حوار.. السيد حسن لجداريات: البساطة لا تناقض العمق وإصلاح الثقافة يبدأ بالتعليم

  • حاتم السروي
  • الأحد 09 يونيو 2019, 5:42 مساءً
  • 960
الشاعر السيد حسن مدير عام البرامج الثقافية بالإذاعة المصرية

الشاعر السيد حسن مدير عام البرامج الثقافية بالإذاعة المصرية

السيد حسن لـ جداريات: البساطة لا تناقض العمق وإصلاح الثقافة يبدأ بالتعليم


-       حين قرأت لـ "منيف" أدركت أن أفق الكتابة أرحب مما نظن.

-       أهم القيم في إبداعي حرية الإنسان وارتقاءه فوق الصغائر

-       عملي الإذاعي جعل قصيدتي تتماس مع جميع الفئات

-       أخلصت للشعر وحده لأنني شاعر في المقام الأول

-        لم ألهث خلف صرعات الإبداع وشعري يكتب نفسه

منذ عام 1988 يعمل الشاعر السيد حسن بالإعلام الثقافي ويقدم برامجه في الإذاعة المصرية بصوت إذاعي تستحسنه الأذن ويستعذبه الفكر حيث مخارج الألفاظ الواضحة مع عمق المادة الثقافية يقدمان للمستمع وجبة تثقيفية مشبعة وهو الآن مدير عام البرامج الثقافية بالإذاعة وعضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب ورئيس لجنة حماية اللغة العربية به وله عمود أسبوعي بجريدة المشهد بعنوان " إيقاع مختلف " وهو يحب الإجابات المختصرة ويؤمن بمقولة " خير الكلام ما قل ودل " لذلك كانت إجاباته على قدر الأسئلة وكان معه هذا الحوار...

-       باعتبارك أحد المسئولين عن الإعلام الثقافي كيف ترى مستقبل الثقافة في مصر؟

أرى أن مستقبل الثقافة في مصر يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى استقامة منظومة التعليم من ناحية والمنظومة القيمية من ناحية أخرى، فإذا أفلحنا في ضبط هاتين المنظوتين، فإن الثقافة ستكون بعافية، لكن إذا لم يتم ضبطهما فالأمر سيكون صعباً للغاية.

-       حدثنا عنك وعمَّن أثروا فيك وكيف اتجهت للمجال الثقافي مع أنه في الواقع غير مربح؟

أنا واحدٌ من عشاق الأدب، دخلت إلى الرواية عبر بوابة توفيق الحكيم وسبحت طويلا فى بحار نجيب محفوظ وأدهشنى فتحى غانم وظل لعبد الحكيم قاسم مساحة خاصة وحين قرأت عبد الرحمن منيف أدركت أن أفق الكتابة أرحب مما نظن، ودخلت إلى الشعر عبر عذوبة إيليا أبى ماضى ومثاليته وتوقفت طويلاً أمام عنفوان محمود حسن إسماعيل، وتأملت قصيدة شوقى، وسحرتنى حياة أبي فراس وشعره، وطبعا كان المتنبي حاضرا دائما، ثم كان التفاعل مع قصيدة السياب وأمل دنقل ومحمود درويش، وأذهلني مسرح صلاح عبد الصبور. وظل يوسف إدريس ومحمد المخزنجي أبرز علامات القصة بالنسبة لي أما اتجاهي للمجال الثقافي فلم يكن اختيارا بل حتمية إنسانية.

-       ما هي أهم القيم التي عملت على الدعوة إليها والتأكيد عليها في إبداعاتك؟

أهم القيم لتي تبنتها قصيدتي الدعوة إلى الحرية الإنسانية، وارتقاء الإنسان بذاته فوق الصغائر وتحقيق أبعد نقطة من الارتقاء الإنساني رغم كل ما يواجهه من عقبات .

-       ما هي الفئة التي استهدفتها في أعمالك الإبداعية؟

ليست هنك فئة بذاتها استهدفها في إبداعي، لكننى من المؤمنين بأن اتساق الإنسان مع ذاته و كتابة إبداع يشبهه يفتح الباب أمام هذا الإبداع ليصل إلى الجميع، وأن البساطة لا تناقض العمق، وأحسب أن عملى الإذاعي قد عمق هذه السمة في إبداعي فجاءت قصيدتى مهيأةً للتماس مع جميع الفئات عمريا وثقافياً.

-       كيف ننهض باللغة العربية من وجهة نظرك؟

 لكي ننهض باللغة العربية لابد أن نؤمن بأهمية النهوض بها إيماناً حقيقياً ، ساعتها سوف نكتشف أن كل السبل والوسائل متاحة تمامًا، المشكلة ليست مشكلة قدرة بل مشكلة إرادة.

