إصدار عام ٢٠١٨ ، صاحب مشروع المئة كاتب لدعم الكُتّاب الصادر عنه عتبة الفراق بريد ١٥٦ يوماً ما ، مؤلف رواية (أوزور) لجزئها الأول الهجين من نوع الفنتازيا لعام ٢٠١٩ وحالياً يعمل على كتابة الجزء الثاني لها .

تعليقات