رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

ما المانع أن تكون الأخلاق نتاج دماغ أو مجتمع؟

  • أحمد حماد
  • الأحد 05 ديسمبر 2021, 9:36 مساءً
  • 490

قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في الرد على الملحدين، إن الدماغ يتكون من نفس المكونات المادية التي في العالم المادي بالضبط، فمهما تعقد الدماغ أو تعقدت التركيبات المادية فمجموع الأصفار لن ينتج إلا صفرًا، فإذا كانت المادة لا تعرف خيرًا ولا شرًا فالدماغ كذلك!


ووجه طلعت سؤلاً للملحد الذي بقول بهذا: كيف ظهر مفهوم الخير والشر إذا كان العالم المادي بأجمعه محايدًا أخلاقيًا، ولا يعرف خيرًا ولا شرًا؟ وما المانع الدماغي من إبادة أهل الأرض جميعًا؟ وما المانع الدماغي من إدخال الأعراق البشرية الأدنى أقفاص حيوانات؟ وأيضًا ما المانع الدماغي من إبادة المرضى والمعاقين والعجزة والأعراق الأدنى كما حصل في مشروع الانتخاب الطبيعي الذي قام به النازي -مشروع أكشن تي فور-؟([10])

 

وتابع طلعت، في كتابه "الإسلام والإلحاد وجها لوجه" هذه الأسئلة لا يملك الدماغ المادي جوابًا عنها بالتخطئة أو التصحيح، فالدماغ محايد تمامًا من الناحية الأخلاقية، لأنه يتركب من نفس ذرات الأرض، فلا علاقة بين الدماغ وبين الأخلاق لا من قريبٍ ولا من بعيد.

 

واستطرد: أما فكرة أن المجتمع منشأ الأخلاق فهذه فكرة غريبة، لأن الأخلاق تعني الإنسان كإنسان وليس المجتمع كمجتمع، ثم إنَّ المجتمع هو من نفس مكونات المادة، وبالتالي فمجموع الأصفار مرةً أخرى لن ينتج إلا صفرًا، فكيف أنتح المجتمع الأخلاق، وهي لا تنتمي للعالم المادي أصلاً؟

 

وأكمل: ثم لو صح هذا الكلام، واعتبرنا أن الأخلاق نتاج مجتمع، فهنا سيصبح النازي مُصيبًا في إبادة غيره لأن المجتمع يرى ذلك.

 

وتابع الباحث المتخصص في الرد على الملاحدة: فعندما قرَّر العالَم محاكمة النازي كان هذا القرار بناءًا على أن الأخلاق مطلقة وليست نتاج مجتمع، وإلا لما أمكنهم محاكمة النازي ولما استوعبوا أنه أخطأ ابتداءًا، فالأخلاق مستقلة عن المجتمع، فالصواب صواب عند المجتمع الصالح والمجتمع الفاسد، والخطأ خطأ عند المجتمع الصالح والمجتمع الفاسد، مشددًا على أن الأخلاق لها معنىً يتجاوز الدماغ والمجتمع.

تعليقات