-       منذ متى بدأت القراءة وما هي الكتب التي تميل إلى قراءتها؟

بدأت القراءة مبكراً جدا، وأقرأ في كل ميادين الإبداع، وكانت قراءة الرواية والمسرح العربى والعالمى تحتل مساحة كبيرة على خريطة قراءاتي، ولم تزل.

-       نعرفك باعتبارك شاعراً فهل كتبت القصة القصيرة؟

كتبت عدداً قليلاً من القصص القصيرة في المرحلة الجامعية، ولم أتجه لكتابة القصة لأنى أؤمن بأننى شاعر فى المقام الأول، ولا أجعل الأشكال الأخرى للكتابة تزاحم الشعر إلا فيما ندر، لكنني أحب القراءة لبعض كتاب القصة فبالإضافة إلى يوسف إدريس ومحمد المخزنجي توقفت أمام عدد من قصص بهاء طاهر، وهناك جيل شاب يحفر بإبداع مسارات جديدة في كتابة القصة

 – ما رأيك في أدب بعض الروائيين الذين لم يحظوا باهتمام نقدي كافي مث يوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله وعبد الحميد جودة السحار؟

يوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله وعبد الحميد جودة السحار أصحاب تجارب متميزة، على تفاوت في المستوى بينهم، بل وبين بعض أعمالهم والبعض الآخر، وربما كان محمد عبد الحليم عبد الله أقربهم إلى ذائقتي، وأعلاهم فنيا، وبالنسبة ليوسف السباعي، فإن "السقا مات" تقف في منطقة وبقية إنتاجه في منطقة مختلفة.

-       هل تحب سماع الطرب والموسيقى؟ ومن مِن المطربين تحب السماع لهم؟ وما رأيك في كلمات الأغاني حاليًا؟

سماع الأغنيات يمثل واحداً من أهم مصادر البهجة والتحليق واكتشاف بساتين الإنسانية في كياني، وأفضل السماع إلى أم كلثوم وليلى مراد ونجاة ومحمد عبد الوهاب، وفيروز وسعاد محمد وماجدة الرومي، وتعجبني أصالة علي الحجار وتفرد محمد منير ومصرية ريهام عبد الحكيم. أما عن كلمات الأغنيات في المرحلة الحالية فهي انعكاس للتشوه في المنظومة القيمية بشكل عام

-       هل تعتقد أن تاريخنا بحاجة إلى إعادة صياغة؟

أعتقد أن بناء الوعي وترسيخ قيمة العقل الناقد أهم كثيراً من إعادة صياغة التاريخ

-       من تحب من كتاب الدراما؟

فى الكتابة الدرامية فإني أعتقد أن أسامة أنور عكاشة يقف على القمة ذاتها التي يقف عليها نجيب محفوظ في الرواية، كان رحمه الله قادراً على تقديم معالجة فنية شيدة العمق والبساطة لأعقد قضايانا، وانظر مثلاً لمعالجته قضية الهوية المصرية في "أرابيسك" أو تشوه القيم والعشوائية الثقافية وفساد الذوق في "الراية البيضاء" أو التحولات في القيم الاجتماعية والسياسية التي مرت بها مصر على مدى القرن العشرين في "ليالي الحلمية"

-       من تحب من الفلاسفة والمفكرين ولماذا؟

 ليس هناك ميل إلى اتجاه فلسفي بذاته، وأحب دائماً مزج الفلسفي بالإبداعي، لكننى أتوقف باحترام أمام فولتير، وأتساءل عن مدى صدق مثالية هيجل، وأتعجب من كتابة الغزالي عن تهافت الفلاسفة، بينما أراه صاحب فلسفة خاصة، كما تعجبني الشجاعة الفكرية لابن رشد، وكثيراً ما أعيد قراءة أبي حيان التوحيدي، فضلاً عن الفلسفة السارية في رؤى المتصوفة كالحلاج والنفري وسواهما.

-       هل أنت راضٍ عن مشوارك الإبداعي؟

نعم أنا راضٍ تمام الرضا عن مشواري الإبداعي، ليس لأنني قدمت كل ما أريد تقديمه، ولكن لأنني أبداً لم أخن نفسي، فإبداعي يشبهني تماما هو يكتب نفسه بلا تكلف مني بحيث أستطيع أن أقول أنني لم ألهث أبداً خلف تيار نقدي أو صرعة إبداعية لأبرهن على ثقافتي أو معاصرتي أو حداثتي أو قدرتي على التجاوز.

-       حدثنا أخيراً عن أهم المبدعين الشباب الذين اكتشفتهم؟

الساحة ملأى بالمبدعين الشباب المتميزين، وأنا أتفاعل معهم، ولا أقول إني أكتشفهم، فإبداع الشاعر هو مكتشفه، وهو بوابته للدخول إلى العقول والقلوب.

-       وبعد كل هذه الأسئلة أخبارك إيه؟!

أهم أخباري الجديدة أنني أستعد لتسلم النسخ الأولى من ديواني الجديد "ملك ليس يفنى".


تعليقات