فلنلحد جميعا في الصباح الباكر!

  • جداريات Ahmed
  • السبت 25 يناير 2020, 1:41 مساءً
  • 2314
احمد بدر نصار صحفي وروائي

احمد بدر نصار صحفي وروائي

كل تخوفي أن هؤلاء الملحدين ، يعبثون وينثرون أفكارهم الخبيثة في وقت ضعف غير مسبوق لأمتنا ، ويلعبون على وتر أننا أمة لا تقرأ ، ومن يتصفح صفحاتهم الهشة والتي يحاولون أن يثبتوا أن كل كوارثنا ليس لها علاقة بتدهور التعليم والأخلاق وتوحش الفساد عبر عقود ، والضمائر التي تغرق وتسبح في نهر الفساد بلا خجل، فراحوا يضعون كوارثنا كلها على الدين وهو برئ من كل ما نحن فيه ، وأن كان هناك من يمثلون ويسيئون إليه.. فكانوا شهود زور ضد دين الفطرة الحق، ولكن ليس مبرر أن نتهم الدين ذاته بأنه أصل كوارثنا ، مثل رجل صالح أنجب عشرة من الأولاد فخرج منهم ولد عن طريق الصلاح وبات فاسدا فراح الناس يسيئون للرجل لأن أنجب ولدا فاسدا وتعمدوا أن ينسوا الرجل الصالح وأولاده التسعة الباقيين .

وأدهش أن هؤلاء الملحدين يتفاخرون بتقدم وازدهار أوروبا ، ودائما ينسون أن معظم دول أوروبا لاسيما الدول الأكثر تقدما ورفاهية الآن ، قاموا على قتل الملايين من الأفارقة ، قاموا على موارد الدول الفقيرة التي نهبوا ثرواتهم ، ومازالوا ينهبون ثرواتهم ، وأكرر ما قاله الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك " بدون إفريقيا تنزلق فرنسا للعالم الثالث" ، نسوا أن هارون الرشيد عندما أهدى أحد ملوك أوربا ساعة ظن أنها جن ، ولكم أن تسألوا دائرة المعارف اليهودية عن عظمة الحضارة الإسلامية والعربية في الأندلس وكيف كانت شمس العرب والإسلام تضئ مشارق الأرض ومغاربها ، أسألوا الغرب عن الخوارزمي والذي بدون ما صنع أجهزة الهواتف المحمولة والكمبيوتر ، أسالوا الجامعات الأورببية عن سر وضع تماثيل علماء عرب ومسلمين في حرمها ، ولكم أن تسألوا عن توماس كارليل صاحب كتاب "الأبطال"عن كلمته التي قال فيها نصا : لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر، أن يصغي إلى من يظن أن دين الإسلام كذب، وأن محمدا خداع مزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها الملايين فائقة الحصر والإحصاء كذبة وخدعة؟  

ولكم أن تسألوا عن ما قاله المفكر اليهودي "فرانز روزنتال "يعد ترعرع الحضارة الإسلامية من أكثر الموضوعات استحقاقًا للتأمل والدراسة في التاريخ؛ ذلك أن السرعة المذهلة التي تم بها تشكل هذه الحضارة أمر يستحق التأمل العميق، وهي ظاهرة عجيبة جدًّا في تاريخ نشوء الحضارة، ويمكن تسميتها بـ" الحضارة المعجزة" كونها تأسست وتشكلت وأخذت شكلها النهائي بشكل سريع جدا، ووقت قصير جدا.

   أيها الملحدون كفاكم سخافة وحماقة وسخرية من الأديان ، وإنكار وجود الله بحجج لا يصدقها عقل طفل لم يبلغ بعد، وإذا كنتم صادقين وأن الدين هو سبب مشاكلنا وكوارثنا في كل المجالات ، فلنلحد جميعا في الصباح الباكر ، ولكن السؤال هل تعتقدون لو ألحادنا سنصير مثل أوروبا في تقدمها ،  هل تركتم كل الفساد وأمسكتم بشماعة الدين ، الدين الذي يدعون للحب والسلام والتعاون على البر والتقوى ، أين عقولكم أين قلوبكم؟ ، ولكن سبحانه وتعالي يهدي من يشاء ويضل من يشاء .

تعليقات