حب آسيا لسيدنا موسى.. أنقذه من القتل

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 15 أغسطس 2019, 03:17 صباحا
  • 3418
لفظ الجلاله

لفظ الجلاله


من قصص الحب الرائعة التي يجب أن نقف أمامها كثيرا ووردت في القرآن الكريم هي قصة حب السيدة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون لسيدنا موسى وهو طفل رضيع ؛ وكيف وضع الله حبه في قلبها حتى أقنعت فرعون أن يتربى في قصره المنيف ، بعدما قرر أن يقتل كل الأبناء الذكور من بني إسرائيل بعد رأى فرعون في منامه كأن ناراً أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل ففزع لذلك ودعا الكهنة والسحرة فسألهم عن رؤياه فقالوا أنه يولد في بني إسرائيل غلام يكون على يده هلاكك وزوال ملكك وتبديل دينك فأمر فرعون بقتل كل طفل يولد في بني إسرائيل وجمع القوابل من أهل مملكته فقال لهن لا يسقط على أيديكن غلام من بني إسرائيل إلا قتل ولا جارية إلا تركت ووكل بهن فكن يفعلن ذلك وأسرع الموت في بني إسرائيل فدخل رؤوس القبط على فرعون فقالوا له إن الموت قد وقع في بني إسرائيل فتذبح صغارهم ويموت كبارهم فيوشك أن يقع العمل علينا فأمر فرعون أن يذبحوا سنة ويتركوا سنة فولد هارون في السنة التي لا يذبحون فيها فترك، وولد موسى في السنة التي يذبحون فيها فضاقت به أمه ذرعاً وأصابها الفزع والخوف على مقتل رضيعها فأوحى الله تعالى إليها ( أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ) "" طة:39" ففعلت به ذلك فتألم ضميرها شديداً ولكن رحمة ربنا كانت حاضرة فربط الله على قلب أم موسى( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) " القصص :10" فاطمئن قلبها وقالت لأخته تظل معه وتراقبه (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) " القصص:11" ويظل في النهر حتى يأتي عند ناحية قصر فرعون (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) " القصص:7-9" ووصل الطفل الرضيع الذي يشع نورا وجمالا الى يد أسيا امرأة فرعون فأحبته (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ) "طه :39-40" ومن رحمة ربنا أن جميع المرضعات يرفضهن الرضيع فتدخل أخته وتخبرهم بأن هناك أمراة ترضعه فتأتي بأمه لكى ترضعه أليس ذلك حبا ورحمة من الله ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) " القصص : 12-13"

وتعليقا على هذا الحب يقول الشيخ أمين الأنصاري صاحب برنامج هذا خلق الله أن الحب في القرآن أقوى من الحكم فكان  حب السيدة أسيا أقوى من حكم فرعون وجبروته واستطاعت بحبها لطفل الرضيع " سيدنا موسى " أن تحارب وتصر على أن يعيش معها وفي قصر عدوه فرعون 

في البداية لم يقتنع بكلامها وكان يريد أن يقتله لأنه ولد في عام القتل  ولكن إصرار آسيه جعله يوافقها الرأي وعاش نبينا موسى -عليه السلام- معهما وأحبته حب الأم لولدها؛ وعندما نشأة وترعرع في قصر فرعون دعا  موسى- عليه السلام- إلى توحيد الله تعالى وكانت السيدة أسية آمنت به وصدقته، ولكنها في البداية أخفت ذلك خشية فرعون جاءت إلى زوجها المتكبر عندما قتل الماشطة التي كانت تمشط ابنتها … الماشطة التي قالت له متحدية : ربي وربك الله نتيجة لذلك التحدي قذفها في النار هي وأولادها .

وكانت المفأجاة التي زلزلت فرعون عندما  أخبرها عن أمر الماشطة  فردت عليه قائلة :  "الويل لك ما أجرأك على الله "

فقال لها : " لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة؟ "

فقالت : ما بي من جنون ولكني آمنت بالله تعالى ورب العالمين .

و ما لبثت حتى أعلنت إيمانها برب موسى عليه السلام- وهنا جن جنون فرعون وراح يحذرها إذا لم ترجع عما هي عليه ليعذبها عذابها شديدا وسينزع منها حياة القصور والترف ولم تلقي لكلامه أي بالا لقد قفذ الله في قلبها حب وحلاوة الإيمان به ؛ فما كان من فرعون إلا ربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس، حيث الحر وأشعة الشمس الحارقة  ووضعوا صخرة كبيرة على ظهرها وهي ثابتة على موقفها وقيل أن الله كان يرسل اليها الملائكة يظلونها ويحمونها من حرارة الشمس وجعلها تنظر إلى مكانتها في الجنة جزاء ما تركت حياة القصور والترف والصبر على عذاب فرعون وقومه لها فقال الله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) " التحريم :11"

و قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا : مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"

 

 

تعليقات