تدشين صالون "قضايا نقدية" بملتقى السرد العربي

  • معتز محسن
  • الجمعة 29 نوفمبر 2019, 8:43 مساءً
  • 997
تدشين صالون "قضايا" نقدية بملتقى السرد العربي

تدشين صالون "قضايا" نقدية بملتقى السرد العربي

دشن ملتقى السرد العربي، برئاسة الدكتور حسام عقل بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين، صالون "قضايا نقدية" لمؤسسه الباحث والشاعر عبد الحكيم عبدون، يناقش فيها أهم القضايا النقدية على الساحة الأدبية، ويعقد في الجمعة الأخيرة من كل شهر.

ناقش الصالون كتاب الدكتور عزوز إسماعيل أستاذ الأدب بالمعهد العالي للغات والترجمة بعنوان "الألم في الرواية" والذي جاءت فكرته عبر مقال كتبه بعنوان "أثر الألم في حياة عميد الأدب العربي" بجريدة الحوار الجزائرية في العام 2016 ، مُستنبطًا سر التألق الذي انتاب العميد طه حسين، من خلال سيرته الشهيرة "الأيام" والتي كتبها في العام 1926.

ركز "إسماعيل" على الكلمة المفتاحية لنبوغ العميد من خلال إعاقته وهذا ما ورد في كتابه "الألم في الرواية" بالتركيز على مشهد مهم في كتاب "الأيام" وهو يأكل العسل مع إخوته : "أما إخوته فقد ضحكوا منه ، وأما أمه فأجهشت بالبكاء وأما أبوه فقال ما تؤكل اللقمة هكذا يا بني وأما هو فلم يعرف كيف بات ليلتها".

من هنا ركز العميد على أن يبحث عن عظماء عانوا من نفس المشكلة كي يصير عظيمًا ، لا مستسلمًا للألم إلى جانب عرض كتاب "الألم في الرواية" لستين رواية وفي الطبعة الثانية ستضاف مائة رواية تعطي عصارة تجارب من تجرعوا الألم من أجل الخلود والبقاء على صفحات التاريخ.

يتكون الكتاب من ستة فصول منها : "ألم الأرض والغربة ، سجن الألم وألم السجن ، الألم الوجودي" مع الإستعانة بروايات تطبق لنظرية الألم بهذا الشكل العملي ، لاكتشاف مواطن جمالية جديدة في تلك الأعمال الروائية.

أشار الناقد الدكتور عايدي علي جمعة بأن "إسماعيل" اسم متحقق في الواقع النقدي المعاصر من خلال كتبه الكثيرة مع شهرته بالعتبات النصية كمشروع مسجل باسمه للدخول في عالم النص ، لأن العتبة النصية هي بؤرة دلالية في التعبير عن نص المبدع.

إلى جانب جذب العنوان للأنظار مدعمًا ما ورد في نصه من مميزات عديدة منها :"الحجم الكبير للروايات المعروضة ، التنوع في الروايات للجنسين ، التفاعل مع الإبداع الإنساني ، صحة اختيار الروايات لإنسانية الأحداث ، التتبع لظاهرة الألم في الروايات ، الأسلوب اللغوي أسلوب توصيلي يحرض عليها أصفياء العقول ، التواصل الفعال بين الكاتب وأصحاب الأعمال الإبداعية ، منهج الكتاب جمع بين النفسي والسيسيولوجي".

وختم "عايدي" بأن الكتاب أدبي في الأساس تأخذ منه جرعة أدبية جميلة رغم الألم ، فدراسة الألم يجب بالضرورة أن تتبع صيغة الألم في رسم تشكيلات معينة.

وأشار الدكتور حسام عقل بمدى إنتشار اسم "إسماعيل" في الوطن العربي لموازنته الذكية بين الموروث والمعاصر بحرفية عالية ، وهو يعد ممن ترهبنوا في العمل النقدي من خلال معايشته مع الألم كلمة السر في تفجير الطاقات الإبداعية لحاملي الألم.

أثار "إسماعيل" مساحات من الشجون عبر كتاب الغيطاني "يوميات قلب مفتوح" أثناءه إجراءه لعملية القلب ، وأوجاع نعمات البحيري في روايتها "يوميات امرأة مشعة" وهي تقاوم الموت بالكتابة مع إشارتها لنقطة التأزيم في الفقرة التي تقول : "في ذلك النهار لم أجد أحدًا أبكي على صدره فبكيت على صدري".

نجح "إسماعيل" في فصل "الألم الوجودي" بعرض التحليل الحقيقي لرواية "الطريق" لنجيب محفوظ والتي لها دلالة ميتافيزيقية ودينية عميقة لم يستوعبها أحد من قبل سوى لويس عوض.

الكتاب يحمل بعدين "بعد إنساني يؤكد على ضرورة إستكمال رحلة الحياة" و"إنتماء الكتاب للنقد التطبيقي عبر الاقتراب من النصوص" كما فعل محمد مندور ، شكري عياد ، الغنيمي هلال ، وعبد القادر القط.

بعد مناقشة الكتاب عُقدت أمسية شعرية غنائية وقصصية ترنم بها مبدعو تلك القوالب الفنية.




تعليقات