رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

الروائي رجب أبو سرية: الحظر الصحي لم يفرق معي.. وأدب المقاومة تراجع منذ السبعينيات

  • جداريات 2
  • الجمعة 15 مايو 2020, 10:23 مساءً
  • 1617
الروائي رجب أبو سرية

الروائي رجب أبو سرية

أكد الروائي الفلسطيني رجب أبو سرية أمر الحظر الصحي الحالي لم يفرق معه كثيرا وأنه وجد في الأمر فرصة لتجهيز أعماله الكاملة للطباعة، وهي في حدود عشرة مجلدات، لتكون جاهزة للنشر قريبا. 

وعن مجيئه إلى مصر في بدايات حياته قال أبو سرية: كنت شابا قرويا، قليل الخبرة والتجربة والثقافة، وكنت أحلم بمصر عبد الناصر وعبد الحليم حافظ، بلاد الفن والثقافة، لذا فقد تعرّفت سريعا على مثقفي السبعينيات من الشعراء والقاصّين، لكني لم "أغطس" في الوسط تماما, حيث كنت أحس أني بحاجة إلى أن استكشف وأتعرف على الحياة من الشارع أكثر لا من بين  حروف وفذكلات المثقفين, وعلى ذلك أظن بأني تعلمت من الناس كنه وجوهر الحياة, خاصة في المدينة بتفاصيلها وتحضرها, وأنا قبل مجيئي لمصر كنت خجولا فتعلمت الجرأة والشجاعة في كل شيء, في نفس الوقت لم أعرف في مصر إلا الوجه الجاد, الثقافي الملتزم, رغم أن الفترة كانت "فترة انفتاح", وحين عدت لم أكن أنا نفسي كما كنت قبل أن أعيش 4 سنوات في أرض الكنانة, وبعد أن أنهيت دراستي الجامعية في مصر, حياتي العملية فاعلا ثقافيا في رابطة الكتاب الأردنيين, حين كنت أقيم بالأردن, وبدأت اكتب للصحف عن الأغنية السياسية, حيث كنت مهتما بتلك الظاهرة, ذلك الاهتمام الذي تكرس لاحقا في أول كتب يصدر لي, فسرعان ما عرفني الوسط الثقافي والنخبة في الأردن. 


وحول أدب المقاومة أكد أبو سرية أنه تعرض لهبوط في المكانة والدور منذ عام 1972، حين تأسس الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين, كملحق بالقيادة السياسية, قيادة م ت ف, وبذلك تحوّل أدب المقاومة باتجاه أن يكون الأدب الفدائي, ملازما للثورة نعم, لكن ليس المبشر بها أو المبادر لها, كما كان حال أدب المقاومة, والملازم للسياسي لدرجة أنه ظهر مثقف الفصيل, ولأن الكتاب الفلسطينيين من جيليْ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي, عاشوا خارج الوسط الشعبي, ثم وبسبب من احتكاكهم بالمحيط العربي, أكثر من احتكاكهم بالعدو,  فقد كان أن ظهرت "ردود" شعرية خاصة على شعر المقاومة, بنظم قصيدة النثر, والشعر الذاتي, وما إلى ذلك, لكن بالمقابل بدأ أدب المقاومة يظهر بنسخة أخرى, من المناطق المحتلة عام 1967, حيث ظهرت سحر خليفة وعلي الخليلي وكثيرون من الأدباء, وظل هذا الحال, في ظل قيادة "تتبقرط" بشكل حثيث, فظل درويش والقاسم يستحوذان ويصران على أدب المقاومة المتحرر من حسابات السلطة, لكن لابد من ملاحظة أن التراجع _وأنا طبعا أوافقك بأن أدب المقاومة انكمش وتراجع في تأثيره وحضوره_ لم يكن لسبب ذاتي فقط, ولم يكن فلسطينيا وحسب, ففي عصر النظام العالمي الأمريكي, باتت حركات التحرر بلا سند كوني, لكن المقاومة, ومنها انتفاضة الحجارة_مثلا_ التي أثرّت في الأدب العربي كله, تنتج أدب مقاومة لكن بشكل متقطع, وبأنماط مختلفة عن ذي قبل.


تعليقات